لندن ـ وكالات
نبهت كبيرة المستشارين الطبيين في بريطانيا الحكومة إلى أن الارتفاع في الأمراض المقاومة للأدوية قد يؤدي إلى حالة طوارئ وطنية، مماثلة لهجوم إرهابي أو إنفلونزا وبائية أو فيضانات ساحلية كبرى.
وقالت سالي ديفيز إن التهديد من الأمراض المعدية المقاومة للمضادات الحيوية التي تمثل خط المواجهة كان من الخطورة بحيث يجب أن يضاف إلى سجل المخاطر الوطنية الحكومي لحالات الطوارئ المدنية.
يشار إلى أن السجل أنشِئ عام 2008 لتقديم النصح للجمهور والشركات في حالات الطوارئ الوطنية التي يمكن أن تواجهها بريطانيا خلال السنوات الخمس المقبلة. والمخاطر التي تأتي على قمة الأولويات في السجل الأخير تشمل تفشي إنفلونزا قاتلة والهجمات الإرهابية الكارثية والفيضانات الكبرى على مقياس عام 1953، وهي آخر مناسبة أعلنت على أساسها حالة الطوارئ الوطنية في المملكة المتحدة.
وخلال حديثها لأعضاء البرلمان في لجنة العلوم والتكنولوجيا بمجلس العموم، قالت ديفيز إنها ستطلب من مكتب رئاسة الوزراء إضافة مقاومة المضادات الحيوية إلى سجل المخاطر الوطنية، في ضوء تقرير سنوي عن الأمراض المعدية ستنشره في مارس/آذار.
وأضافت ديفيز أن نشر تقريرها سيتزامن مع إستراتيجية الحكومة لتعزيز استخدام أكثر مسؤولية للمضادات الحيوية بين الأطباء والمهن الطبية.
ومن المعلوم أن مسألة مقاومة الجراثيم للأدوية قديمة قدم المضادات الحيوية نفسها، وتنشأ عندما تضرب العقاقير الإصابات الشديدة الحساسية تاركة وراءها سلالات مقاومة أكثر صلابة ومرونة. والباقية منها على قيد الحياة تتضاعف حينئذ وبمرور الوقت يمكن أن يتعذر وقفها بأدوية خط المواجهة. ومن أشهرها جراثيم المستشفيات مثل ما يعرف بالعنقوديات الذهبية المقاومة للمثسلين (أم آر أس أي) التي هي متفشية بين المرضى.
والتغيرات في الطب الحديث فاقمت المشكلة بجعل المرضى أكثر عرضة للعدوى. وعلى سبيل المثال، فإن علاجات السرطان تضعف الجهاز المناعي، واستخدام القسطرة يزيد احتمالات دخول الجراثيم مجرى الدم.
وقالت ديفيز إن توريد المضادات الحيوية الجديدة قد جف لعدة أسباب، لكن السبب الرئيسي هو أن شركات الأدوية ترى أرباحا أكبر في الأدوية التي تعالج الحالات المزمنة، مثل أمراض القلب، التي يجب أن يتناولها المرضى لسنوات أو حتى عقود. وأضافت "هناك نموذج سوق متصدع لصنع مضادات حيوية جديدة".
ومن الجدير بالذكر أن مقاومة الجراثيم للأدوية تبرز في الأمراض الناشئة في جميع المجالات. وقالت ديفيز إن 80% من مرض السيلان أصبح الآن مقاوما للمضاد الحيوي التتراسيكلين، والإصابات تتزايد في الشباب ومتوسطي العمر. وأضافت أن السل المقاوم للأدوية كان أيضا تهديدا كبيرا.
وهناك اتجاه مقلق آخر وهو ارتفاع الإصابات المقاومة للمضادات الحيوية القوية مثل الكاربابينيمز التي يعتمد عليها الأطباء في معالجة بعض أخطر الإصابات. والجراثيم المقاومة تحمل الجين المغاير الذي يسمح لها بتدمير الدواء. وما يقلق بعض العلماء هو أن الجين المغاير يمكن أن ينتشر بحرية بين أنواع مختلفة من البكتيريا.
ووفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن وكالة حماية الصحة، فإن البكتيريا المقاومة للكاربابينيمز اكتشفت أول مرة في بريطانيا في عام 2003 عندما تم الإبلاغ عن ثلاث حالات. وظلت الأرقام منخفضة حتى عام 2007، لكنها قفزت منذ ذلك الحين إلى 333 في عام 2010، بالإضافة إلى 217 حالة في الأشهر الستة الأولى من عام 2011.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر