الكويت - المغرب اليوم
أكّد وزير الصحة الكويتي الدكتور علي سعد العبيدي أن لدى الكويت أكبر مركز للرعاية التلطيفية في العالم، معتبرًا أن ذلك يعكس اهتمام الدولة بالرعاية التلطيفية، وتفهمها لحاجات المرضى في هذا المجال.
وأعلن العبيدي في كلمة القاها نيابة عنه وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الأدوية والأجهزة الطبية الدكتور عمر السيد عمر، في افتتاح المؤتمر الثاني للطب التلطيفي تحت شعار (الطب التلطيفي .. نظرة مستقبلية)، الذي ينظمه مركز الرعاية التلطيفية، بالتعاون مع رابطة الطب التلطيفي، الأحد، أن المركز الذي افتُتح منذ ثلاث سنوات يتسع لـ 92 سريرًا افتُتح منها حتى الآن 32 سريرًا.
وأوضح أن المؤتمر يُعقد في فترة مهمة تتعلق بالطب التلطيفي، حيث ستناقش منظمة الصحة العالمية في اجتماعها المقبل تطورات هذا الطب الذي أصبح يشكل رافدًا مهمًا في مجال الأمراض المزمنة.
ولفَت إلى أن مفهوم الطب في العالم شهد تطورًا لا سيما في مجال الأمراض المزمنة، ومنها أمراض السرطان، لتصبح السيطرة على الأعراض وتحسين نوعية الحياة هدفًا قائمًا بذاته، مبيّنًا أن ذلك الهدف هو ما يسعى الطب التلطيفي إلى تحقيقه.
وأكّد ان المؤتمر يأخذ أبعادا مهمة لأنه لا يناقش الطب التلطيفي من الناحية العلمية فقط، بل لأنه أيضًا يعقد بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وحضور كوكبة من الخبراء بهذا المجال سيناقشون استراتيجية الطب التلطيفي في الإقليم.
واعرب عن امله في أن يصبح مركز الرعاية التلطيفية في الكويت مرجعًا لدول المنطقة، حيث تم تجهيزه بمركز للتدريب من أجل التعاون الإقليمي، لتخريج متدربين من جميع التخصصات في مجال الرعاية التلطيفية، موضحًا ان هناك اجتماعًا آخر للمجموعة العربية للطب التلطيفي على هامش المؤتمر.
من جهته، أكّد رئيس رابطة الطب التلطيفي واستشاري الأورام الدكتور خالد الصالح في كلمته ان الرعاية التلطيفية، لا سيما لمرضى السرطان، تأخذ أبعادًا مهمة في العالم، موضحًا ان مستشفى "مايو كلينك"، أحد أشهر مراكز علاج السرطان في الولايات المتحدة، بث تقريرًا يفيد بأن إدخال الرعاية التلطيفية مع مرضى السرطان يحسن من نوعية حياتهم ويطيل من أعمارهم.
واوضح ان الرعاية التلطيفية في المفهوم الحديث لم تعد تعني التدخل بعد توقف العلاج، بل انها تبدأ منذ تشخيص مرض السرطان، مشيرًا إلى ان مرضى السرطان يحتاجون للعلاج التلطيفي بصورة دائمة، وانه في الكويت يحتاج كل عام حوالي 300 مريض لتلك الرعاية مباشرة.
وأوضح أنه بحسب إحصاءات 2010 يوجد في الكويت حوالي 2000 مريض جديد مصاب بالسرطان، منهم حوالي 1022 مريضًا كويتيًا، مبينًا ان عدد المستفيدين من خدمة الرعاية التلطيفية بلغ حتى الآن 219 مريضًا، منذ بدء استقبال المركز الحالات في كانون الأول/ ديسمبر 2010، واستقبال 167 مريضًا كحالات في العيادة الخارجية في المركز.
وألمح إلى أن عدد طلب الاستشارات لتحويل المرضى الى مركز الرعاية التلطيفية تزايد من 89 طلب استشارة في العام 2011 إلى 127 في العام 2012 ليصل الى 194 في العام 2013، معتبرًا انه سيتم الاجتماع مع الخبراء على هامش المؤتمر لوضع استراتيجية الرعاية التلطيفية على مستوى الاقليم.
وأعلن أنه على المستوى الأهلي ستتم انتخابات المجموعة العربية للطب التلطيفي، التابعة لاتحاد الأطباء العرب، مبينًا ان الكويت رشحت اثنين من الاطباء الكويتيين الشباب ليكونوا ضمن الفريق العربي، لإظهار الامكانات الكبيرة التي تملكها الكويت في هذا المجال.
وأشار الصالح على هامش المؤتمر إلى أن المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام يشارك فيه 16 استشاريًا من خارج دولة الكويت، اضافة الى استشاريين من الكويت، موضحًا ان المؤتمر سيناقش الرعاية النفسية والروحية وأخلاقيات التعامل في مجال الرعاية التلطيفية، حسب ما أعلنت "كونا".
وبيّن ان المؤتمر سيناقش ايضًا دور الطب البديل والتكميلي في هذا المجال والتغذية، إلى جانب أدوار التمريض والمتطوعين وغيرها من المواضيع المهمة، التي توضح أهمية الرعاية التلطيفية التي تخص رعاية مرضى الأمراض المزمنة، ومنها مرضى السرطان.
وأوضح أن برنامج المؤتمر سيتضمن في الفترة الصباحية على مدى اليومين الثاني والثالث ورش عمل عن الطرق التداخلية لعلاج الألم والتغذية لمرضى الرعاية التلطيفية، والعلاج النفسي وتدريب الممرضات، مبينًا ان معهد الكويت للاختصاصات الطبية منح 11 نقطة من نقاط نظام التعليم المستمر لبرنامج المؤتمر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر