لا تنفك الدراسات والأبحاث عن إيجاد علاجات جديدة لسرطان الثدي، الذي باتت نسبة النجاة منه تفوق الـ90 بالمائة. وفي جديد الطب، اكتشاف مهمٌ لباحثي مايو كلينك، لعلاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي. اكتشفي تفاصيل الدراسة الحديثة في الآتي:
نحو 15% من سرطان الثدي ينتمي إلى فئة الثلاثي السلبي
تمَّ اكتشاف نمط مميز في مجموعة معينة مؤلفة من 17 جيناً قد تكون مرتبطة بحدوث هدأة بعد الخضوع لعلاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي. تسلّط دراسة متعددة الأومكس، نُشرت في مجلة أبحاث سرطان الثدي، الضوء على إمكانية إجراء المزيد من الأبحاث على هذا التوقيع كهدف لنهج الطب الفردي.
هذا ويقع ما يقرب من 10-15% من سرطانات الثدي ضمن فئة "السرطان الثلاثي السلبي"، مما يشير إلى أن نموها لا يكون محفزاً من خلال مستقبلات هرمون الإستروجين أو البروجسترون، ولا من خلال مستقبل عامل نمو البشرة البشري 2 (بروتين HER2).
في المقابل، تحتوي سرطانات الثدي الأخرى على واحد على الأقل من هذه المستقبلات، مما يتيح للعلاجات التي بإمكانها استهدافها أو عرقلتها تثبيط تقدم السرطان.
يُعرَّف سرطان الثدي الثلاثي السلبي بمقاومته للعلاجات المهدّفة، مما يجعل المعالجة الكيميائية خيار العلاج الأساسي. وعلى الرغم من أن غالبية المريضات يستجبن في البداية بشكل جيد للعلاج الكيميائي القبلي المساعد القياسي، فإنَّ ما يقرب من 20% من المريضات تتكرر إصابتهن بالمرض بعد العلاج.
تقول كريشنا راني كالاري، حاصلة على الدكتوراه، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذ مساعد في المعلوماتية الطبية الحيوية في مركز الطب الفردي: "من المهم للغاية ابتكار أدوات من شأنها مساعدة اختصاصيي الرعاية السريرية في اتخاذ قرارات علاجية مبنية على معلومات". وتتابع: "يعد هذا التوقيع المكوّن من 17 جيناً أحد الأدوات المرشحة التي تُظهر فوائد محتملة. ولكن لكي يكون لهذا التوقيع فائدة سريرية، ستكون هناك حاجة لإجراء دراسات تقيّم ما إذا كان مزيج الأدوية البديلة قد ينجح مع هذه المجموعة من المريضات".
سرطان الثدي: 17 جيناً للبقاء على قيد الحياة
فحص الباحثون، خلال دراستهم، عينات الورم قبل وبعد علاج المصابات بسرطان الثدي الثلاثي السلبي اللاتي لم يُظهرن استجابة للعلاج الكيميائي القبلي المساعد. وباستخدام التحليل متعدد الأوميكس وتقنيات التعلم الآلي، فحصوا التغيرات في التعبير الجيني لفهم الأسس الجزيئية التي تؤدي إلى تكرار الإصابة بالورم.
متعدد الأومكس هو مجال ناشئ متعدد التخصصات للعلوم البيولوجية يشمل علم الجينوم، وعلم البروتيوميات، وعلم ما فوق الجينوم، وعلم النسخ الوراثي، وعلم الأيض والمزيد.
حدد الفريق 17 جيناً مرتبطاً بالبقاء على قيد الحياة دون حدوث انتكاسة، ووجد أن العديد من الجينات قد تلعب دوراً في تحفيز الالتهاب لبدء استجابة الجهاز المناعي. تقول الدكتورة كريشنا راني كالاري إن الفشل في بدء استجابة الجهاز يمنع إزالة خلايا الورم الضعيفة، مما يسمح بتشكيل مقاومة ضد العلاج ومن ثم عودة المرض.
الطب الفردي ضروري
تعتبر هذه الدراسة، التي نشرت لأول مرة في مدونة مركز الطب الفردي، امتداداً للدراسة السريرية الاستطلاعية لسرطان الثدي التي أجرتها مايو كلينك والمعروفة باسم دراسة العلاج الموجه بالجينوم لسرطان الثدي (BEAUTY). والهدف من الدراسة هو تحديد سبب استجابة أورام بعض المريضات للمعالجة الكيميائية، بينما لا يستجيب البعض الآخر، واستخدام هذه المعرفة كحافز لتطوير علاجات طبية فردية.
بعدها يخطط الفريق لإجراء مزيد من الدراسات على التوقيع الجيني واختبار الأساليب العلاجية.
يُذكر أن المؤلفين الرئيسيين المشاركين في الدراسة هم باحثون في مايو كلينك كريشنا راني كالاري، دكتوراه في الطب، وجودي بوجي، دكتورة في الطب، وماثيو جويتز، دكتور في الطب، ويشمل المؤلفون الإضافيين د. شياو جيا تانغ ود. كيفن طومسون.
قد يهمك ايضـــــا :
عوامل الخطر غير القابلة للتعديل لسرطان الثدي
دراسة تؤكد أن مكان إقامة مريضة سرطان الثدي ينبئ عن سرعة الاكتشاف المبكر
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر