أوبيرلينغن - أ.ف.ب
بات الصوم العلاجي الذي لا يزال يثير الجدل في الأوساط الطبية عادة سائدة في ألمانيا حيث تستند إليه عدة علاجات بعضها مشمول حتى في التأمين الصحي.وأكد مايكل فان ألمزيك (57 عاما) الذي اعتاد أن يصوم شهرا في السنة في عيادة "بوشينغر فيلهلمي" على ضفاف بحيرة كونستانس (الجنوب) بالقرب من الحدود مع سويسرا "جربوه لأسبوع وسترون النتائج".ويقصد مايكل وهو مدير شركة علاقات عامة كبيرة في ميونخ ستنظم مثلا الحفلات المقبلة لجولة "رولينغ ستونز" في ألمانيا، العيادة لمعالجة وزنه الزائد والمشاكل المزمنة الناجمة عنه.
وهو توقف عن تناول الأدوية المعالجة لارتفاع ضغط الدم وغير نظامه الغذائي. وهو بدأ بالخضوع لجلسات صوم قبل 20 عاما ولا يفهم كيف من الممكن أن يكون هذا النوع من العلاجات خطيرا.
ويقوم نظامه اليومي في العيادة على شراب ساخن صباحا وعصير فواكه ظهرا وحساء مع القليل من العسل بعد العدو لمدة ساعتين وعلى ليترين من الماء أقله في اليوم الواحد. وهو لا يتخطى بصورة إجمالية 200 إلى 250 سعرة حرارية. وهذا المعدل هو أقل بعشر مرات من كمية السعرات اليومية المحددة لرجل في سنه.وقد اختبر الطبيب أوتو بوشينغر (1878-1966) الذي أعطى اسمه للعيادة الصوم للشفاء من التهاب المفاصل الذي أجبره في العام 1917 على مغادرة منصبه في القوات البحرية. وبات منهجه اليوم الأكثر شيوعا في ألمانيا.
ويؤكد مؤيدو الصوم العلاجي أن هذا الأخير يقي من أمراض القلب والأوعية الدموية ويخفف من آثار الربو والتهاب المفاصل والأمراض المزمنة في النظام الهضمي وبعض المشاكل المزمنة في الجهاز التنفسي وأيضا بعض حالات الإحباط.
وليست الدراسات التي أجريت حول هذه المسألة بالكثيرة، غير أن بعضها أكد آثار الصوم على التهاب المفاصل في مجلة "لانسيت" المعروفة سنة 1991. وأظهرت دراسات أخرى فعالية الصوم، لكنها في غالب الأحيان دراسات سريرية صغيرة النطاق.وشرحت فرانسواز فيلهلمي دي توليدو مديرة العيادة التي لها أيضا فرع في ماربيا (اسبانيا) لوكالة فرانس برس أن "الصوم يعزز طاقة التجدد التي يتمتع بها الجسد".وذكر كبير الأطباء ستيفان دريندا بأن "عيادة أوبيرلينغن فتحت أبوابها قبل 60 عاما وتلك في مربيا قبل 40 عاما. وكل منهما يستقبل في السنة الواحدة ما بين 3000 إلى 3500 مريض ويقدم 250 ألف دورة علاجية من دون تعقيدات".
وأصبح الصوم عادة سائدة في ألمانيا. وقد بيعت أكثر من مليوني نسخة من كتاب "حياة جديدة بفضل الصوم" لهيلوت لوتسنر الذي صدر في السبعينيات وهو يحدث بانتظام.وتقدم معلومات عن الصوم في المراكز الطبية الجامعية. ولطالما اعتبر الألمان من معتنقي العادات الصحية البديلة، بحسب ما ذكر أندرياس ميتشالسن الذي يدير خدمة الطب الطبيعي في مستشفى "شاريتيه" في برلين الذي يعد الأكبر في أوروبا. وينظم المستشفى دورات صوم تراوح مدتها بين 12 و 14 يوما يغطي تكاليفها النظام العام للتأمين الصحي.وأوضح المدير أن الأبحاث الحديثة هي التي تزيد الألمان قناعة بمنافع الصوم، مثل أعمال الأستاذ فالتر لونغو من كاليفورنيا الذي بين سنة 2008 أن الصوم ساهم في حماية الخلايا السليمة من آثار العلاج الكيمياوي السامة عند الفئران.
ولفت إلى أن "عدة أدوية قد سحبت من السوق منذ 25 عاما بسبب آثارها الثانوية المتعددة. ولم يحرز أي تقدم ملحوظ في معالجة السكري والتهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم".وهو ختم قائلا "أنا على يقين من أن الصوم سوف يكتسي أهمية خاصة في خلال 10 سنوات بكل بساطة لأن الطب التقليدي لم يقدم الحلول اللازمة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر