الدوحة ـ قنا
يسعى قسم جراحة العظام بمؤسسة حمد الطبية إلى توطين أحدث التقنيات الجراحية العالمية وتوفيرها لمرضى القسم من خلال مؤسسة حمد الطبية، فقد شهد القسم تطورات مذهلة نتيجة لإدخال التخصصات الدقيقة، وذلك نتيجة لتطوير رؤية حمد الطبية واعتمادها للتعليم والبحوث كمرتكزات لتطوير الخدمة الطبية.
ومع إنشاء معهد العظام بدأ القسم ينظر إلى المنافسة العالمية في مجال تخصصه من خلال رؤية أوسع، حيث يسعى من خلال استقطاب أفضل الخبرات العالمية وإدخال أحدث التقنيات الجراحية إلى تحويل المعهد إلى مركز إشعاع عالمي.
وفي هذا السياق أوضح الدكتور عبد المعين باكو- استشاري أول جراحة العظام والعمود الفقري، أن مؤتمر قطر الدولي الأول لجراحة العمود الفقري وضع قطر على الخريطة العالمية في مجال جراحة العمود الفقري كما أسهم في إيضاح أن مؤسسة حمد الطبية تملك مركزا عالميا يوفر خدمات جراحات العمود الفقري يناهز أفضل المراكز العالمية، مشيرا إلى أن المؤتمر سعى في الأساس إلى مناقشة أبرز المستجدات العالمية في هذا التخصص الدقيق إضافة إلى استدعاء الخبرات العالمية إلى قطر لتبادل الخبرات.
وبين أن المؤتمر استقطب أبرز 40 خبيرا عالميا في مجال جراحات العمود الفقري، فضلا عن مشاركة عدد كبير من شركات الأدوية والأجهزة والمعدات الطبية الرائدة في العالم، مشيرا إلى مشاركة 320 مشاركا من مختلف أنحاء العالم.
وحول الموضوعات التي ناقشها المؤتمر، ذكر الدكتور باكو أن المؤتمر ناقش غالبية مشاكل وآلام العمود الفقري والأعصاب الناتجة عن تآكل الغضاريف والخشونة التي تصيب الفقرات، إضافة إلى تشوهات والتهابات وأورام العمود الفقري والانحرافات وأمراض الرقبة والإصابات التي تسبب مشاكل الرقبة، إضافة إلى الحوادث والإصابات الناجمة عنها.
توصيات المؤتمر
وحول أوراق العمل المقدمة من قبل مؤسسة حمد الطبية، قال الدكتور باكو" قدمت مؤسسة حمد الطبية 4 أوراق عمل فازت إحداها بجائزة أفضل ورقة عمل في المؤتمر، وقد ناقشت الأولى منها استخدام الرنين المغناطيسي في تشخيص إصابات العمود الفقري، أما الثانية فناقشت أساليب تثبيت العمود الفقري وأما الثالثة فناقشت حالة نادرة للإصابة بسرطان أسفل العمود الفقري والرابعة ناقشت تحسن الحالات بعد التدخل الجراحي لعلاج سرطان العظام"، مضيفا "وقد شهد المؤتمر تنظيم 10 ورش عمل".
ولفت إلى أن المشاركين أوصوا بتنظيم المؤتمر بشكل سنوي والاستفادة من الخبرات العالمية التي ستسهم في تطوير جراحة العمود الفقري، إضافة إلى إبداء الكثير من الخبرات العالمية التي شاركت في المؤتمر الرغبة في العمل في قطر للمساهمة بخبراتهم، مشيرا إلى إجراء جراحة متطورة أجراها أحد الجراحين العالميين لحالة تعاني من مشاكل العمود الفقري إضافة إلى مشاركة خبير آخر في عيادة متخصصة في علاج تشوهات العمود الفقري.
معهد العظام
وحول الإنجازات التي يشهدها معهد العظام، أشار الدكتور باكو إلى أن معهد العظام شهد الكثير من التطور على كافة الأصعدة سواء من الناحية التقنية أو تطوير الكوادر العاملة بالمعهد، مؤكدا تلقيه دعما غير محدود من قسم جراحة العظام وإدارة مؤسسة حمد الطبية وهو ما أسهم في الوصول إلى تلك المكانة.
ولفت إلى أن إنشاء المعهد أسهم في تطوير خدمات العظام من خلال توفير عدد أكبر من العيادات إضافة إلى إنشاء وحدات جديدة للرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية، مشيرا إلى أن التطور التقني واكبه تطوير أماكن الانتظار الخاصة بالمرضى وأسرهم.
وبين إدخال العديد من التخصصات الفرعية الجديدة مما أسهم في تكوين فرق طبية متخصصة مثل: فرق علاج شلل الأطفال، وفرق علاج الفقرات ومشاكل العمود الفقري، وتشوهات العمود الفقري، جراحة القدم والكاحل، وجراحة الطب الرياضي والمفاصل.
2500 جراحة سنويا
وحول آخر الجراحات المتطورة التي أدخلت إلى قسم جراحة العظام، أشار الدكتور باكو إلى أن القسم أدخل جراحات الغضاريف باستخدام أحدث تقنيات المناظير والميكروسكوب، إضافة إلى تثبيت الفقرات عن طريق الجراحات الدقيقة باستخدام الفتحات الصغيرة، موضحا إدخال أحدث أنظمة الملاحة الجراحية.
وحول إحصائيات عمل القسم للعام الماضي، أفاد الدكتور باكو أن القسم أجرى 2500 جراحة في مجال العمود الفقري، موضحا أن العيادات الصباحية استقبلت أكثر من 112 ألف مريض إضافة إلى 28 ألف في العيادات المسائية خلال العام الماضي، موضحا أن القسم يجري أكثر من 1000 جراحة شهريا، مضيفا " كما نستقبل 10 حالات طارئة يوميا، والقسم يوفر غرفتي عمليات مجهزة طبقا لأعلى المعايير العالمية".
وفيما يتعلق بمشاكل الرقبة، ذكر الدكتور باكو أن مشاكل الرقبة من الأمراض الحديثة التي ترتبط بشكل كبير باستخدام التكنولوجيا الرقمية، موضحا أن المشكلة تكمن في الإصابة بتحلل وخشونة الغضاريف العنقية نتيجة للجلسة الخاطئة وطول فترات استخدام أجهزة الكمبيوتر ومشاهدة التلفاز وألعاب الفيديو.
وتابع قائلا" وهذه جميعها تستدعي من الشخص الانحناء إلى الأمام وهو عكس الحالة الطبيعية للإنسان ومع مرور الوقت يحدث كدمات على سطح الغضروف ثم يصاب الغضروف بالتحلل ومن الممكن الإصابة بالانزلاق الغضروفي الحاد، مع ظهور ألم شديد في الرقبة، ومع مرور الوقت يظهر الألم في الكتف والذراعين نتيجة تأثر العصب".
نصائح مهمة
وأكد أهمية وجود طبيب في كل مؤسسة لمتابعة حالة الموظفين الصحية وتزويدهم بالنصائح الطبية السليمة للوقاية من مثل هذه الإصابات، مشيرا إلى أهمية تفادي انحناء الرقبة إلى الأمام لفترات طويلة، على أن توضع شاشة الكمبيوتر في مستوى نظر الشخص وعلى مسافة مناسبة على أن توضع لوحة المفاتيح على مستوى عال يقي الشخص من الانحناء إلى الأمام لفترات طويلة.
وأضاف قائلا" إضافة إلى أهمية اختيار الكراسي المريحة والجلوس بطريقة مريحة توفر توازن الجسم مع الجلوس في زاوية أكثر من 110 درجة للوقاية من الضغط على فقرات العمود الفقري لتقليل تأثر الغضاريف، مع وضع مسند تحت القدمين لتقليل الضغط على أسفل الظهر".
وطالب الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة الكمبيوتر لفترات طويلة الخضوع لفترة راحة إجبارية كل 40 دقيقة وذلك لمدة 5 دقائق على الأقل يجري فيها عدة تمارين إطالة لعضلات الجسم بشكل عام، مع أداء بعض التمارين الرياضية البسيطة للرقبة.
وحول طرق انتقاء الوسادات والأسرة المناسبة، أشار الدكتور باكو إلى أهمية اختيار الوسادات المناسبة لكل شخص التي تكون متوسطة الشدة مع مراعاة الاستلقاء بشكل مريح، موضحا أن اتباع السنة النبوية في النوم يعد من الأمور الصحية.
ونبه إلى أن الاعتقاد بنوم الشخص الذي يعاني من ألم في الظهر على شيء صلب هو اعتقاد خاطئ أثبتته الدراسات العلمية الحديثة، داعيا من يعاني من ألم في الظهر إلى النوم على فراش لين.
وأكد أن الصلوات الخمس تسهم في الحفاظ على مرونة العمود الفقري، مؤكدا أن الحفاظ على الصلاة يعد أفضل تمارين للظهر يمكن اتباعها بشكل مستمر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر