معاناة المرضى العقليين المقيدين بالسلاسل في إندونيسيا
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

معاناة المرضى العقليين المقيدين بالسلاسل في إندونيسيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - معاناة المرضى العقليين المقيدين بالسلاسل في إندونيسيا

تقييد رجلي احد مرضى مركز رعاية المرضى النفسيين قرب مدينة بريبيس
بريبيس ـ أ.ف.ب

يمضي سليمان اوقاته مكبلا على سريره الخشبي في مركز لرعاية المرضى النفسيين في منطقة ريفية اندونيسية، شأنه في ذلك شأن الاف المصابين بأمراض عقلية على امتداد هذا البلد ممن يتم تقييد اقدامهم بسلاسل معدنية، في ظاهرة تثير انتقادات كبيرة لدى منظمات حقوقية دولية.

ومع أن تقييد المصابين بامراض عقلية محظور قانونا في اندونيسيا منذ حوالى اربعة عقود، غير أن هذه الممارسة تبقى منتشرة في هذا البلد الواقع في جنوب شرق اسيا خصوصا في المناطق الريفية التي تفتقر لمراكز العناية وحيث تعتقد العائلات أن ارواحا شريرة تسكن المرضى، بحسب تقرير حديث صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش".

وقالت معدة التقرير كريتي شارما لوكالة فرانس برس "يجب عدم تقييد اي شخص في اندونيسيا سنة 2016. فقد أكد اناس لنا مرارا وتكرارا ان الامر اشبه بالعيش في الجحيم".

ولفت التقرير الى سلسلة تعديات اخرى بينها العنف الجنسي والصدمات الكهربائية والحجز داخل غرف مغلقة في مراكز الرعاية الخاصة بالمصابين بالأمراض العقلية في الارخبيل والتي تفتقر عادة لمعايير السلامة وتتسم بالاكتظاظ.

وتضم اندونيسيا 48 مستشفى للامراض النفسية موزعة على انحاء هذا البلد الكبير الذي يعد 250 مليون نسمة بغالبيتهم من المسلمين، خصوصا في المناطق الحضرية. وبالنسبة لملايين الاشخاص المقيمين في المناطق الريفية، امكانات الحصول على الرعاية الطبية الملائمة نادرة. وتلجأ عائلات يائسة الى معالجين تقليديين بعضهم يستعين بتقييد المرضى بالسلاسل المعدنية.

حالة سليمان، وهو مريض مقيد بالسلاسل منذ عامين ويعاني من وهن كبير، ليست نادرة. فعائلته التي كانت في حيرة من امرها عندما بدأ برمي الحجارة على جدران منزل أحد الجيران، نقلته الى مركز رعاية للمرضى النفسيين قرب مدينة بريبيس في وسط جزيرة جاوة.

ويقضي هذا الرجل ايامه ولياليه مربطا على سرير خشبي، سواء في رواق متهالك نتن او في غرفة مظلمة خلف جدران خرسانية.

وقال خلال زيارة اجراها صحافيو وكالة فرانس برس اخيرا "انا رجل اخرق"، متخبطا على مقعده.

على مقربة منه، قام رجل بالتبول من مكان جلوسه اذ تعذر عليه بلوغ المرحاضين القريبين اللذين يفتقران للابواب وكانت تنبعث منهما روائح نتنة.

وفي غرفة مظلمة اخرى اشبه بالزنزانة، يروي اوان انه يبقى مكبلا في كثير من الاحيان على سريره "على مدار الساعة".

 

- علاج بالاعشاب والصلوات -

وأشار المسؤول في المركز شوليه مشدد الى ان العائلات تودع المرضى النفسيين في هذه المراكز قائلين انهم "غير طبيعيين". ولا يستفيد المرضى من اي علاج طبي بل تتم مداواتهم بالاعشاب والصلوات على حد تعبيره.

وأوضح المسؤول "لا خيار لدينا في هذه المؤسسة. يتم تكبيل اقدامهم لأسباب تتعلق بالسلامة".

وفي اندونيسيا، يعيش حوالى 19 الف شخص مقيدين او معزولين داخل مساحات ضيقة بحسب "هيومن رايتس ووتش" التي استندت في تقريرها الى شهادات حوالى 150 شخصا من اختصاصيين في مجال الصحة او مرضى عقليين.

وكان ما لا يقل عن 14 مليون شخص فوق سن الخامسة عشرة في اندونيسيا يعانون احد اشكال القصور الذهني بحسب بيانات صادرة عن وزارة الصحة.

وتنتشر عادة تقييد المرضى في مناطق اسيوية اخرى غير ان هذه الظاهرة تتخذ بعدا خاصا في اندونيسيا بسبب نقص الخدمات الصحية في المناطق الريفية وغياب العلاجات الملائمة.

ولفتت شارما الى ان "اندونيسيين كثيرين يجدون صعوبة كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية الاساسية والخدمات التي يحتاجونها".وهذه حال واسبياه البالغة 25 عاما والمصابة باضطرابات ذهنية اذ تعيش منعزلة داخل حظيرة للماعز قرب بريبيس.

وقال والدها فاتوني "اريد التأكد فقط انها لن تهرب مجددا".

وأقر رئيس قسم ذوي الاعاقات في وزارة الشؤون الاجتماعية بأن تقييد المرضى بسلاسل معدنية يمثل مشكلة حقيقية في اندونيسيا غير أن حلها يتطلب وقتا.

واعتبر أن "الخوف يمثل المشكلة الرئيسية. الخوف مما قد يحصل اذا ما تم منح الشخص المقيد حريته".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معاناة المرضى العقليين المقيدين بالسلاسل في إندونيسيا معاناة المرضى العقليين المقيدين بالسلاسل في إندونيسيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib