عمان ـ رم
يبدو أن تسمية وباء انفلونزا الخنازير بـ'الإنفلونزا الإسبانية' في أعقاب الحرب العالمية الأولى كان له مدلول يتكشف مع مرور الوقت. فالفيروس لم يظهر للمرة الأولى في إسبانيا، ولكنه سبب ذعرا لوسائل الإعلام الإسبانية آنذاك إلى حد وصل إلى وصف الفيروس بـ'الإسباني'.
اللافت أنه بعد مرور العديد من العقود يعود الفيروس بشكل كبير ليهدد المجتمع الإسباني حاليًا، فحسبما ذكرت وزارة الصحة فقد بلغ عدد الوفيات جرّاء الاصابة بهذا المرض -حتى الآن ٧ حالات، بالإضافة إلى اكتشاف مئات الحالات من حاملي الفيروس، أغلبهم يتلقون العلاج في وحدة العناية المركزة.
ويأتي بيان وزارة الصحة الإسبانية حول ازدياد حالات الإصابة بالمرض في مناطق مختلفة من البلاد، كإعلان عن رفع حالة التأهب لمواجهة هذا المرض الذي يمكن أن يتحول إلى وباء يزج بإسبانيا إلى نفق مظلم، خاصة بعد سقوط عدد لافت من الضحايا.
وفي هذا الصدد، صرحت وزيرة الصحة الإسبانية آنا ماتو، أنه يجب تعاطي اللقاح بشكل سنوي بالرغم من أنه لا يضمن عدم الإصابة بنسبة 100%، إلا أنه يقلل من نسب العدوى.
ومع توالي الأخبار التي تتناول أعدادا كبيرة من المصابين - في بلد تكثر فيه الشريحة العمرية المتقدمة (تُعد من أكثر الفئات عرضة للخطر) - يزداد الهلع بين الإسبان، الذين يعودون بالذاكرة إلى عام ٢٠٠٩ حيث أدى انتشار هذا الفيروس اللعين إلى سقوط ما يقرب من ١٨.٥٠٠ ألف ضحية حول العالم.
ويطالب الكثير من الخبراء - في ظل الزيادة المستمرة لعدد المصابين في إسبانيا - أن يرفع الإتحاد الأوروبي درجة الإجراءات الوقائية، تحسبًا لعودة الفيروس، مجددًا، من البوابة الإسبانية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر