على الرغم من أن مسكنات الألم هي على الأرجح خيارك الأول عندما يتعلق الأمر بالإصابة بصداع شديد، إلا أنها قد تسبب في الواقع نفس المشكلة التي تحاول علاجها.
وفي حين أن كلا من الباراسيتامول والإيبوبروفين يمثلان مسكنات شائعة دون وصفة طبية، فإن استخدام هذه الأدوية بشكل متكرر يمكن أن يضر أكثر مما ينفع.
وسواء كنت تستخدم مسكنات الألم للصداع أو الآلام الأخرى، فقد ترغب في مراقبة الكمية التي تتناولها.
وقد يبدو من الغريب أن الدواء المصمم لتخفيف الأوجاع والآلام قد يتسبب في الصداع في الواقع، إلا أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تحذر من أن استخدام أمثال الباراسيتامول والإيبوبروفين في كثير من الأحيان يمكن أن يؤدي إلى ما يسمى بصداع الإفراط في استخدام الأدوية.
وتوضح الهيئة أن أولئك الذين يستخدمون الدواء بشكل متكرر لعلاج الصداع الناتج عن التوتر والصداع النصفي قد يكونون في خطر.
ويُعرف أيضا باسم "الصداع الارتدادي"، ويحدث هذا النوع من الصداع لأكثر من 15 يوما كل شهر.
والأسوأ من ذلك، أن هذه المشكلة "الخطيرة" يمكن أن تكون "مؤلمة للغاية" و"معيقة".
وعندما يتعلق الأمر بالصداع الناتج عن الإفراط في استخدام الأدوية، يمكن أن يصبح مشكلة يومية مزمنة تحدث غالبا دون أي ميزات محددة.
ويحدث هذا الصداع الناجم عن مسكنات الألم عادة عندما تستخدم مسكنات الألم لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر.
وبصرف النظر عن الباراسيتامول والإيبوبروفين، هناك أيضا أدوية أخرى مرتبطة بالصداع، بما في ذلك أدوية التريبتان والأفيونيات.
ما هي الجرعة الصحيحة من الباراسيتامول والايبوبروفين؟
وفقا لهيئة الخدمات الصحية، فإن الجرعة المعتادة من الإيبوبروفين للبالغين هي حبة أو كبسولتين عيار 200 مغ ثلاث مرات في اليوم.
ويتم ضبط الباراسيتامول بقرص أو قرصين 500 مغ حتى أربع مرات في 24 ساعة.
ومع ذلك، إذا كنت ترغب في تجنب الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية، فيجب عليك الالتزام بقاعدة "يومين في الأسبوع".
ويعني هذا في الأساس عدم تناول الباراسيتامول والإيبوبروفين أكثر من مرتين في الأسبوع.
بينما يمكن لأي شخص أن يصاب بهذه الحالة، يشير الخبراء في مستشفى "غريت أورموند ستريت" إلى أن الأطفال لديهم استعداد لهذا النوع من الصداع، وهذا لأنه يُعتقد أنهم أكثر حساسية للألم عندما يستخدمون الأدوية بشكل متكرر.
ومع ذلك، فإن الآليات الأساسية التي تؤدي إلى الإفراط في استخدام الأدوية لا تزال مجهولة.
ومن الاستعداد الوراثي إلى العوامل السلوكية، هناك العديد من المحفزات التي يمكن أن تكون مسؤولة.
ولحسن الحظ، يمكن علاج الحالة بالتوقف عن استخدام الدواء. وبمجرد التوقف عن تناوله، يجب أن يتوقف الصداع في النهاية.
وتأكد هيئة الخدمات الصحية أنه من المهم التوقف عن استخدام مسكنات الألم حتى إذا تفاقم الصداع وظلت تعاني من أعراض الانسحاب.
وقد تعاني من أعراض الانسحاب، بما في ذلك الغثيان والقيء وانخفاض ضغط الدم واضطرابات النوم والأرق والقلق واضطراب البطن والإسهال والعصبية.
ومع ذلك، عادة ما يتحسن الصداع في غضون شهرين من الإقلاع عن الدواء. وتذكر أن تتجنب هذه المشكلة في المقام الأول، التزم بقاعدة "يومين في الأسبوع".
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر