تزدحم مفكرة المطربة اللبنانية ديانا حداد، بالنشاطات والخطط فهي لا تهدأ ولا تكلّ، وكأنها تريد أن تعوّض غياب سنوات ابتعدت فيها عن الساحة. إذ تستعد لإحياء سلسلة من الحفلات وتحضّر لألبوم جديد يحمل اسمها. تسعى ديانا من خلال ألبومها الجديد، أن ترضي جميع الأذواق، حيثُ يضم الألبوم أغاني بلهجات متعددة، حتى تصل بصوتها لأكبر قدر من الجمهور العربي. صوتها الجبلي الذي اشتهرت به، ساعدها في أن تكون امتداداً لروّاد الأغنية اللبنانية التي تحمل طابع الفلكلور، وكذلك الأغنية البدوية، وشغفها بالهوية وضعها في مصاف نجمات الطرب. بين الأمس واليوم، انعكس النضج الفني الذي وصلت إليه بالإضافة إلى الخبرة التي اكتسبتها على اختياراتها. وهذا ما كشفت عنه في لقائنا معها.
قمت بإحياء حفل مميز ضمن حفلات «موسم الرياض». كيف وجدتِ استقبال الجمهور السعودي لك؟
بداية أحب أن أعبّر عن سعادتي وفخري لوقوفي على مسرح أبو بكر سالم، في منطقة «بوليفارد رياض سيتي»، ذلك المسرح الذي يحيطه الإبداع من كل جهة، وكأنه حريص على أن يكون منبعاً للفنون الجادة والأصالة والعراقة، سعيدة بمشاركتي في موسم الرياض الذي نجح في غضون سنوات قليلة أن يكون ضمن أحد أهم المواسم الفنية التي تشهدها المنطقة العربية، نظراً للرسالة السامية التي يقدمها، والجمهور السعودي محب وذواق للفن، وكان هناك حالة من التفاعل الشديد مع الجمهور على المسرح، وسعيدة أن الحفل حقق «الترند» عبر هاشتاج «ديانا حداد في الرياض»، في معظم الدول العربية لا سيما في المملكة العربية السعودية ولبنان ومصر والكويت وليبيا، بفضل جمهور السعودية الغفير الذي توافد من شتى أنحاء المملكة لحضور الحفل.
فخورة أن سجلي الفني يضم أغنيات باللهجة السعودية
أشعر بالفخر
لم تكن هي المرة الأولى التي تشاركين فيها في موسم الرياض. بمَ تقيّمن الوضع الفني الراهن في السعودية؟
أشعر بالفخر بالخطوات المتقدمة التي وصلت إليها السعودية في مجال الفن والثقافة، حيثُ باتت من أهم الدول العربية التي ترسخ لفن أصيل وراقِ، أشعر بالفرح في كل مرة أزور فيها المملكة العربية السعودية وأحيي حفلاً على أراضيها، إلى جانب الدفء والاحتضان الذي يغمرني به الجمهور السعودي. ومن خلال مجلة «سيدتي» أحب أن أوجه خالص شكري وامتناني لرئيس الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ وهيئة الترفيه على اهتمامهم بالفنون، والتي بدأت ببرنامج «سعودي أيدول» الذي أرى أنه سيقدم مواهب سعودية جديدة على الساحة.
تعدّين من أوائل الفنانات اللواتي قدمن الأغنية السعودية. هل هناك أغانِ جديدة تحضّرين لها؟
منذ بداياتي أحرص على التنوع في أعمالي الغنائية، وفخورة أن سجلي الفني يضم أغنيات باللهجة السعودية، وكنت من أوائل الفنانات اللاتي قدمن الأغنية السعودية في بداياتها من خلال تعاوناتي مع شعراء وملحنين سعوديين، على سبيل المثال لا الحصر: «يا قاسي، عشق ضميان، تبسم، هلا وأهلين، الأرض غنت ميجانا، نصفي الثاني، من غبت، ثالث الأعياد، أشواق، ليتني ما عرفتك».
الألبوم بعيد عن تجربتي الحياتية
تحضّرين لميني ألبوم جديد يحمل اسمك. هل سيحكي عن تجارب ذاتية عاشتها ديانا؟
الألبوم بعيد عن تجربتي الحياتية، ولكن سيكون مختلفاً وجديداً، ويضم أغاني متنوعة اللهجات، لإرضاء أذواق المستمعين من مختلف أنحاء الوطن العربي.
إذن لماذا اخترت أن يحمل الألبوم اسمك؟
حتى لا يلفت انتباه المستمعين نحو أغنية بعينها، لأن دائماً الأغنية التي تحمل اسم الألبوم يكون التركيز عليها أكبر من الأغاني الأخرى التي يضمها الألبوم، أريد من الجمهور التركيز على المحتوى بشكل كامل دون استثناء، لهذا قررت أن يحمل الألبوم اسمي.
استغرق تحضير الألبوم ثلاث سنوات. لماذا؟
الألبوم بالفعل استغرق مني أكثر من 3 سنوات في التحضير، لأنني كنت حريصة على أن يكون ألبوماً استثنائياً ومختلفاً فى طريقة طرحه ومحتواه، فهو يضم عدة ألوان ولهجات، منها الخليجية واللبنانية والمصرية.
هل سيتم طرح الألبوم بشكل منفرد «سينجل» على اليوتيوب قبل طرحه بالكامل في الأسواق أسوة بفنانين آخرين؟
بالفعل سوف أطرحه بواقع أغنية كل 3 أسابيع، وإلى الآن صدرت منه ثلاث أغنيات، هي «وحشني شخص»، و«مغنجة»، و«أحلى كابل»، حتى تأخذ كل أغنية حقها في الانتشار.
شاركتِ مؤخراً في النسخة الـ31 من مهرجان الموسيقى العربية، ماذا يمثل لكِ هذا المهرجان. وما الذي يفرده عن غيره من المهرجانات الأخرى؟
أود في البداية أن أنوه بالحفاوة التي حظيت بها من قبل الجمهور المصري الذي أحترمه كثيراً وأكنّ له مودة خاصة، كونه صاحب ذوق فني مميز، وهو ما لمسته في الحفل الذي أحييته مؤخراً في دار الأوبرا المصرية. أما في ما يتعلق بمهرجان الموسيقى العربية، فهو من أهم وأعرق المهرجانات التي تحمل رسالة وهو إحياء التراث بأصوات جديدة، وتعريف الأجيال الحالية برموز الفن العربي الأصيل، فضلاً عن كونه مهرجاناً مميزاً في دار الأوبرا المصرية التي تتسم بالعراقة وسعدت بالتواجد في هذا الصرح الفني.
الجمهور هو وحده يملك القرار ويمنح النجومية لمن يريد
أنا موجودة ولم أبتعد
ابتعدتِ عن الساحة الفنية قرابة الـ8 سنوات. لماذا؟ وكيف وجدت استقبال الجمهور لعودتك؟
أنا موجودة ولم أبتعد إن كان من خلال إصداراتي الغنائية أو حفلاتي، وكان استقبال الجمهور أكثر من رائع، ومن حضر حفلتي الأخيرة بدار الأوبرا المصرية لمس ذلك، القاعة كانت ممتلئة عن آخرها بالحضور.
نستيقظ كل يوم على ظواهر غنائية جديدة ما تعليقك على هذه الظواهر؟
الظواهر الغنائية أمر اعتدنا عليه من قديم الأزل، فهو أمر طبيعي، والفنان الواثق من قدراته وموهبته وكذلك أفكاره التي تحمل بصمة خاصة، لا ريب في تألقه ونجاحه الدائمين، والجمهور هو وحده يملك القرار ويمنح النجومية لمن يريد، وأنا هنا لا أنتقد لوناً غنائياً بعينه، أرحب بأي عمل مميز يحمل فكرة جديدة ويعرف يوظفها في نطاقها الصحيح، المطرب ليس صوتاً يسمع فحسب وإنما كاريزما وحضور وفكرة. أضف إلى ذلك أن الطريق إلى النجاح سهل جداً، ولكن الأصعب هو الاستمرار فيه.
سعيدة بـ«الديو» مع الشاب خالد
بعد النجاح المهم الذي أحرزه العمل الثنائي الذي جمعك مع الشاب خالد في أغنية «ماس ولولي»، هل تضعين شروطاً معينة في تجربة «الديو» تحديداً؟
دعيني أخبرك بسعادتي بـ«الديو» الذي جمعني بالشاب خالد، والذي زادني شهرة وتألقاً أكثر في المنطقة العربية، ونجاحه كلفني مسؤولية كبيرة في عملية انتقاء مشاريعي الغنائية، وهناك العديد من الأسماء الفنية اللامعة، سواء بالمنطقة العربية أو في الضفة الأخرى.
خبرات الماضي والنضج الفني الذي وصلت إليه اليوم. كيف انعكس ذلك على اختياراتك ورؤيتك الفنية؟
أكيد صار هناك هدوء ونضوج أكثر في الاختيار ونظرة فنية شاملة وأوسع.
ما الشيء الذي تحررت منه ديانا في الماضي ولا ترغب في عودته ثانية؟
أي شي ممكن يغضب ديانا.
بعدما أصبحت السوشيال ميديا مهمة للفنان ما علاقتك بها؟
أنا موجودة في كل منصات السوشيال ميديا وسعيدة بالجمهور الذي يتابعني ويهتم بأمري.
هل تخشى ديانا الزمن؟
أثق بالله. ولا أخشى شيئاً حتى الزمن.
لو طلبت منك أن تصفي نفسك في كلمة واحدة ماذا تقولين؟
متصالحة مع نفسي. والحمد لله.
دور درامي
ألم تفكري يوماً في اقتحام عالم التمثيل والسينما؟
لا أمانع من خوض التجربة، وبالفعل عُرض عليّ دور درامي من قبل، لكن رفضت لأنني شعرت أنه لا يضيف لي، ولكن هذا لا يعني أنني أمانع الفكرة بالعكس، الفكرة موجودة ومرحّب بها، ولكن أنتظر دوراً أو ورقاً يضيف لمسيرتي الغنائية حتى أكون عند ثقة الجمهور دائماً.
نجحت في الحفاظ على خصوصيتك. وعدم الدخول في خلافات ومناوشات مع والد ابنتك بعد الطلاق، وهو ما نراه شائعاً في الوسط الفني، هل تتعاملين بحذر مع السوشيال ميديا؟
أصبحنا نعيش وسط أمة مريبة، تستعجب من الصح، وتستقبل الغلط بصدر رحب. ما تربينا عليه هو الاحترام، الذي تدعو له الأديان، هكذا تربيت على احترامي لنفسي، ومن هذا الاحترام يأتي احترام الناس لي، كما أن سهيل، طليقي ووالد بناتي يمتلك نفس المبدأ، انفصالنا لا يعني إعلان الحرب بيننا، بالعكس نحن انفصلنا للحفاظ على هذا الاحترام أن يظل موجوداً بيننا، وهو يشاركني في تربية بناتي ونحن على تواصل دائم، الفنان وحده هو من يسيطر على حياته، ولا يفتح المجال للصحافة أو غيرها بالتدخل في حياته.
شاركتِ كعضوة لجنة تحكيم في برنامج «نجم الخليج». ما رأيك في برامج اكتشاف المواهب الموجودة الآن؟
أُعدّ أول من شاركت في مثل هذه البرامج لمؤسسة دبي للإعلام في برنامج «نجم الخليج» وتكوّنت لجنة التحكيم من فايز السعيد وعبداالله الرويشد، والبرنامج قدم أصواتاً حلوة للخليج، وعرض عليّ بعدها الكثير من العروض، ولكن رفضت لأنني لا أحب أن أكرر نفسي، هذه البرامج مهمة إن كانت بعضها ترفع يدها عن النجم لكنها تمنحه الشهرة التي يبحث عنها خاصة أن مثل هذه البرامج تحقق نسب مشاهدات عالية ولها جمهور كبير يتابعها من كل أنحاء العالم
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر