بكتيريا تتحكم بالدماغ يمكن السيطرة عليها بسهولة
آخر تحديث GMT 11:22:31
المغرب اليوم -

بكتيريا تتحكم بالدماغ يمكن السيطرة عليها بسهولة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بكتيريا تتحكم بالدماغ يمكن السيطرة عليها بسهولة

صورة تعبيرية
لندن - ماريا طبرني

تلعب البكتيريا في الأمعاء أو "ميكروبيوم الأمعاء" دوراً رئيسياً في صحة الجهاز الهضمي، ولكن تأثيرها لا يتوقف فقط عند الجهاز الهضمي، إذ قد يطال أيضاً الدماغ. يتكوّن الميكروبيوم من مستعمرات البكتيريا والميكروبات الأخرى في جسم الإنسان، ويعيش معظمه على الجلد وفي الأمعاء، وتشكل تلك التي تعيش في الأمعاء "ميكروبيوم الأمعاء". في الواقع، هناك عدد من الميكروبات التي تعيش في أجسامنا أكثر من الخلايا البشرية، إذ يستضيف الإنسان ما يقرب من 38 تريليون نوع من البكتيريا والميكروبات مقارنة بـ30 تريليون خلية تكوّن جسمه، وتظهر الأبحاث أن هذه البكتيريا قد تؤثر على سلوكنا. إلى جانب تريليونات الميكروبات، تلعب أحشاؤنا أيضاً دور المضيف للخلايا العصبية، إذ تحتوي القناة الهضمية على بنية شبكية من الخلايا العصبية تسمى الجهاز العصبي المعوي الذي يتواصل مع الدماغ عبر العصب المبهم، وهو جزء من محور القناة الهضمية، والذي يمتد من الدماغ وصولاً إلى القولون؛ وكذلك عن طريق الهرمونات والمستقبلات، وربما الجهاز المناعي.
غالباً ما يُشار إلى الجهاز العصبي المعوي باسم "الدماغ الثاني" لأنه يعمل بشكل مستقل، وبمساعدة العصب المبهم، يسمح بالاتصال المباشر ثنائي الاتجاه بين الخلايا العصبية في الدماغ والخلايا العصبية والميكروبات في الأمعاء.

ميكروبيوم الأمعاء والصحة العقلية
هناك تاريخ طويل من الارتباط بين اضطرابات المزاج مثل القلق أو الاكتئاب ومشاكل المعدة مثل متلازمة القولون العصبي (IBS)؛ ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) هي دواء شائع يستخدم لعلاج اضطرابات المزاج، ولا يعرف الباحثون بالضبط كيفية عملها ولكنهم يعتقدون أنها تمنع الدماغ من إعادة امتصاص الناقل العصبي السيروتونين. ومن المثير للاهتمام، أن ما لا يقل عن 90% من إمداد الشخص بالسيروتونين يتم تصنيعه بواسطة بكتيريا الأمعاء. يلعب ميكروبيوم الأمعاء دوراً في تطور أمراض الدماغ مثل مرض باركنسون والزهايمر، وتظهر الأبحاث أنه يمكن أن يؤثر أيضاً على الحالة المزاجية عند الرضع.

ميكروبيوم الأمعاء والتذوق
قد تتحكم ميكروبات الأمعاء في سلوكنا بطريقة مهمة أخرى، وذلك بإخبارنا بما نأكله، وأظهرت الأبحاث بالفعل أن ميكروبات الأمعاء يمكن أن تؤثر على الخيارات الغذائية. وإحدى النظريات هي أن أنواع البكتيريا التي تتغذى من نوع معين من الجزيئيات الحيوية -مثل السكر- تتلاعب بعاداتنا الغذائية من خلال إخبارنا بتناول المزيد من السكر حتى تتمكن من الحصول على المزيد من المادة التي تحتاجها للنمو. وإذا كان هذا صحيحاً، فهذا يعني أن بعض الرغبة الشديدة في تناول الطعام قد تكون ناتجة عن تجمع الميكروبات التي تعيش في أمعائكِ. حتى أن بعض الباحثين يتكهنون بأن عادات الأكل غير الصحية، والتي غالباً ما يكون من الصعب كسرها، يمكن أن تكون بسبب تفضيلات ميكروبيوم الأمعاء وليس نقص الإرادة.

ميكروبيوم الأمعاء والصحة

لا تؤثر الميكروبات في أمعائك على صحة الجهاز الهضمي فحسب، بل تبين أنها تلعب دوراً كبيراً جداً في صحتك العامة
لا تؤثر الميكروبات في أمعائك على صحة الجهاز الهضمي فحسب، بل تبين أنها تلعب دوراً كبيراً جداً في صحتك العامة. عندما يختل توازن الميكروبات في أمعائكِ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية، يحدث هذا الخلل، المسمى دسباقتريوز Dysbiosis، عندما ينخفض عدد الميكروبات المفيدة أو يزداد عدد الميكروبات غير المفيدة. يمكن أن يؤدي تغيير النظام الغذائي أو المضادات الحيوية أو الإجهاد المزمن إلى اضطراب Dysbiosis في الميكروبيوم، مما يؤدي إلى اختلال التوازن في الكائنات الحية الدقيقة، أو تغييرات في تكوينها الوظيفي وأنشطتها الأيضية، أو تحول في توزيعها. وتشير الأبحاث إلى أن دسباقتريوز مرتبط أيضاً بالعديد من المشاكل الصحية المزمنة والخطيرة، بما في ذلك أمراض القلب وسرطان القولون والسكري وأمراض الكلى والسمنة وأمراض المناعة الذاتية والحالات العصبية، وربما حتى اضطرابات النمو مثل التوحد. ما رأيك بقراءة بعض المعلومات المفيدة حول سرطان القولون؟

 

كيف يؤثر السلوك الغذائي على الميكروبيوم؟
هل تتذكرين كيف يقدم العصب المبهم اتصالاً ثنائي الاتجاه بين الدماغ والأمعاء؟ هذا يعني أن القناة الهضمية لا تؤثر فقط على الدماغ، ولكن الدماغ والخيارات التي يتخذها تؤثر على القناة الهضمية. وثبت أن الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر والأطعمة فائقة المعالجة والدهون المشبعة لها تأثير سلبي على ميكروبات الأمعاء، في حين أن تناول الكثير من الألياف والخضروات والفاكهة يمكن أن يساعد في تعزيز صحة الأمعاء. ويمكن أن تساعد الأطعمة التي تحتوي على البريبايوتك والبروبيوتيك أيضاً على زيادة عدد البكتيريا المفيدة في الأمعاء، كما تشمل الأطعمة التي تحتوي على البريبايوتيك عناصر مثل الموز والأعشاب البحرية والبصل والثوم، بينما تشمل الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك عناصر مثل الأطعمة المخمرة والتيمبي والزبادي والميسو. وعلى الرغم من وجود الكثير من المكملات الغذائية التي تدّعي أنها مليئة بالبروبيوتيك، إلا أنَّ الطريقة الأكثر فائدة للحصول على هذه العناصر الغذائية هي من خلال الأطعمة الكاملة. ونظراً إلى أن الإجهاد المتراكم يمكن أن يفسد أمعائكِ، فإن إيجاد طرق لتقليل التوتر يمكن أن يساعد في منع مشاكل القناة الهضمية أيضاً، حيث يمكن أن يفيد التأمل والتنفس العميق، كما التمارين الرياضية، سواء كان ذلك المشي أو رفع الأثقال. 

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

دراسة جديدة توضح أن بعض البكتيريا في الجهاز الهضمي لديها القدرة على تلف خلايا البنكرياس

متى يمكن التخلص من آلام البطن دون دواء

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بكتيريا تتحكم بالدماغ يمكن السيطرة عليها بسهولة بكتيريا تتحكم بالدماغ يمكن السيطرة عليها بسهولة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى
المغرب اليوم - أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى

GMT 09:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدّر ميدان

GMT 05:47 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

3 لاعبات من الحسنية في المنتخب المغربي النسوي

GMT 03:03 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

وعود صينية تٌضمد جراح أسهم شركات الألعاب

GMT 20:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سوني تطلق سماعة أذن لاسلكية بسعر منافس جدًا

GMT 13:05 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أغرب حالات الولادة في الحيوانات

GMT 06:47 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العراق يقلّص زراعة محاصيل الشتاء إلى النصف

GMT 06:37 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفضل المعالم السياحية في "إيبوه" الماليزية

GMT 00:27 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

معرض V & A دندي واحدٌ مِن أجمل المتاحف في العالم

GMT 06:01 2014 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

أشغال الجلد الطبيعي مميزة للغايّة

GMT 06:44 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

استراتيجية التوتر: رهان قوة جديد حول الصحراء..

GMT 16:22 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

طريقة تحضير خبز الصاج باللبن الرايب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib