الأمين العام لمجلس الجالية المغربية يرصد انتصار صلة الرحم على كورونا‎
آخر تحديث GMT 11:20:49
المغرب اليوم -

الأمين العام لمجلس الجالية المغربية يرصد انتصار "صلة الرحم" على كورونا‎

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الأمين العام لمجلس الجالية المغربية يرصد انتصار

فيروس كورونا المستجد
الرباط _ المغرب اليوم

أشاد عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، بتشبث مغاربة العالم بزيارة وطنهم رغم الظروف الاستثنائية الصعبة التي رافقت العودة هذه السنة. وأورد بوصوف، في مقال جديد له، أنه رغم ارتفاع التذاكر وحصر الموانئ في فرنسا وإيطاليا فقط دون الموانئ الإسبانية، فقد كان هناك تدافع وحجز للتذاكر رغم الغلاء ورغم الإجراءات الاحترازية ضد كوفيد-19، “لأن عرف العودة للوطن هو مقدس وخارج كل الحسابات المادية”.  واعتبر بوصوف أنه كان بإمكان مغاربة العالم الاختيار بين العروض السياحية لدول الاستقبال أو بدول الاتحاد الأوروبي، “لكنهم فضلوا العودة

للمغرب رغم كل تلك العراقيل وتداعيات الحرب على كورونا”. وهذا نص المقال:  شكلت عودة مغاربة العالم إلى الوطن حدثا هاما، سواء على مستوى الأرقام التي حافظت على وتيرة الارتفاع كل سنة حيث تجاوز عددهم الملايين، أو على مستوى ترسيخ الحدث حتى أصبح “عُرفا راسخا” لدى مغاربة العالم، وهو الحدث الذي شد إليه انتباه الفاعل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والإعلامي وأيضا الأمني الأوروبي، الشيء الذي دفع بضرورة التنسيق بين كل الفاعلين، سواء من دول أوروبا أو المغرب، وتسخير موارد مالية وبشرية ولوجستيكية من أجل إنجاح تلك العملية الفريدة في العالم.

 كما شكلت تلك العودة مساحة مهمة للعديد من الدراسات ومناسبة لتقييم السياسات العمومية بخصوص ملف الهجرة، سواء من خلال دراسات تحليلية لمؤسسات الهجرة المختلفة أو مقالات لكتاب الرأي والباحثين في قضايا الهجرة في الجامعات المغربية، أو ندوات في إطار فعاليات اليوم الوطني للمهاجر في العاشر من غشت من كل سنة.  لقد عشنا السيناريو نفسه تقريبا ولعشرات السنوات؛ قوافل من السيارات تعبر الطرق الأوروبية في اتجاه المغرب عبر موانئ إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، رحلات جوية من مختلف بلدان العالم في اتجاه المطارات المغربية، وفرحة عارمة وسط العائلات في

المدن والقرى المغربية بقدوم أبنائها من “الخارج”. صحيح أن عودة مغاربة العالم لم تكن دائمًا مفروشة بالورود، وصحيح أنهم مازالوا يعانون من بعض المشاكل في الإدارات المغربية، خاصة في قطاعات القضاء والضرائب والعقار والاستثمار… وهي قضايا ملحة فوق طاولة الفاعل السياسي المغربي من أجل معالجتها ليس بشكل مناسباتي، ولكن هي قضايا يجب الاشتغال عليها بشكل يومي.لكن كل تلك العوائق والصعوبات لم تمنع أبدا مغاربة العالم من العودة إلى حضن الوطن، ولم تزعزع ذلك “العرف الراسخ” في وجدانهم الذي امتد للجيل الخامس في بعض الدول الأوروبية،

بل حتى جائحة كورونا لم تنجح في كبح مغاربة العالم عن زيارة مغربهم.  فليس من السهل القول إنه في كل مرة كانت تنتصر رابطة “صلة الرحم” على كل الصعوبات والمشاكل، بتلبية مغاربة العالم لنداء وجداني، لأن العلاقة “الميتافيزيقة” بين مغاربة العالم ووطنهم المغرب هي مشتل خصب للدراسات الإنسانية، خاصة في العلوم الاجتماعية؛ إذ هناك حاجة قوية للبحث عن أجوبة علمية في مجال السوسيولوجيا عن دلالات وماهية عودة مغاربة العالم، والآثار النفسية لتلك العودة، وعن نتائج توطيد وترسيخ “عُرف” العودة لدى أجيال مغاربة العالم، وعن صورة المغرب لدى أبنائه بالخارج…

كما يجب أن يشمل مجال البحث أيضا تطور مفهومي “الأسرة النووية” حسب مفهوم مجتمعات الإقامة ومفهوم “العائلة الكبيرة” حسب مفهوم المجتمع المغربي، إلى جانب مفاهيم “لَبْلاد” و”الدرب”، وسلوك إعادة مراسيم الزواج وختان الأطفال بالمغرب، وغير ذلك كثير.  إن الأحداث المُرافقة لعملية “عبور 2021 الاستثنائية” تدفعنا بحق إلى الوقوف احتراما لمغاربة العالم؛ إذ رغم ارتفاع التذاكر وحصر الموانئ في فرنسا وإيطاليا فقط دون الموانئ الإسبانية بعد فضيحة “غالي غيث”، فقد كان هناك تدافع وحجز للتذاكر رغم الغلاء ورغم الإجراءات الاحترازية ضد كوفيد-19، لأن عرف العودة

للوطن هو مقدس وخارج كل الحسابات المادية. لقد كان بإمكان مغاربة العالم الاختيار بين العروض السياحية لدول الاستقبال أو بدول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعني تفادي مشاكل العبور في ظل الحرب على كوفيد-19، كما كان أمامهم العديد من الإغراءات السياحية بأثمنة مقبولة وتوفر بنية تحتية قوية في مجال النقل بدول الإقامة، لكنهم فضلوا العودة للمغرب رغم كل تلك العراقيل وتداعيات الحرب على كورونا.  وفي الوقت الذي تعالت فيه أصوات مغاربة العالم مُنددة بلهيب أسعار التذاكر، صدر بلاغ للديوان الملكي يوم 13 يونيو إلى السلطات المعنية بتسهيل عودة أفراد الجالية واعتماد

أثمنة معقولة للجميع، وتوفير العدد الكافي من الرحلات. البلاغ الملكي لم يقف عند هذا الحد، بل امتد إلى كل الفاعلين في مجال السياحة من أجل استقبال أبناء الجالية في أحسن الظروف وبأثمنة ملائمة، وهو البلاغ الذي استقبلته الجالية بفرحة عارمة، لأنه انتصر لروابط صلة الرحم بالأهل والوطن وانتصر لاستمرار الارتباط بالوطن الأم.  لم يعد المجال يتسع للمزيد من الوقت لبلورة تصور قوي وحديث “للوكالة المغربية للعمل الثقافي بالخارج”، خاصة بعد صدوره كتوصية في تقرير النموذج التنموي الجديد الصادر في شهر أبريل من سنة 2021، وهو المطلب الذي طالبنا به في أكثر من

مناسبة. التقرير نفسه سلط الضوء على الأدوار القوية التي تلعبها الجالية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وما يلزم من تفعيل الأدوار الدستورية المكفولة لمغاربة العالم، وهي كلها خطوات مهمة في إطار ترسيخ مكانة الجالية المغربية في التنمية الوطنية. لذلك، ونحن نحتفل هذه السنة بالعيد الوطني للمهاجر (10 غشت 2021) في ظل ظروف استثنائية ناتجة عن الحرب على كوفيد-19، فإننا نعتز بمغاربة العالم الذين نسجوا ملحمة وطنية قوية عنوانها الولاء والوفاء لصلة الرحم بالأهل والوطن، وبكل ما تقدموا به من تضحيات مادية وتضامن واستثمارات ورأسمال لا مادي واحتياطي كبير للكفاءات النادرة في مجالات علمية معقدة، وتجندهم اللامشوط من أجل الدفاع عن المقدسات الوطنية والترابية، وحرصهم على تمثيل المغرب وإعطاء أحسن صورة له في العالم. لكن قبل ذلك، نعتز بالعناية الخاصة لجلالة الملك بمشاكل وقضايا الجالية، ووقوفه المستمر إلى جانبهم لحماية مصالحهم والدفاع عن حقوقهم داخل الوطن وخارجه.

قد يهمك ايضا

الجالية المغربية تدعم لاعبي الرجاء في مباراة روما

نزهة الوفي تقدم الخطوط العريضة لخارطة طريق العرض الثقافي 2030

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمين العام لمجلس الجالية المغربية يرصد انتصار صلة الرحم على كورونا‎ الأمين العام لمجلس الجالية المغربية يرصد انتصار صلة الرحم على كورونا‎



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 10:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شروط المملكة المغربية لإعادة علاقاتها مع إيران
المغرب اليوم - شروط المملكة المغربية لإعادة علاقاتها مع إيران

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:49 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

المغربية عزيزة جلال تعود للغناء بعد توقف دام 30 عامًا

GMT 02:57 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

3 مشروبات شائعة تُساهم في إطالة العمر

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أبرز الأماكن السياحية في مصر

GMT 17:04 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ديوكوفيتش يقترب من سامبراس ويحلم بإنجاز فيدرر

GMT 12:56 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الوداد ربح لقبا للتاريخ !!

GMT 22:00 2019 الأحد ,09 حزيران / يونيو

إسماعيل الجامعي رئيسا جديدا للمغرب الفاسي

GMT 02:18 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

نجمات هوليوود تحتضن صيحة "الليغنغز" الملون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib