تداعيات جائحة كوفيد 19 تؤزم خدمات الصحة النفسية بالمغرب
آخر تحديث GMT 23:18:28
المغرب اليوم -

تداعيات جائحة "كوفيد -19" تؤزم خدمات "الصحة النفسية" بالمغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تداعيات جائحة

فيروس كورونا
الرباط -المغرب اليوم

منذ انطلاق جائحة كورونا ظهرت تأثيراتها على مختلف المجالات، وكان لمجال الصحة النفسية نصيب ليس بهين، إذ أكدت أحدث التقارير الأممية أن الفيروس عطل خدمات الصحة النفسية في غالب بلدان العالم، فيما أكد مختصون أن الوضع في المغرب "أسوأ".

وقال فيصل الطاهري، الأخصائي النفسي، إن خدمات الصحة النفسية في العالم متدهورة جدا بسبب الضغط الكبير على المستشفيات والمراكز والعيادات الخاصة بالطب النفسي والعلاج النفسي، بفعل الضرر النفسي الذي طال المواطنين إبان فترة الحجر الصحي.

وأوضح المعالج النفسي أن منظمة الصحة العالمية سبق أن أصدرت تقريرا عن أهمية الدعم النفسي والمواكبة النفسية للمواطنين عموما بسبب الحجر الصحي وغياب العمل وتقييد الحركة في المنازل عبر العالم، مؤكدا أن "الوضع ليس بالسوي، فهناك قلق ونوبات هلع تنتاب الناس خوفا من الإصابة بالوباء".

وأردف الطاهري: "الوضع النفسي مزر، لكن يمكن أن نقول إنه أكثر كارثية بالمغرب"، مفيدا بأن بنية الاستقبال الخاصة بالصحة النفسية والعقلية قليلة جدا، كما أن عدد الأطباء هو بضع مئات عبر جل ربوع المملكة، مع تمركز شديد على مستوى جهتي الرباط والدار البيضاء، وزاد: "بالتالي هناك نوع من التمركز، وأقاليم وعمالات بدون طبيب نفسي، كما أن المعالجين النفسانيين أيضا بضع عشرات عبر المغرب وجلهم يعملون في القطاع الخاص، كما أن عدد الممرضين في الصحة النفسية ضعيف".

وحسب الأخصائي النفسي فإن ما يزيد تعميق الأزمة بالمغرب هو "التراكمات الاجتماعية والثقافية لدى جل أفراد المجتمع المغربي الذين يميلون إلى الرقية الشرعية ومجموعة من التقاليد، مع تفسير اضطرابات وأعراض مرضية بالجن وتفسيرات ميتافيزيقية أخرى، ما يجعل الابتعاد عن الأطباء النفسانيين واردا".

وتابع المتحدث ذاته: "نلاحظ كعاملين في القطاع أن هناك أزمات قلق ونوبات هلع واكتئاب واضطرابات نفسية حادة أصيب بها عدد من الناس، مع ظهور التأثير أيضا على المراهقين والأطفال"، وأردف: "نحن أمام وضعية صعبة جدا، لكننا مازلنا للأسف أمام سرد الأرقام، والكلام كله حول الوضعية الوبائية وأرقام المصابين والمتعافين من كوفيد 19، فيما لم نصل بعد مقارنة بالعديد من الدول إلى دراسة مدى التأثر".

واستطرد الطاهري: "قبل ثلاثة أشهر صدر تقرير عن المندوبية السامية للتخطيط يتحدث عن كون جل المغاربة تأثروا بالحجر الصحي، وسجل أن هناك اضطرابات نفسية ووضعا نفسيا صعبا يجب أن يتعامل معه بالجدية الكافية، لكننا لا نرى للأسف هذا التحرك في اتجاه تخصيص ميزانيات أو نوع من استنفار الأطباء النفسانيين وبنيات الاستقبال المهترئة على قلتها لفائدة هؤلاء المواطنين".

ونبه المختص ذاته إلى أن "المواطن المغربي يعاني اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا"، مشيرا إلى أن هناك احتقانا نفسيا كبيرا، وزاد: "اليوم، أصبح الأمر ملقى على المجتمع المدني وعلى التحسيس عبر الإعلام وإعطاء الفرصة للأخصائيين والأطباء ليتحدثوا مع الناس حتى يفهموا كيف يمكن تجاوز هذه المرحلة، وكيف يمكن أن تشخص هذه الاضطرابات النفسية والعقلية بشكل مسبق لكي لا تتأزم الوضعية أكثر، فكلما كان التشخيص مبكرا يمكن تجاوز المشاكل".

وأظهرت نتائج مسح أجرته الأمم المتحدة أن الاستشارة والعلاج النفسي تعطلا في 67 في المائة من البلدان، إذ أفادت 65 في المائة منها بتأثر الخدمات الضرورية المتعلقة بالحد من الضرر، بينما أكدت 45 في المائة تأثر علاج حالات الإدمان على الأفيون.

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا أوقف خدمات الصحة النفسية الأساسية في جميع أنحاء العالم، في لحظة تشتد الحاجة إلى هذه الخدمات، داعيا قادة العالم إلى التحرك بسرعة للاستثمار بشكل أكبر في برامج الصحة النفسية المنقذة للحياة أثناء الجائحة وما بعدها؛ كما أضاف أن "الصحة العقلية الجيدة أمر أساسي للغاية بالنسبة للصحة العامة والرفاه".

قد يهمك ايضا:

حركة الممرضين تتهم "الوزارة" بالتكتم على إصابات مهنيين بكورونا

المعدل اليومي للإصابات بفيروس كورونا "كوفيد-١٩" في المغرب الخميس 8 أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠

   
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تداعيات جائحة كوفيد 19 تؤزم خدمات الصحة النفسية بالمغرب تداعيات جائحة كوفيد 19 تؤزم خدمات الصحة النفسية بالمغرب



GMT 22:51 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

GMT 19:04 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الوقت المناسب للحصول على فيتامين د من أشعة الشمس فى الشتاء

GMT 18:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

7 فوائد صحية لتناول الزبادى يوميًا

GMT 19:25 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الخضراوات تُساعد الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة

GMT 09:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مدير مستشفى في لبنان وستة من رفاقه في غارة إسرائيلية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة

GMT 08:05 2022 الأحد ,20 آذار/ مارس

مطاعم لندن تتحدى الأزمات بالرومانسية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib