الرباط - المغرب اليوم
أطلقت السلطات الصحية في سوريا حملة "تحت وطنية" للقاح الكوليرا في مناطق انتشار الوباء في ريف حلب والرقة ودير الزور والحسكة.
وعلى عكس "كورونا" الذي واجهت لقاحاته إحجاما من قبل السوريين، فقد غصت المراكز الصحية بالمدنيين طلبا لتحصين أنفسهم ضد "الكوليرا" الذي عم مناطقهم نتيجة الظروف البيئية الاستثائية التي يعيشونها في ظل الاحتلاليين الأمريكي والتركي، واستمرار انقطاع مياه الشرب عنهم منذ شهور طويلة، والانخفاض الكبير في منسوب جريان الأنهار واعتماد السكان على الصهاريج الخاصة في نقل المياه.
ورصدت "جهود الفرق الصحية الحكومية في محافظة الحسكة السورية التي تستهدف ما يقارب 400 ألف مواطن ضمن المناطق الموبؤة بمرض الكوليرا.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، وصلت إلى دمشق نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، شحنة من مليوني جرعة لقاح كوليرا فموي لاستخدامها في حملة التحصين.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن تغير المناخ أدى إلى تفشي "غير مسبوق" للكوليرا، هو الأكبر والأكثر فتكا في جميع أنحاء العالم هذا العام.
ومنذ إعلان تفشي المرض، في 10 سبتمبر/أيلول الماضي، بلغ الإجمالي التراكمي للإصابات المثبتة في سوريا 1627 إصابة، فيما بلغ الإجمالي التراكمي للوفيات 49 وفاة.
وفي 15 الشهر الجاري، أنهت الصحة السورية حملة لقاح الكوليرا في كل من ريف حلب، والرقة ودير الزور، وتم تمديد العمل بالحملة لمدة عشرة أيام في محافظة الحسكة.
حملة صحية
وقال مدير الصحة الحكومية في محافظة الحسكة، الدكتور عيسى خلف، لمراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا: "في ظل تواجد الاحتلاليين الأمريكي والتركي، وانقطاع مياه الشرب عن مليون مدني في مدينة الحسكة وريفها وتسببه باعتماد السكان على المياه غير الآمنة، ظهرت للأسف أمراض كثيرة ومنها "الكوليرا". وتابع مدير الصحة:
بجهود كبيرة من وزارة الصحة في دمشق تم تأمين كميات كبيرة من لقاح الكوليرا وتوزيعه على محافظات شمال سوريا التي ظهر فيها المرض، ومنها محافظة الحسكة التي يبلغ عدد المستهدفين فيها باللقاح 395423 مواطنا.
ولفت إلى أن المواقع المستهدفة من هذه الحملة تعتبر أكثر المناطق المتأثرة بانتشار المرض، وهي: مدينة الحسكة- بلدة تل براك- مخيم الهول- مخيم العريشة- بلدة مركدة.
وبيّن أن تنفيذ الحملة يتم عبر 8 مراكز صحية تابعة لمديرية الصحة، كما يتم تقديم اللقاح في عيادتي اللقاح في كل من مديرية الصحة والمشفى الوطني شرق المدينة، إلى جانب 57 فريقاً جوالاً سيزورون بقية أنحاء المحافظة من أجل تقديم اللقاح للمواطنين في قراهم.
وبيّن خلف أن المديرية اتخذت الإجراءات اللازمة للحملة التي تنفذ بالتعاون مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف، موضحًا أن الحملة ستستمر مدة عشرة أيام لغاية التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
إقبال واضح ورصدت كاميرا "الإقبال الواضح ومن جميع الأعمار على تلقي اللقاح في المركز الطبي المحدث (اللؤلؤة) وسط مدينة الحسكة.
وقالت الممرضة (رانيا علي): بين 500 إلى 600 مواطن يتقلون اللقاح يوميا.
بدوره، أكد طبيب الأطفال، سعيد عواد، والذي تلقى اللقاح مع عائلته، لـ "سبوتنيك"، أن اللقاح الذي يقدم من قبل وزارة الصحة السورية آمن وموثوق ومجاني خصوصاً للأطفال، ناصحاً جميع المدنيين بالتوجه إلى مراكز التلقيح وتطعيم أنفسهم وأطفالهم ضد المرض الذي قد يسبب للأطفال أعراضا خطيرة من الجفاف نتيجة خسارة السوائل.من جانبها، بينت إحدى السيدات التي قامت للتو بتلقيح طفلها الرضيع بأنها لم تتردد بتلقيح نفسها وطفلها ضد المرض بعد أن قرأت عن الحملة ومراكزها لتحصين أنفسهم في ظل انتشار الفيروسات والأمراض في منطقتها بسبب الظروف غير الصحية وغير الإنسانية التي يعيشونها في مدينة الحسكة منذ سنوات.
مليون شخص تلقوا اللقاح
وأعلنت وزارة الصحة السورية عن تلقيح أكثر من مليون شخص من مختلف الأعمار باللقاح الفموي المضاد للكوليرا، خلال الحملة التي أطلقتها.وأوضحت الوزارة أنه تم الوصول إلى أكثر من 50 في المئة من السكان المستهدفين في المحافظات الأكثر تأثراً بالمرض، لافتةً إلى أن عدد الملقحين في محافظة الرقة بلغ 431258 شخصًا، وفي محافظة حلب 325706 أشخاص، وفي محافظة دير الزور 244161 شخصًا، وأشارت الوزارة إلى أن نسب التغطية ما زالت بازدياد في محافظة دير الزور، وبدأت منذ يومين حملة اللقاح في محافظة الحسكة وتستمر نهاية الشهر الجاري.
قد يهمك أيضاً :
وزارة الصحّة السورية تُعلن إجراءات الوقاية للحد من إصابات الكوليرا في البلاد
تقرير يرصد إمكانية محاصرة السلطات الصحية بؤر "كورونا" في الدار البيضاء
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر