واشنطن ـ أ.ش.أ
على الرغم من كون النوم يعود بالفائدة على حديثي الولادة من الأطفال المرضى والمبتسرين من حيث التعافي وزيادة النمو، قد يبدو الأمر صعبًا داخل المستشفيات بفضل الطبيعة الصاخبة في أقسام رعاية الأطفال، لكن الحال ليس كذلك في جناح صمم خصيصًا في مستشفى رويال يوناتيد في مدينة باث، في جنوب غربي انجلترا، والذي يهدف إلى توفير المزيد من الراحة للأطفال.
صممت هذه الوحدة لتلبي احتياجات حديثي الولادة مع الأخذ في الاعتبار احتياجات الأسر، والأطفال، والأطباء، ونجحت بالفعل في زيادة كمية النوم لدى الأطفال هناك بنسبة الخُمس.
وابتكر مارك تولي، رئيس قسم الفيزياء الطبية في المستشفى، جهاز استشعار صغير – في حجم قطعة الدومينو – يتابع حركة الأطفال ويسجل سلوكهم في الجناح المخصص ودراسة مدى نجاحه في توفير بيئة أفضل للأطفال.
ويقول تولي تأكدنا من أن الجهاز لا يسخن أو يؤثر على سلامة الطفل بأي حال من الأحوال، وتحلت لجنة الأخلاق في المستشفى بالصرامة الشديدة حيال هذا الأمر.
كان الاقتراح المبدئي هو أن يوضع الجهاز تحت إبط الأطفال، لكن اللجنة اعترضت على ذلك، فكان البديل هو وضعه في حفاضة الطفل مع لصق علامة ملونة عليه.
تتسم هذه الوحدة الخاصة لحديثي الولادة بالهدوء، والضوء الخافت، إذ تبعث حالة من الراحة على من فيها.
وتستقبل الوحدة الأطفال المبتسرين بالإضافة إلى أطفال آخرين يدخلون الوحدة لأسباب مختلفة، فواحد من بين كل عشرة أطفال يولدون في المستشفى يقضي بعض الوقت هناك غالبًا بسبب الضغط النجم من عملية الولادة.
وتقول اختصاصية المواليد بيرني ماردن لاحظنا في الوحدة الجديدة أن استخدام مواد مثل الخشب يشجع على بيئة هادئة، كما تجنح الأسر على إثرها إلى خفض أصواتها. واكتشفنا أن الأطفال ينامون بنسبة 20 في المئة أكثر، وهذه الراحة تساعدهم على النمو والتعافي.
وأضافت أن الصوت انخفض بمقدار ثمانية ديسيبل بشكل عام مقارنة بالوحدة السابقة.
صممت الوحدة الجديدة بالتشاور مع جميع من في المستشفى بدءًا من كبار الأطباء وحتى عاملي النظافة.
ويقول جو رايت، المسؤول عن المشروع: الوحدة القديمة كانت ضيقة جدًا..ولم يكن يدخلها ضوء طبيعي، وكان استخدام المواد الطبيعية مثل الخشب نابع من الرغبة في توفير شئ يدوم طويلا.
كما يستفيد الآباء من الضوء والمساحة في الوحدة الجديدة حيث جرى توفير مقاعد مريحة لهم للجلوس إلى جانب أطفالهم.
وقال مايك أوزبورن، وهو اختصاصي في الأمراض النفسية في المستشفى، كان الآباء والأمهات في حالة قلقة جدًا، أما الآن فهم أقل توترًا، وأحيانًا أضطر لإيقاظهم من النوم لأتحدث إليهم.
كما سجلت نسبة الرضاعة الطبيعية زيادة وصلت إلى 90 في المئة في الوحدة الجديدة مقارنة بـ 64 في المئة في الوحدة السابقة.
ويقول أوزبورن إنهم يأملون في إعادة تطبيق تجربة وحدة حديثي الولادة في أماكن أخرى في المستشفى قد تشمل القسم الخاص لمرضى السرطان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر