طرابلس ـ وال
كشف المدير التنفيذي لرابطة التعاون للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة " الايدز" محمد بلحاج أنه من المستحيل تحديد عدد المصابين بهذا الفيروس في ليبيا لعدة أسباب منها بصفة خاصة سياسة التعتيم التي فرضها النظام السابق واستمرار اعتبار هذا المرض من "التابوهات" على المستوى الاجتماعي خشية الوصم بالعار والتمييز وبالتالي تكتم المصاب وانعزاله عن المجتمع في انتظار الموت. وأضاف بلحاج في حوار مع وكالة الأنباء الليبية على هامش المعرض السنوي للتحسيس بهذا الوباء الذي يقام سنويا في ميدان الشهداء بطرابلس بمناسبة اليوم العالمي للايدز أن عدد المصابين المسجلين للتمتع بالعلاج على مستوى المركز الوطني لمكافحة الأمراض بلغ ( 5385 ) حالة في حين أن عدد المترددين بانتظام لسحب العلاج بلغ هذا العام ( 2800 ) حالة فقط. وشدد على أن المشاكل الأساسية في ليبيا اليوم تتمثل في وجود مصحة واحدة لعلاج الإدمان السبب الرئيسي لانتشار الفيروس، في بنغازي (شمال شرق البلاد) وبها 40 سريرا فقط في حين أن عدد المدمنين في البلاد بالآلاف. وأضاف أن المسح الذي قامت به منظمته بالتعاون مع مركز بريطاني متخصص هذا العام أظهر أن ( 87 ) % من المصابين بالايدز في ليبيا انتقلت إليهم العدوى عن طريق الحقن عند تعاطي المخدرات .. داعيا بالمناسبة السلطات السياسية والصحية في ليبيا إلى الإسراع في افتتاح المصحة الخاصة بعلاج المدمنين في طرابلس والتي ستشتمل على 100 سرير وجناح خاص بالنساء.. وأوضح " بلحاج " أن من بين الأهداف الرئيسية لرابطة التعاون للمتعايشين مع الايدز تثقيف حاملي الفيروس وأسرهم للوصول إلى خيارات صحية لحماية أنفسهم والآخرين ، مكافحة الوصم بالعار والتمييز وإقامة حملات التوعية من خلال الندوات ووسائل الإعلام ، المطالبة بحقوق المتعايشين مع الفيروس (الحق في الرعاية الصحية والدواء والحق في التعليم والعمل والزواج) ، مساعدة في المجتمع الليبي على نبذ ورفض العادات التي يمكن أن تكون سببا في نقل العدوى وكذلك المساعدة على مكافحة العنف في المجتمع وخاصة العنف ضد المرأة. من جهتها قالت الدكتورة " أميرة قرواش " الناشطة في الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي المشاركة في المعرض إن أكثر الحالات مأساوية في ليبيا هي إصابة المرأة ومولودها بعد الزواج بسبب الشهادات الطبية المزورة التي يحضرها الزوج لإتمام مراسم الزواج. ولاحظت في الخصوص أن هذه الزوجة المصابة دون أي ذنب منها تنبذ في المجتمع وحتى في أسرتها وتجد نفسها أمام المجهول.. إلا أنها أشارت إلى أن الدولة الليبية باتت تدرك مثل هذه الحالات وتقدم لها الرعاية الصحية وتمنح لها مرتبا شهريا لمساعدتها على مواجهة متطلبات الحياة . وبخصوص الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي أوضحت " قرواش " أن هذه الحملة تستهدف المؤسسات التعليمية والمؤسسات الحكومية والشركات والمصانع من خلال تقديم محاضرات للنساء والرجال على حد سواء للتحسيس بسرطان الثدي التي قالت إنه يصيب حتى الذكور. وشددت في الخصوص على أهمية الكشف المبكر الطبي وأهمية الكشف الشهري الذاتي الذي تقوم به المرأة في البيت .. وقالت إن الحملة تقوم بتوزيع نشرات ومطويات مجانية في كافة المؤسسات لتحسيس المواطنين بأهمية مراقبة سرطان الثدي ، وتوضيح عملية الكشف الذاتي الشهري وتاريخه من اليوم الأول إلى اليوم العاشر من الدورة الشهرية بالنسبة للمرأة مؤكدة على أن هذا الكشف يمكنه إنقاذ ما بين ( 75 ) إلى ( 80 ) % من الحالات. وبخصوص الأدوية الخاصة بعلاج المصابين بفيروس الإيدز قالت الدكتورة " نورية الترهوني " المسؤولة عن الصيدلية المركزية للأدوية الخاصة بالإيدز التابعة للمركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض إن المخزون يغطي سنة كاملة وإن العلاج يمنح مجانا لكل مصاب يقوم بالتسجيل في أحد المستشفيات الليبية. من جهتها أعربت مساعدتها الدكتورة " سماح شبيعان " عن أسفها لقلة الوعي لدى المواطنين بشأن فيروس الإيدز وانتقاله مشيرة إلى أنها أصيبت بالإحباط عندما سألها زائر للمعرض وهو شاب لم يبلغ الـ 30 من عمره "هل الدواء يتم أخذه قبل الإصابة بالإيدز أم بعد الإصابة". يشار إلى أن المعرض السنوي للتحسيس بمرض الايدز أقام في خيمة عملاقة تنصب سنويا بميدان الشهداء بطرابلس لمدة 10 أيام ويشتمل على برامج تلفزيونية ومحاضرات وورش عمل علاوة على توزيع نشرات ومطبوعات حول مرض الإيدز والإدمان والأمراض المصاحبة وكيفية الوقاية منها والتعامل والتعايش مع المصابين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر