تساؤلات حول مصير المغرب بعد ارتفاع الإصابات بفيروسكورونا التاجي
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

تساؤلات حول مصير المغرب بعد ارتفاع الإصابات بفيروس"كورونا" التاجي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تساؤلات حول مصير المغرب بعد ارتفاع الإصابات بفيروس

فيروس كورونا
الرباط - المغرب اليوم

أمام حالة اللامبالاة التي أصبحت سائدة، بل ومبتكرة عند البعض، من خلال التمادي في تجاهل الارتفاع المخيف لفيروس كورونا، وما يصاحب هذا الارتفاع من تناسل أعداد المخاطين، وصعوبة حصرهم، والتحكم في حركاتهم، بين الأحياء، والأسواق ،والشوارع، والأقاليم والمدن، وفي ظل تنامي ثقافة المؤامرة المفترى عليها، وأمام الضغط المتواصل على المنظومة الصحية الوطنية، غير القادرة على استيعاب جحافل المصابين، بالنظر إلى إكراهات بنيوية عميقة، وفي واقع منهك للأطر التمريضية والصحية، بسب صعوبة والقدرة على تحمل الاستمرارية في مجهود، لا تعكسه الأرقام التي عوض أن تتراجع تتزايد باستمرار، وفي ظل غموض الرؤية المتعلقة بمسار تطور الوباء ونحن على أعتاب فصل الخريف، وما ينتج عن ذلك من انتشار للأنفلونزا الموسمية. أمام هذا وذاك، وأمام

زحف الوباء، وارتفاع الإصابات بالفيوس، مقابل استهتار الجميع تقريبا، ناهيك عن تحجر بعض الأفكار، من خلال الادعاء بأن فيروس كورونا غير مميت، ونسبة الإماتة ضعيفة، بل وصل التشكيك عند البعض الجاهل بإنكار وجود هذا الفيروس أصلا! بالإضافة إلى ظواهر طفت على السطح، كالتكدس داخل المقاهي لمشاهدة المباريات الكروية، والتحايل لتنظيم الأعراس والأفراح، كأن لا شيء يقع في هذا المصاب الخطير. فكل هذه المعطيات الواقعية قد تدفع بالسفينة المغربية إلى السقوط في النموذج الإيطالي الذي لم يلملم جراحه لحد الآن، من حيث عدد الضحايا الذي خلفتها الجائحة في هذا البلد، وكم من الأسر فقدت أحباءها وأهلها، وكم من الصناديق تم استهلاكها لدفن الجثت، زد على ذلك المخلفات والخسائر والانعكاسات المرتبطة بالأمراض النفسية، للأسر والأطباء، والممرضين، والأطفال، ناهيك عن الخسائر التي عددت في الملايير.

فطبيعة الثقافة المستهترة المتأصلة في الكثير من العقول، والتي ترفع شعار التحدي والعناد فقط، تجهل تمام الجهل أننا مقبلون على فصل صعب إسمه الخريف! فياعقل تعقل! المنظومة الصحية الوطنية يعرف إكراهاتها الجميع، عكس المنظومة الصحية الإيطالية الصلبة، التي لم تستطع مجاراة ضحايا الوباء الغريب إلا بمشقة الأنفس، وبدعم في الأخير من بلدان الاتحاد الأوربي والعالم! الوطن يحتاج في هذه المحنة الحرجة للتضامن مع الجميع، فهناك أناس أبرياء لا ذنب لهم!

ولعل العجب يكمن لبعض في ربط البعض، تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا بعيد الأضحى فقط! في حين يتناسون أنفسهم، عندما كانوا يلومون الدولة على تشديد قيود دخول المغاربة المحاصرين في بلدان اشتد فيها الوباء، ولم يتركوا للدولة فرصة التأني في تدبير الأمور وفق الإمكانات المحدودة للقطاع الصحي، وفق مقاربة تراعي صحة الجميع! ناهيك عن تجاهلهم لمظاهر الاستهتار الذي يشهد بها الجميع، مع التغاضي عن عدم احترام بعض المقاولات للتدابير الاحترازية، وحشر العمال في أماكن ضيقة، دون مراعاة لخطر تفشي الفيروس بين هؤلاء الأبرياء، الذين يسعون فقط لكسب قوتهم وقوت أبنائهم!

 كما يجب على المغاربة التعقل، السياسة شيء، وتدبير سلامة الجميع في زمن الوباء شيء آخر! فزحف الوباء، أما نظام صحي، مضغوط من كل جهة، قد يؤدي لكارثة على الجميع بما فيهم من يعاني من أمراض مزمنة أو حتى أمراض خفيفة، فخياراتنا محدودة، عكس جيراننا في الشمال، فإما أن نلتزم جميعا، ونقضي على الذاتية والوزيعة الريعية، وتبادل الاتهامات، وإما أن نستعد، لتجهيز الصنادق والتوابيت الخشبية والأكفان، مع البحث وتجهيز مساحات جديدة لدفن ضحايا ربما غالبيتهم أبرياء!

وحتى لا ننكر جميل أحد، ما يسعنا إلا أن نقول كان الله في عون من هم في الواجهة، أسرة الصحة، وسلطات الداخلية بمختلف رتبهم، وأفراد القوات المسلحة الملكية. ومن يسعى لكسب قوته، وقوت أبنائه، في هذه الفترة الحرجة

قد يهمك ايضا 

غياب "بريمات كورونا" وإلغاء العطل يخنقان أنفاس العاملين الصحيين المغربيين

"الضغط وإلغاء العُطل" يقود الشغيلة الصحية إلى الإرهاق والإحباط في المغرب

.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تساؤلات حول مصير المغرب بعد ارتفاع الإصابات بفيروسكورونا التاجي تساؤلات حول مصير المغرب بعد ارتفاع الإصابات بفيروسكورونا التاجي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib