القاهرة_ا ش ا
احتل الشاى الأخضر فى الآونة الأخيرة اهتمام كل من يبحث عن المشروبات الصحية، وتناولت وسائل الإعلام فوائد الشاى الأخضر، وعددت المواقع الإلكترونية مميزات هذا المشروب، بل وصفه البعض بالشافى لجميع الأمراض، وعليه بدأ ينتشر الشاى الأخضر فى الأسواق العربية، وأصبح ينافس الشاى الأسود كمشروب دافئ وصحى.
يقول الدكتور خالد مصيلحى، أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية، بالرغم من هذه السمعة الجيدة للشاى الأخضر، لكن كل المواقع ووسائل الإعلام أغفلت الحديث عن مخاطر الشاى الأخضر، خاصة فى الجرعات الكبيرة، بعد أن أصبح كل من يبحثون عن كل ما هو طبيعى يلتهمون كميات كبيرة منه، كبديل للشاى الأسود، ظناً منهم أنه لا يوجد له أى مخاطر، لذلك لابد أن نعرف أن هناك كثيراً من المخاطر نتيجة الإكثار من الشاى الأخضر، وهو الجانب المعتم من هذا المشروب.
وأكد "مصيلحى" أن فوائد الشاى الأخضر تفوق بكثير مخاطره، فهو مضاد للأكسدة قوى ومجدد لخلايا الجسم ومقاوم لنمو الأورام السرطانية ومخفض لنسبة الكولسترول فى الدم، ولكن عند تناول جرعات كبيرة يوميا قد يعرض الصحة لبعض المخاطر، كما أن هناك حالات معينة يجب أن تكف تماما عن تناول الشاى الأخضر.
وأوضح "مصيلحى" أن الجرعات الكبيرة من الشاى الأخضر، أكثر من كوب واحد يوميا يعرضنا لالتهام كميات كبيرة من الكافيين الموجود فى الشاى الأخضر، مما يعرض الجهاز العصبى للأرق وينتاب الشخص العصبية الزائدة ويزيد من ضربات القلب ويرفع ضغط الدم، علاوة على ضرر الجهاز الهضمى فيعرضه للالتهابات ويفقد الشخص الشهية للأكل.
وأشار إلى أن الأشخاص ذوى معدة حساسة الدراسات القديمة والحديثة أثبتت أن الشاى محفز لإفراز المزيد من حامض المعدة، مما يعرضهم للالتهابات، وقد تؤدى هذه الالتهابات إلى قرحة فى المعدة.
كما أن تناول الشاى الأخضر بكثرة قد يضر السيدات الحوامل والأطفال الرضع، نظراً لاحتوائه على مواد فعالة, "catechins and tannic acids" وهى مواد أثبتت الدراسات خطورتها على السيدات الحوامل، وحذرت منها المنظمات الصحية العالمية لخطورتها على الأطفال الرضع، وهذه المواد لها المقدرة أن تصل للرضع عن طريق لبن الأم، مما يسبب خللا فى الجهاز العصبى للأطفال وتقرحات فى جهازه الهضمى لأن هذه الجرعة تعتبر كبيره بالنسبة لعمر ووزن الطفل.
وأضاف أنه فى عام 2001 أثبتت إحدى الدراسات أن الشاى الأخضر يمنع امتصاص 25% من الحديد والمعادن الموجودة فى الأغذية، لذلك يعتبر الشاى الأخضر من الممنوعات على مرضى الأنيميا، خاصة إذا تم تناوله بعد الأكل مباشرة.
كما أن احتواء الشاى الأخضر على "caffeine & Tannins" يجعله ضار جدا بأطفالنا، فالكافيين يعرض الأطفال للأرق والعصبية، كما أن (Tannins) يغلق امتصاص معظم العناصر الغذائية الضرورية لبناء أجسام أطفالنا، مما يؤثر على صحتهم ومعدل نموهم بالسلب، فى والوقت الذين يحتاجون فيه كل العناصر والمعادن الموجودة بالغذاء.
وأثبتت الأبحاث الحديثة أن الشاى الأخضر يحفز جهاز المناعة ويقويه وبالرغم من أن هذه تعتبر من منافع الشاى الأخضر، لكن هناك بعض الحالات محظور عليها تحفيز جهازها المناعى عندما يكون خلايا هذه الحالات معرضة للتآكل بواسطة الجهاز المناعى، فالجهاز المناعى يهاجم خلايا الجسم الطبيعية كما فى حالة "multiple sclerosis" أو تصلّب الأنسجة المتعدّد وهذه الحالات تحتاج لما يثبط جهازهم المناعى ويعتبر الشاى الأخضر من عوامل الخطورة على صحة هؤلاء المرضى.
وأوضح أن هناك ضررا من تناول الشاى بدون غسل الأسنان، فهو يرسب طبقات صلبة على مينا الأسنان والضروس، هذه الطبقة تأخذ صبغة قد تؤثر على لون الأسنان إن لم يتم التخلص منها يوميا بفرشاة الأسنان.
كل هذه المخاطر للشاى الأخضر لا يثنينا عن تناوله لفوائده الكثيرة، ولكن علينا الاعتدال فى الجرعات اليومية ولا ننسى المثل الأجنبى "There is no one food that is good for everyon"" أو لا يوجد غذاء أو مشروب واحد يفيد كل الأشخاص خطورة الشاى الأخضر على بعض الحالات، وعلينا عدم تناول المنتجات الدوائية المستخلصة من الشاى الأخضر إلا بعد استشارة الطبيب والصيدلى، خاصة أن المنتجات الصيدلية تحتوى على خلاصة للشاى الأخضر مركزه ونسبة المواد الفعالة بها كبيرة جدا مقارنة بكوب الشاى الأخضر، ولا ننسى نصيحتنا المستمرة بضرورة طلب المشورة فقط من أهل الطب الأطباء والصيادلة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر