القاهرة_وفا
يوجد عوامل كثيرة لتأثير الهرمون على السلوك، منها التكوينى والتنشيطى، ويقصد بـ "التكوينى" الذى يحدث أثناء تكوين الجنين، وثبت وجود أماكن متعددة لاستقبال تأثير الهرمونات على المخ، وهو يعتبر طويل المفعول وغير قابل للتغيير بعد حدوثه، هذا ما أكده الدكتور محمد كمال غيطانى، أستاذ الغدد الصماء والسكر بطب الإسكندرية لـ"اليوم السابع" خلال مؤتمر البدانة والسكر والغدد الصماء المنعقد حاليا بالإسكندرية، أن هناك علاقة بين الهرمونات والسلوك، فالسلوك البشرى يتأثر بعوامل كثيرة، من ضمنها الهرمونات فى المخ البشرى مثل هرمون الاستروجين وهرمون الكورتيزول وهرمون الغدة الدرقية مثل تأثير نقص هرمون الغدة الدرقية على المخ، والذى يؤدى إلى تليف وموت فى بعض خلايا المخ، مع حدوث تخلف عقلى غير قابل للعلاج، وأيضا تأثير هرمونات الذكورة على تكوين الجنين لكى ينمو.
وأوضح أن هناك أمثلة كثيرة لتأثير الهرمونات على بعض السلوكيات، مثل العنف والقتال، وهذا ما يسببه هرمون التستوستيرون فى الرجال، ويزيد بالذات فى موسم التزاوج فى الحيوانات، وزيادة هرمون الأستروجين فى الإناث، كما أن هرمون الكورتيزول له دور فى التأثير على الجسم، فالزيادة السريعة فيه تؤدى إلى زيادة العنف، والزيادة البطيئة فيه تؤدى إلى قلة العنف، والنقص المستمر يؤدى إلى زيادة العنف أيضا.
وقال إن التوتر يلعب دورًا مهمًا، فتقريبا كل الهرمونات تتأثر بالزيادة إلا هرمون التستوستيرون والأستروجين والأنسولين وهرمون الغدة الدرقية.
وأشار إلى أنه توجد هرمونات كثيرة تؤثر على السلوك الغذائى مثل هرمون الجريلين، والذى يفرز من المعدة، ويسمى هرمون الجوع وهرمون الليبتين، ويفرز من خلايا الدهون البيضاء فى الجسم، ويؤدى إلى الإحساس بالشبع.
وهرمون الأنسولين، ويؤدى إلى الإحساس بالشبع عن طريق المخ أو يؤدى إلى الإحساس بالجوع، إذا تسبب فى نقص السكر بالدم.
أما هرمون الحب، وهو هرمون الأوكسيتوسين، ويزيد فى بداية الحب الرومانسى، كما يسمى الهرمون الرابط "الذى يربط الناس فى المجموعة الواحدة أو القبيلة الواحدة أو البلد الواحد، وتعاطفهم سويا، ويسمى هرمون الحب الأمومى بين الأم، ورضيعها ويسمى هرمون الثقة أيضا".
وقال: "لقد لوحظ تغييرات نفسية مثل الاكتئاب والتوتر والعنف فى بعض أمراض الغدد الصماء مثل مرض السكر وأمراض الغدة الدرقية، كما لوحظ وجود تغيرات فى أمراض الغدة فى بعض الأدوية النفسية مثل الليثيوم الذى يؤدى إلى نقص هرمون الغدة الدرقية، وزيادة إفراز الغدة الجار درقية".
وأكد أن كل التغيرات السابقة تم دراستها تماما فى الحيوانات، وتعتبر مؤثرة بشدة فى السلوك الحيوانى، ولكن بالنسبة للبشر، فهى مؤثرة أيضا، ولكنها لا يتم من خلالها تكوين السلوك، ولكن تؤدى إلى زيادته أو نقصه فقط، حيث إن العقل يظل هو المسيطر على تنفيذ السلوك أو منعه، والهرمونات لا تتحكم فى الإنسان، ولكن يظل العقل هو الذى يتحكم فيه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر