لندن - المغرب اليوم
بيَّنت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ نسبةً تصل إلى 50 في المائة من النساء، اللواتي يُعانين من الاكتئاب التالي للولادة (وهو اضطرابٌ في المزَاج يُمكن أن يحدُث بعد الوِلادة)، يُصبنَ باكتئاب يستمر لفترة طويلة.
قال باحِثون من جامعة لوفين في بلجيكا إنَّ النتائجَ تُظهر حاجةَ الأطبَّاء إلى المُراقبة الدقيقة للنساء اللواتي يُعانين من الاكتئاب التالي للولادة، حيث يُمكن لهذا النَّوع من الاكتئاب أن يضرَّ بتطوُّر الطفل على المدى الطويل.
أضاف الباحِثون إنَّ الدراسة تُبرِزُ أيضاً أهميَّة الدَّعم المُتواصل في أثناء الطفولة الباكرة وما بعدها.
ونوَّه الباحِثون إلى حاجة الأطبَّاء إلى أن يطَّلعوا على العوارض السابقة من الاكتئاب لدى الأمَّهات، والعوامل المُحتَملة المُرتبطة، والتي تزيد من قابليَّة التعرُّض إلى الاكتئاب المُزمن.
تفحَّص الباحثون دراساتٍ حول الاكتئاب التالي للولادة، بين العامين 1985 و 2012؛ ووجدوا أنَّ نسبة تراوحت بين 30 إلى 50 في المائة من النساء اللواتي يُعانين من الاكتئاب التالي للولادة، أصِبنَ بالاكتئاب على المدى الطويل.
أشارت بعضُ الدراسات إلى أنَّ الأمهات الأصغر سنَّاً، والأمهات اللواتي أوضاعهن الاقتصادية متردّية والأمهات بين الأقليّات العرقية، واجهن زيادة في خطر الاكتئاب على المدى الطويل. لكن قال الباحِثون إنَّهم وجدوا دليلاً أكثر ترابطاً على وجود عوامل خطر أخرى، مثل العلاقة السيِّئة بين الزوجين، والتاريخ المرضي للاكتئاب أو الاعتداء الجنسيّ بالنسبة للأم، والمستويات المرتفعة من الشدَّة عند الأهل، وسمات شخصيَّة أخرى.
قال الباحثون إنَّ أمراضَ القولون وغيرها من الأمراض، التي تُصيب الصغار، بدت مُؤثِّرة في خطر الاكتئاب المُزمن.
وأضافوا إنَّ الاكتئابَ التالي للولادة يستطيع إلحاقَ الضرر في تطوُّر الطفل، والعلاقة المُبكّرة بين الأم وصغيرها.
وذكر الباحِثون أنَّ معرفةَ التغيُّرات المُطوَّلة في الصحَّة النفسيَّة عند الأمهات، اللواتي يُعانين من الاكتئاب التالي للولادة، قد لا تُحسَّن من فهم مسار هذا الاضطراب فقط، إنَّما تُقدِّم أيضاً أفكاراً أساسيَّة لوضع إستراتيجيّات الوقاية والتدخل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر