لندن - المغرب اليوم
يتوفى كل عام في مختلف أنحاء العالم أكثر من 100 ألف شخص بمرض الكوليرا، فضلا عن عدد أكبر ممن يتحملون تبعات هذا المرض قبل استفحاله.ومنذ أكثر من قرن يحاول العلماء ويعملون من أجل كشف أسرار هذا الوباء القاتل وتخليص البشرية منه، وقد حققوا مؤخرا تقدما من خلال تحليل أنسجة بقايا أمعاء محفوظة تعود إلى العام1849 في ما يمكن اعتباره انجازا علميا مهما في مواجهة هذا المرض المعدي والذي يتحول الى وباء خطير في ما لو لم يواجه باحترازات وقائية.
فقد استطاع باحثون في مجال الجينات بتحليل أنسجة بقايا أمعاء مريض توفي بمرض الكوليرا عام 1849 الحصول على معلومات جديدة ومهمة حول مرض الكوليرا، فحسب موقع قناة "إن تي في دي"n-tv.de الألمانية، نقلا عن العدد الأخير من مجلة"New England Journal of Medicine"، استطاع علماء فك شفرة التركيب الجيني للبكتيريا كانت تسبب المرض آنذاك ومقارنتها بالتركيب الجيني للمسببات الحالية لمرض الكوليرا.
صدفة سعيدة غير عادية ووصل هؤلاء العلماء إلى نتيجة مفادها أن بكتيريا مسببات وباء الكوليرا خلال القرن التاسع عشر كانت أخطر بكثير من مسبباته الراهنة، والذي يؤدي كل عام إلى وفاة نحو 120 ألف شخص حول العالم حسب موقع قناة "إن تي في".
وقد استطاع عالم الجينات الشهير هندريك بوانار بتحليل أنسجة بقايا الأمعاء، اكتشاف أن التركيب الجيني لبكتيريا الوباء في القرن التاسع عشر يختلف بشكل كبير عما هو عليه الآن.
وبالنسبة للباحثين يعتبر هذا الاكتشاف صدفة سعيدة غير عادية، إذ أن بقاء أمعاء رجل توفي نتيجة إصابته بالكوليرا عام 1849 في حالة جيدة أمر غير معتاد، لأن فك شفرة جينات مسببات المرض عادة ما يتم بتحليل أجزاء طرية وطازجة من الجسم، وليس من عظام محفوظة.
وتجدر الاشارة في هذا المجال إلى أن بقايا الأمعاء التي تم تحليلها كانت محفوظة بعناية ومنذ عقود طويلة في متحف بمدينة فيلادلفيا في الولايات المتحدة الأميركية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر