واشنطن - المغرب اليوم
يعاني العديد من الناس من آلام على مستوى الصدر بالإضافة إلى ضيق التنفس والدوار، دون أن يدركوا بأن هاته الأعراض قد تكون مرتبطة بتصلب الصمام الأورطي، ما من شأنه أن يجعلهم في مواجهة مع خطر الموت المفاجئ. في ما يلي بعض التوضيحات حول أسباب هاته الحالة المرضية وطرق التعامل معها.
مع تقدم الناس في العمر يترسب الكالسيوم على جدار الصمام الأورطي مما يؤدي إلى تصلبه وهي حالة تسمى طبيا بضيق الصمام الأورطي. ونتيجة لعدم قدرة الصمامات على الانفتاح والانغلاق بصورة طبيعية، فإن الدم لا يتدفق بسلاسة. ولا تظهر أي أعراض لهذه الحالة المرضية إلا بعد سنوات، لكن قد يكتشفها الطبيب خلال إجراء الفحص الدوري للمريض. وعندما تصل درجة هذا العائق إلى مستوى معين، يمكن أن تظهر أعراض لتصلب الأورطي مثل آلام في الصدر أو الدوار أو ضيق في التنفس، وهو ما يحدث عادة عند الإصابة بقصور في القلب.
العقاقير لا تعالج المرض
لا يوجد علاج ناجع بالعقاقير لتصلب الأورطي، لكن استبدال الصمام يمكن أن يخفف من هذه الأعراض. ومع ذلك يعتبر مرض الصمام الأورطي بمثابة القاتل الصامت، ففي اللحظة التي يشعر فيها المريض بأول عرض يكون في مواجهة خطر الموت المفاجئ. لذا يرى بعض الأطباء أن من الضروري استبدال أي صمام أورطي يصاب بالتصلب حتى قبل ظهور أي أعراض.
هل ينبغي أن تجرى العملية مبكرا؟
يقول الأطباء، الذين يفضلون استبدال الصمامات المصابة والمتضررة بسبب التصلب مبكرا، إن الموت يقترب بخطى متسارعة بمجرد ظهور الأعراض مما يعرض المريض إلى خطر الوفاة في الفترة الفاصلة بين زياراته الاعتيادية للطبيب. ونظرا لضرورة إجراء العملية الجراحية في غضون عام أو اثنين، وتزايد مخاطر جراحات القلب مع تقدم العمر، ينصح بإجراء العملية عندما يزداد ضيق الصمام، وقبل بداية ظهور الأعراض. وكلما تأجلت هذه الخطوة، ازدادت مخاطر تسبب ارتفاع الضغط في القلب في زيادة سمك جدران عضلة القلب. ويزيد هذا أيضا من احتمالات الوفاة أثناء إجراء العملية. وصحيح أيضا أنه لا تظهر أعراض لدى بعض المصابين بتصلب متقدم في الصمام الأورطي لعدم ممارستهم التمرينات الرياضية مما يجعلهم لا يختبرون صحة قلوبهم.
ويمكن أن يكشف تخطيط القلب عند الإجهاد، الذي يتم خلاله مراقبة عمل القلب أثناء بذل مجهود على آلة مشي بجهاز تخطيط القلب الكهربائي، ثم باختبار القلب بالموجات الصوتية، حالة القلب وكفاءة الصمامات. وإذا أوضح الاختبار صعوبة في تدفق الدم عبر الصمام الأورطي، من المرجح أن يحتاج الشخص إلى تغيير الصمام في غضون عام. ويرى مؤيدو إجراء العملية مبكرا أن الانتظار يمثل خطورة، فحين يتم إجراء العملية مبكرا على أيدي جراح ماهر، تعد مخاطر استبدال الصمام في رأيهم أقل كثيرا من خطر الموت المفاجئ.
عملية استبداله تثير جدلا بين الأطباء
تعتبر الأسباب الأساسية لاستبدال الصمام الأورطي التالف هي التخفيف من الأعراض ودرء خطر الموت المفاجئ. ويرى بعض الجراحين أنه لا يوجد سبب قوي لإجراء عملية جراحية مبكرا. ومن بين هؤلاء الأطباء الدكتور أدولف هوتر، طبيب القلب في مستشفى ماساتشوستس العام التابعة لجامعة هارفارد، الذي يقول: «إذا لم يكن المريض الكبير في السن يعاني من أي أعراض، فلن تحسن العملية الجراحية من شكل حياته. إضافة إلى ذلك يكون احتمال الموت المفاجئ منخفضا إلى أن تظهر الأعراض».
ويزداد احتمال الموت المفاجئ مع زيادة تراكم الكالسيوم على جدار الصمام ويزداد تعثر مرور الدم عبره. ويتنامى هذا الخطر مع زيادة سمك جدار عضلة القلب وضعف قدرتها على ضخ الدم. ويمكن تقييم هذه الأمور من خلال تخطيط القلب عند الإجهاد. ويقول الدكتور أدولف: «قد تشير النتائج إلى مشكلات في القلب مما يدعو إلى إجراء عملية جراحية سواء ظهرت أعراض أم لا».
اتخاذ القرار يحدد قرار استبدال الصمام الأورطي التالف وما إذا كان المريض سيخضع إلى عملية جراحية رغبة في الحد من خطر الموت الفجائي أم لا. ويتطلب هذا من المريض التحدث مع طبيبه الخاص عن الخطر الذي قد يواجهه.
ويوضح الدكتور هوتر: «مع تقدم المرء في العمر، تتخذ هذه القضية منحى فلسفيا. إذ وبعد عمر محدد، يفضل الكثيرون فكرة الموت فجأة على فكرة الموت البطيء بسبب مرض يتقدم ويسبب الوهن تدريجيا مع تقدم العمر مثل الزهايمر أو السرطان».
قد تصلح العملية التي تتم عن طريق إدخال أنبوب بلاستيكي لبعض الذين يختارون استبدال الصمام. وتتم هذه الطريقة الجديدة، التي لا تتضمن سوى تدخل جراحي محدود، وذلك بإدخال الأنبوب البلاستيكي في شريان أعلى باطن الفخذ أو من الطرف السفلي للقلب. بغض النظر عن الطريق الذي يختاره المريض أو يختاره الطبيب، من المهم إقامة علاقة وطيدة مع طبيب القلب الذي يستطيع تقدير الخطر الذي يواجهه المريض وينصحه بما ينبغي عليه فعله ليكون في أفضل حال.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر