واشنطن ـ المغرب اليوم
حث أخصائيو الصحة العامة والأطباء البيطريون من بين خبراء آخرين على تكثيف جهود المراقبة، والتحري، والإبلاغ الفوري عن الإصابة بمرض يمكن أن يصبح قاتلاً هو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)الذي تسببت عدواه إلى الآن في العديد من الأمراض البشرية وحالات الوفاة، وفي وقت قد يرتبط مصدره بأصول حيوانية المنشأ
وحذر إعلان صادر عن اجتماع لمشاورات تقنية إقليمية، عقدتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة"FAO" في سلطنة عمان مشاركة مع وزارة الزراعة والثروة السمكية العمانية، بلدان الإقليم وغيرها مؤكداً الحاجة إلى أن تجري سلطات الصحة العامة والسلطات البيطرية تقصيات منسقة، وأن تتبادل المعلومات والنتائج فيما بينها.
وأشار المشاركون في مشاورة الخبراء الإقليمية إلى "التصاعد الأخير في حالات الإصابة البشرية بشبه الجزيرة العربية والاشتباه في العدوى من مصادر حيوانية تشمل، على وجه الخصوص، الإبل الأحادية السنام". وخلص الخبراء المشاركون إلى جملة من التوصيات المحددة بهدف زيادة المعلومات والمعارف حول "حيثيات وكيفيات" انتقال الفيروس إلى البشر، والحد من تأثيرها على صحة الحيوان والإنسان، وصون سبل المعيشة والأنشطة الزراعية المرتبطة بالثروة الحيوانية.
وقال الخبير جوان لوبروث، كبير مسؤولي الصحية الحيوانية لدى منظمة "فاو"، أن "من الأهمية بمكان بالنسبة للمجتمع الدولي تفهم المزيد حول 'حيثيات وكيفيات' انتقال العدوى بهذا الفيروس، والقطع بما إذا كان مصدره حيوانياً أم بشرياً؛ فضلاً عن الوقوف على 'حيثيات وكيفيات' تواصل انتقال العدوى به فيما بين الأشخاص".
وشدد خبير المنظمة على أن "ثمة حاجة ملحة للتركيز على تحري الخواص الوبائية للفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس كورونا) في الأنواع الحيوانية، منعاً لوقوع عدوى بشرية أولية، وتجنباً لتعرض مزيد من الأشخاص لهذا الخطر".
وأوضح بالقول، "ومن خلال الإحاطة الأفضل بهذه الخواص الوبائية، سيصبح في الإمكان استصدار المبادئ التوجيهية اللازمة لتجنب امتداد العدوى من الحيوان إلى الإنسان، وحماية الإبل أو الصناعات الحيوانية الأخرى، من العواقب السلبية المحتملة".
واعتباراً من 21 مايو|أيار، أدى الفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية إلى أكثر من 630 حالة مرضية مؤكدة مختبرياً بين البشر، و منذ عام 2012 سبب أكثر من 190 حالة وفاة، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية(WHO). وتأثر بذلك في المقام الأول أشخاص في المملكة العربية السعودية، وإن أبلغ أيضاً عن حالات لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وقطر، والأردن، وسلطنة عمان، واليمن.
وارتبطت حالات أخرى من العدوى المبلغ عنها في آسيا وشمال إفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، بالسفر أو العمل في إقليم الشرق الأوسط، مما أبرز الدور الذي يمكن أن يترتب اليوم على سرعة التنقل دولياً، في انتشار العوامل الممرضة.
وبينما وقعت معظم حالات الإصابة عن طريق انتقال الفيروس بين البشر، فلم يزل متعيناً الجزم بما إذا كان الأشخاص أصيبوا بالعدوى عن طريق التماس بمصادر بيئية أم حيوانية.
ويؤكد خبير "فاو"، أن "المشاركون في المشاورات التقنية متفقون على الحاجة الحاسمة إلى رفع مستويات الوعي بين عامة الجمهور حول أهمية ألتماس الرعاية الطبية، وطبيعة هذا المرض، وسبل تجنبه".
وإذ ركزت التوصيات على الارتباط المحتمل بالإبل أو غيرها من المصادر الحيوانية، نبهت إلى ضرورة ايلاء الأولوية إلى ما يلي
1. رفع مستويات الوعي العام بالفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية(MERS-CoV) ؛
2. التعجيل بالاستثمار في مجالي البحوث والمراقبة بقطاع تربية الحيوان؛
3. التقصي المنهجي للمصادر المحتملة للعدوى البشرية، من المصادر الحيوانية أو البيئية؛
4. مؤازرة الجهود والتنسيق على نحو مشترك بين سلطات الصحة العامة.
ودعت مشاورات الخبراء التي عقدتها منظمة "فاو" أيضاً إلى إجراءات متضافرة في المجالات التالية:
· ضمان تطبيق الممارسات السليمة وتصعيد إجراءات الأمن الحيوي بالمزارع والمعابر الحدودية؛
· تأكيد أهمية النظافة الشخصية بين العاملين قرب الماشية والمسالخ وحيوانات السباق - مثل غسل الأيدي بانتظام بعد التماس بالحيوانات، وارتداء الملابس الواقية، وتطهير الملابس المتسخة والأحذية وغيرها؛
· تقاسم أوسع للمعلومات على المستوى الإقليمي، وتنسيق إدارة الأخطار التي تشكلها حركة نقل الماشية وتجارتها؛
· إمكانية استحداث نظام "جواز السفر للحيوان"، أو استصدار شهادات لإبل السباق؛
· إشراك القطاع الخاص (مثل جمعيات السباق، والهيئات التجارية للإنتاج الحيواني، وعمليات تعبئة اللحوم).
الإبل ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية
في تلك الأثناء، أفاد عدد من الدراسات باكتشاف نسب عالية في الإبل من الأجسام المضادة للفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس كورونا)، أو فيروس وثيق الارتباط به، سواء في البلدان التي اكتشفت لديها الحالات البشرية بالعدوى، أو في بلدان لم يبلغ فيها عن أي حالات إصابة.
وذكر بعض الدراسات أن الفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية كان سارياً في الإبل بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1992 على الأقل. وعثرت على "أدلة وراثية" للإصابة بهذا الفيروس في اختبارات لعينات الإبل بمزرعة في قطر، وفي غير ذلك من الدراسات التي أجريت في مصر والسعودية.
وجدير بالإشارة أن الفيروسات التاجية منتشرة على نطاق واسع بين أنواع حيوانية، ويمكن أن تصيب الماشية بالعدوى وأيضاً مجموعة واسعة التنوع من الحيوانات، بما في ذلك الخفافيش والقوارض والطيور البرية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر