الرباط - المغرب اليوم
أفاد الدكتور أسامة سليمي، عضو الجمعية العلمية المغربية للشؤون الصيدلانية ، أن عددا كبيرا من مستحضرات التجميل والعطور لا يصلح استعمالها دائما مع الشمس، إذ من المهم المعرفة بالأضرار التي يمكن أن تتسبب فيها بعض الأدوية إذا تعرض مستعملها للشمس، وتتوزع ما بين أضرار موضعية على الجلد أو أضرار عامة على الجسد، وتتراوح ما بين خطيرة أو مهددة للحياة.وأوضح سليمي أن الأمر يعود إلى الأشعة الشمسية الفوق البنفسجية المعروفة بالإلترا-فيولي، على عكس الأشعة تحت الحمراء، كونها لا تدفأ بل تتسبب في التحسس الجلدي مع بعض الأدوية الحساسة لهذا النوع من الأشعة، إذ بمجرد امتصاص الدواء وانتشاره في الدورة الدموية، يتعرض بذلك للأشعة فوق البنفسجية عبر الجلد.وتبعا لذلك، فإذا كان الدواء المعني حساسا للشمس، فإن التفاعلات الكيميائية الناتجة عن التعرض للشمس يمكن أن تنتج مواد سامة أو مسببة للحساسية، تؤدي إلى ما يسمى التحسس الجلدي الضوئي، يتمظهر على شكل حكة مع ضرر واحمرار مؤلم بالجلد، وفقا للمعطيات التي شاركها مع في إطار مساهمته بالتوعية الصحية في المجال الدوائي عبر منصة "دوائي.أنفو".
وينضاف إلى ذلك ظهور التحسس الجلدي الضوئي، الذي يمكن أن يظهر من أول استخدام للدواء والتعرض للشمس، كما يمكن ألا يظهر من أول استخدام للدواء، ولكن بعد ذلك. ولتفادي ذلك، فإنه من القواعد العامة للاستخدام الآمن للأدوية، يوصي سليمي المرضى بالانتباه إلى تحسن الحالة السريرية خلال فترة العلاج من أجل الكشف عن أي آثار سلبية تتعلق باستخدام الأدوية، للتحدث عنها مع الطبيب أو الصيدلاني حتى يوجهوه نحو السلوك الصحي السليم الذي يجب اتباعه.وتختلف عملية توزيع وشدة التحسس الجلدي الضوئي على الجسد حسب حالة المريض وطبيعة الدواء وكذلك شدة التعرض لأشعة الشمس، إذ يمكن أن يقتصر هذا التحسس الجلدي على المنطقة المعرضة للشمس فقط، كما يمكن أن ينتشر على الجسم كله.كما تحدث هذه الآثار حسب شدة التحسس على شدة التعرض لأشعة الشمس ونوع الدواء والجرعة المتناولة ولون الجلد، إذ يكون الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة أكثر حساسية من الأشخاص ذوي البشرة الداكنة.
وأخذا بعين الاعتبار هذه النتائج، ذكر سليمي مجموعة قواعد يجب على المريض اتباعها عند تناول الدواء، في مقدمتها الانتباه إلى عبوة الدواء للتأكد من احتواء الأدوية المحسسة للضوء على رمز مميز بالعلبة، مثل مثلث يرمز إلى الشمس، للتعرف عليه بسهولة وبالتالي اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة، مع قراءة نشرة الدواء بعناية وتحديد الفئة العلاجية للدواء قبل استعماله.ويندرج ضمن بعض الفئات الدوائية التي تتحسس لضوء الشمس، التي قد تسبب تحسسا جلديا ضوئيا، بعض مضادات الاكتئاب، بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم، بعض مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، ومنها مشتقات الأسبرين، بعض أدوية الحموضة، بعض الهرمونات وبعض المضادات وبعض أدوية السكري وبعض خافضات الذهنيات، ما يستدعي استشارة الطبيب أو الصيدلي.وينضاف إلى ذلك، الأدوية التي يتم استعملها موضعيا مباشرة على الجلد، مثل المواد الهلامية المضادة للالتهابات والمراهم المضادة للحساسية والمراهم المضادة لحب الشباب، إذ من الضروري الانتباه إلى المنتجات الأخرى التي تهيج التحسس الجلد الضوئي، مثل الزيوت الأساسية، كزيت أركان، والمنتجات المكونة من النباتات، مثل الكرفس، واليانسون والليمون.
كما يدخل في الخانة نفسها، مستحضرات التجميل مثل مزيلات العرق، التي تحتوي على التريكلوسان والبلسم البيروفي وعشب الليمون وبعض العطور والمشروبات التي تحتوي على مادة الكينين والمحليات، مثل السيكلامات، يوضح سليمي.وأبرز سليمي التعامل الأفضل في حالة حدوث تحسس جلدي ضوئي، إذ في كل الحالات يشمل العلاج إيقاف الطبيب للدواء أو الأدوية المسببة في ذلك حتى يتحسن المريض مع تجنب التعرض لأشعة الشمس، كما قد يقوم الطبيب المعالج، إذا لزم الأمر، بتعديل الوصفة الطبية بدواء لا يتحسس بالضوء، وفي حالة هدم إمكانية ذلك، يتوجب على المريض تجنب التعرض لأشعة الشمس مع ارتداء ملابس واقية من الأشعة فوق البنفسجية، والتزام الأماكن التي تتوفر على ظل واستخدام واق من الشمس، أخذا بعين الاعتبار أن تعرض العنق أو اليدين، قد يكون كافيا لإثارة التحسس الجلدي الضوئي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
وكالة الأدوية الأوروبية تزف "بشرى" بشأن تخزين لقاح "فايزر"
الصيادلة المغاربة يعولون على النيابة العامة للقضاء على ترويج الأدوية المهربة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر