بيروت - المغرب اليوم
يدفع الاكتئاب بعض الناس للتفكير في الانتحار كما أن تناول مضادات الاكتئاب قد يأتي بنتائج عكسية ويدفع المريض تجاه وضع نهاية لحياته. يأمل العلماء في تطوير آلية لفحص الدم تكشف عن درجة الاستعداد للانتحار.
"هذا هو الحل الأخير، لم يعد لي أمل في الحياة" مثل هذه العبارة تنتشر على مواقع إلكترونية متخصصة في تقديم النصائح لمرضى الاكتئاب وغالبيتهم ممن وصلوا لمرحلة اليأس من الحياة بعد معاناة مع المرض وربما أيضا تعاطي كميات كبيرة من مضادات الاكتئاب.
بدأت الولايات المتحدة وكندا وبعض الدول الأوربية منذ عام 2005 في وضع عبارات تحذيرية على مضادات الاكتئاب توضح أن تعاطي هذه الأدوية يزيد من مخاطر الانتحار لاسيما في بداية فترة العلاج.
مضادات الاكتئاب وتعزيز فكرة الانتحار
حاول باحثون في معهد ماكس بلانك للطب النفسي بمدينة ميونيخ الألمانية، معرفة ما إذا كانت الرغبة في الانتحار تحدث نتيجة لتغيرات معينة داخل الجسم وبالتالي هل من الممكن قياس درجة خطورة تعرض شخص ما للانتحار. أجرى الباحثون دراسة على نحو 400 من المصابين بدرجة متقدمة من الاكتئاب خلال فترة تلقيهم مضادات الاكتئاب خلال 12 أسبوعا. وخلصت الدراسة إلى أن بعض المرضى لم تراودهم مطلقا فكرة الانتحار قبل أو أثناء العلاج، في حين ظهرت الفكرة في ذهن البعض الآخر بشكل مفاجئ خلال فترة العلاج.
وتعقيبا على الدراسة قال الباحث المشارك فيها، أندرياس مينكه لـDW: "الفكرة تفاجئ المريض نفسه وتزعجه لدرجة أنه يحتاج للحديث عنها". وفحص مينكه وفريقه البحثي عينات دم المرضى الذين خضعوا في الدراسة ورصدوا التغييرات الداخلية في أجسامهم ليكتشفوا وجود أكثر من 100 عنصر مختلف بين مجموعة المرضى الذين فكروا في الانتحار والذين لم ترد الفكرة في أذهانهم.
ويوضح مينكه: "بعد إجراء دراسة ثانية على مرضى آخرين يمكننا الآن أن نقول، بنسبة تزيد عن 90%، أن هذا المريض عرضة لأفكار الانتحار بالاستناد إلى ما إذا كان قد تناول مضادات الاكتئاب أم لا". وتتجه الأبحاث في هذا المجال نحو توفير آلية اختبار معينة في الأسواق يمكن من خلالها معرفة درجة خطورة تعرض الإنسان للانتحار لكن موعد تنفيذ هذه الفكرة لم يتضح بعد. ورغم تشكيك البعض بإمكانية العثور على مثل هذه الآلية، إلا أن مينكه يرى أن الوقت صار الآن مناسبا للتفكير في علاجات بديلة لمضادات الاكتئاب، لكنه حذر من التخلي التام عن مضادات الاكتئاب كإجراء وقائي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر