في غياب أي إخبار للرأي العام بتوقف عملية التطعيم ضد فيروس كورونا داخل المراكز الصحية خلال نهاية الأسبوع، تواصل وزارة الصحة إرسال الرسائل القصيرة إلى المواطنين من أجل الالتحاق بمراكز التلقيح أيام السبت، لكنهم يجدون أبوابها موصدة.
ويعود سبب توقف عملية التطعيم ضد فيروس كورونا نهاية الأسبوع إلى رفض الأطر الصحية الاستمرار في القيام بهذه العملية في يوم عطلتهم الأسبوعية، بعد تمكّن المغرب من تلقيح نسبة مهمة من المواطنين، لكن وزارة الصحة لم تصدر أي بلاغ لإخبار المواطنين بهذا المستجد.
وعاينت هسبريس أمس السبت توافد عدد من المواطنين على المركز الصحي “المزرعة” في حي تبريكت بمدينة سلا من أجل التلقيح، لكنهم يفاجؤون بكونه موصدا، ليلجؤوا إلى صاحب محل لبيع الخضر لاستفساره عن سبب الإغلاق.
ويعكس عدم إخبار المواطنين بتوقف عملية التلقيح في نهاية الأسبوع، ضعف التواصل المسجّل على وزارة الصحة منذ بداية أزمة جائحة فيروس كورونا، ذلك أن مصالحها لم تكلّف نفسها حتى عناء تعليق إعلانات بتوقف التلقيح أمام بوابات المراكز الصحية.
“ضاربين تمارة على والو. أنا جيت من القنيطرة، وكاين اللي جا منعرف منين”، تقول سيدة جاءت من مدينة القنيطرة رفقة طفلتها الصغيرة إلى مدينة سلا من أجل التلقيح ضد كورونا في المركز الصحي “المزرعة”، لكنها وجدت أبواب المركز مغلقة.
يقول رجل آخر بعد أن أخبره صاحب محل بيع الخضار المجاور للمركز الصحي بأن الأخير مغلق: “الدقة كتجي فينا غير حنا. على الأقل كانت الوزارة تعلم الناس بلي ما بقاش التلقيح نهار السبت”.
في المركز الصحي “الروسطال” بمدينة سلا أيضا يتكرر المشهد نفسه، غير أن الوافدين على هذا المركز يجدون شرطيا يخبرهم بغياب التلقيح يوم السبت. يقول الشرطي لأحد الوافدين: “ما خدامينش. سير تال نهار الاثنين”.
ويأتي توقف عملية التطعيم ضد فيروس كورونا في المراكز الصحية، “بعد تفاقم أوضاع الأطر الصحية التي انخرطت بشكل مكثف في الحملة الوطنية للتطعيم التي انطلقت منذ خمسة شهور، ما أدى إلى إنهاكها، دون تمكينها من الراحة أو التعويض”، يقول حمزة إبراهيمي، مسؤول الإعلام والتواصل بالنقابة الوطنية للصحة العمومية.
وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن الأطر الصحية المكلفة بعملية التلقيح انخرطت في العملية بتفان رغم كل الاختلالات المسجلة، ومنها على الخصوص تدخل أطراف خارج قطاع الصحة لتدبير العملية، والنقص في التجهيزات، وتنقل الأطر خارج المراكز الصحية دون توفير وسائل النقل الكافية، وضغط العمل الشديد.
وازدادت احتجاجات الأطر الصحية على طريقة تدبير عملية التلقيح ضد فيروس كورونا في عطلة عيد الفطر المنصرم، بعد أن طلب منها الالتحاق بمراكز العمل لاستئناف التلقيح في ثاني أيام العيد، رغم أنه كان يوم عطلة، “وهو ما زاد الطين بلة”، يقول إبراهيمي، معتبرا أن الأطر الصحية “تتعرض للظلم والحيف”.
وسبق للنقابات الممثلة للشغيلة الصحية أن وجهت رسائل إلى وزارة الصحة من أجل توقيف عملية التطعيم ضد فيروس كورونا أيام السبت، بعد تلقيح نسبة مهمة من المواطنين واستقرار الحالة الوبائية، وذلك من أجل تمكين الأطر الصحية من استرجاع أنفاسها بعد عام ونصف العام من العمل المتواصل والمنهك على جبهة مجابهة الجائحة، وهو ما دفع بالأطر الصحية إلى توقيف عملها أيام السبت.
قد يهمك ايضاً :
وزير روسي يحدد شرطا للتغلب على فيروس كورونا في البلاد
تسجيل 410 إصابة جديدة بـ “كورونا” في المغرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر