باريس ـ وكالات
يفقد الشباب الباريسي حالياً اهتمامه بالأطباق الفرنسية التقليدية مثل أطباق أرجل الضفادع والدجاج المطهي بالنبيذ، وأصبحوا مستعدين لقضاء أكثر من ساعة واقفين في الصفوف المتراصة طلباً للهامبرغر محلي الصنع ورقائق البطاطس.
وتوجد منافذ بيع الوجبات السريعة التي تبيع الهامبرغر في كل ركن من أركان شوارع باريس تقريباً، حيث يهرع الشباب العصري إلى المطاعم المتنقلة التي تبيع الهامبرغر المصنوع من لحم عضوي ومكونات طازجة.
ويمكن للمطبخ الفرنسي أن يكون قد نال مكاناً في قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) العام 2010، ولكن شاحنات الطعام بيضاء اللون التي تبيع الأطعمة على النمط الأميركي تتوقف عدة مرات في الأسبوع في أماكن مختلفة عبر باريس، حيث يكون بانتظارها أكثر من مئة زبون جائع.
وتتوقف شاحنة الوجبات السريعة التي تعرف بالفرنسية باسم «كاميون كي فيوم» (أو الشاحنة التي ينطلق منها الدخان) وتديرها الطاهية الأمريكية كريستين فريدريك في السوق الصغير الواقع في بلاس دو لا مادلين.
وجلبت فريدريك معها وهي امرأة في أوائل عقدها الثالث تقليد ولاية كاليفورنيا الأمريكية الخاص بشاحنات الطعام إلى العاصمة الفرنسية. ورغم أنها درست فن الطهي الراقي في مدرسة طهي باريسية إلا أن فريدريك وجدت طهيها يستدعي استخدام شاحنة الطعام.
والأمر يتطلب ستة أشخاص لإعداد مكونات الطعام الطازجة مثل الخبز المستدير (الكايزر) المخبوز حديثاً والهامبرغر المصنوع من اللحم المفروم والطماطم والخضراوات المورقة عيش الغراب والجبن الشيدر وحلقات البصل.
كما أن البطاطس التي يتم تقطيعها يدوياً على شكل رقائق مدرجة على قائمة الطعام مع وجود خيار يتمثل تشيز كيك (كيك الجبن) من أجل التحلية. ويتراوح الزبائن الواقفين في صفوف تتحرك ببطء من المصرفيين إلى الطلاب والمتقاعدين من أرباب المعاشات.
وزبائن المطاعم المتنقلة هم من الشباب بشكل عام وتتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً ولديهم الاستعداد لدفع ما يصل إلى ثلاثة أضعاف ثمن الوجبات السريعة المعتادة من أجل هامبرغر يتصف بالجودة.
وتبيع فريدريك قرابة المئتي قطعة من الهامبرغر في بلاس دو لا مادلين. ودوشين هي من الزبائن المحظوظات لأن عدد البرغر محدود. ويضطر آخر ستة أشخاص يقفون في الصف إلى السير خاليي الوفاض بعد الوقوف لمدة 45 دقيقة.وما ساعد على شعبية «لو كاميون كي فوم» هو وجوده على الإنترنت، حيث يتم الإعلان عن كل محطة. ويبلغ عدد المتابعين والعاشقين للمطعم المتنقل على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي أكثر من ثمانية آلاف شخص، بينما يرجع الكثير أيضاً من نجاح فريدريك أيضاً إلى ما يقوله الأشخاص لبعضهم شفاهة.
وفي الوقت ذاته فإن شاحنة وجبات «كاليفورنيا كانتين» متخصصة في فطائر التاكو المكسيكية ووجبات كاليفورنيا واللحوم العضوية ويتم تنظيم عمل الشاحنة بأسلوب مشابه. كما أن تجارة الهامبرغر تزدهر أيضاً في منطقة سان جيرمان الراقية الواقعة على بعد كيلومتر واحد من بلاس دو لا مادلين.
ويوضح كريستيان لافال مدير مطعم رالفز وهو مطعم وجبات سريعة على صلة بدار رالف لورين للأزياء، «الجميع يحب اللحم لذيذ المذاق، فهامبرغر رالفز هو طبقنا الممتاز ويتميز به مطعمنا».
وتباع نحو 25 ألف قطعة هامبرغر في رالفز سنوياً، ويقول لافال وهو يغمز بإحدى عينيه، «إذا كان لديك مال فإن الثمن ليس مشكلة».
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر