علماء يُؤكّدون وجود تأثير حاسم لـبكتيريا الأمعاء على زيادة الوزن
آخر تحديث GMT 13:29:03
المغرب اليوم -

علماء يُؤكّدون وجود تأثير حاسم لـ"بكتيريا الأمعاء" على زيادة الوزن

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - علماء يُؤكّدون وجود تأثير حاسم لـ

بكتيريا الأمعاء
لندن ـ المغرب اليوم

هل تقضي الكثير من الوقت وأنت تشعر بالامتلاء والانتفاخ؟ هل لا تستطيع أن ترتدي سروالا أقل في الحجم بغض النظر عن النظام الغذائي الذي تسير عليه؟ قد لا يكون السبب فقط ما تأكله. على الأرجح، يتسبب في هذا الشعور نشاط 1000 تريليون بكتيريا تعيش في أمعائك.

لا يمر أسبوع دون ذكر كبار العلماء في جميع أنحاء العالم عبارة "بكتيريا الأمعاء" ويربطونها بمشاكل صحية جديدة، في الأسبوع الماضي أشار العلماء إلى وجود تأثير حاسم لنشاط بكتيريا الأمعاء على زيادة الوزن، حيث وجدت الأبحاث المنشورة في المجلة الدولية للسمنة أن الأشخاص الذين لديهم وزن مستقر أو الذين يفقدون الوزن لديهم عدد أكبر من أنواع مختلفة من الميكروبات في الأمعاء، ويتناولون المزيد من الألياف.

يقول الدكتور ميغان أرول، وهو طبيب نفسي ومؤلف من إبس "لقد وجد أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي لديهم أقل من أنواع البكتيريا "الجيدة" في الأمعاء مثل بكتيريا (العصيات اللبنية والبيفيدوباكتيريا). كانت هناك أيضا علاقات بين صحة الأمعاء والربو، بطانة الرحم، والسمنة، والسكري من نوعين من ارتفاع ضغط الدم وحتى القلق والاكتئاب".

يقول آرثر أووهاند، أستاذ علم الأحياء الدقيقة وخبير في البروبيوتيك، من جامعة توركو في فنلندا: "تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن وجود التوازن الصحيح للبكتيريا الحيوية الجيدة في الأمعاء وارتباطها المهم بالصحة"، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيفية معرفة حالتك الطبيعية؟ فهل تعلم، على سبيل المثال، أن مسكنات الألم القياسية مثل الأسبرين والإيبوبروفين يمكن أن تعطل مستوى البكتيريا الخاص بك وبالتالي الجهاز الهضمي الخاص بك؟ أو أن حبوب بروبيوتيك صديقة جيدة للأمعاء أو أن اللبن لا طائل منه إذا كنت تستهلك مشروبا ساخنا في غضون ساعة من شربه؟ لذا يكشف كبار الخبراء كل ما تحتاج إلى معرفته حول صحة الأمعاء الجيدة ولماذا يعد هذا الأمر مهم جدا.

ماذا يحدث داخل الأمعاء؟
إن أمعاءنا مأهولة بثلاثة تريليونات من الكائنات الدقيقة، بما في ذلك آلاف الأنواع المختلفة من البكتيريا، كما يوضح الدكتور أرول. هذه الكائنات مهمة جدا بالنسبة إلينا -ليس فقط للمساعدة في هضم الطعام- ولكن أيضا للجهاز المناعة. وبشكل جماعي، تعرف هذه المجموعة من الكائنات الحية باسم "الميكروبيوتا" الأمعاء، أو النباتات الهضمية.

ويقول روب هوبسون، رئيس التغذية في ملحق شركة هالثسبان، إن الجسم مليء بالبكتيريا التي تشكل واحدة من النظم الإيكولوجية الأكثر تعقيدا في العالم مع أكثر من 400 نوع مختلف يعيش في القناة الهضمية. عموما، فإن هذه البكتيريا ليست ضارة ولها دور مفيد في الجسم"، حيث إنها تساعد على توليف بعض الفيتامينات بما في ذلكB12  وحامض الفوليك والثيامين المطلوبة لاستقلاب الطاقة وإنتاج خلايا الدم الحمراء والحفاظ على صحة الجهاز العصبي. ويضيف أن "هذه الميكروبات الذكية أيضا تقوم بتعليم أجهزة المناعة لدينا بالتعرف على الغزاة الأجانب وإنتاج المركبات المضادة للالتهابات التي تحارب البكتيريا المسببة للأمراض".

كيفية الحصول على التوازن الصحيح؟

يقول الدكتور أووهاند: "إن توازن البكتيريا في أمعائنا يمكن أن يتغير بسهولة من قبل عدد من العوامل بما في ذلك الإجهاد وسوء التغذية والمرض والأدوية مثل المضادات الحيوية".

فعلى سبيل المثال، المضادات الحيوية: في حين أن المضادات الحيوية تقتل البكتيريا "السيئة" التي تسبب العدوى، فإنها تدمر أيضا البكتيريا "الجيدة" في أجسادنا. وهذا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من المشاكل الصحية مثل القلاع والقشع وأمور أخرى مثل الانتفاخ والإمساك. ويقول البروفيسور أووهاند من المهم أن تبدأ أخذ البروبيوتيك من لحظة بدء استخدام المضادات الحيوية والاستمرار لبضعة أسابيع بعد الانتهاء من أخذها، فعلى المريض أخذ بروبيوتيك بين ساعة أو ساعتين بعد المضادات الحيوية للحصول على أكبر قدر من الفائدة.

من ناحية أخرى يأتي تأثير الحمية الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، حيث يعتقد الدكتور أووهاند أن الجنون الحالي للوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات قد يكون له تأثير سلبي على بكتيريا الأمعاء لأنها تجوع البكتيريا الغذائية التي تحتاج إلى النمو والازدهار. ووجدت الأبحاث التي أجريت في جامعة كوبنهاغن أن ما يقرب من ربع الناس الذين يعيشون على هذه الوجبات الغذائية لديهم 40% أقل من البكتيريا "الجيدة" مما هو موجود عادة في الأمعاء الصحية.

وبالنسبة إلى الأغذية المصنعة، والوجبات الغذائية عالية السكر، فإن الوجبات الغذائية الحديثة مليئة بالأطعمة المصنعة التي غالبا ما يتم نقلها وتخزينها لفترات طويلة، كما يقول الدكتور أرول. كما أنها تفتقر إلى الألياف الغذائية التي كنا نستهلكها قبل نصف قرن. وقد أظهرت الأبحاث التي اجريت على الفئران أنه بعد يوم واحد فقط، من النظام الغذائي عالية في الدهون والسكر تغيير تكوين الجراثيم في الفئران. وفي البشر، تبين أن الأطفال من المناطق الريفية في أفريقيا الذين لديهم نظام غذائي مرتفع جدا في الألياف لديهم جراثيم أكثر تنوعا من الأطفال من المناطق الحضرية في أوروبا.

لذا فإن اتباع نظام غذائي ضعيف غني بالأطعمة السكرية أو المصنعة يمكن أن يؤدي إلى ضعف البكتيريا الجيدة في الأمعاء. وجدير بالذكر أن تراكم البكتيريا السيئة قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل الحساسية الغذائية، والالتهابات الخميرة أو مرض التهاب الأمعاء.

وما تأثير مشروبات الحمية؟
المحليات الاصطناعية هي المضافات الغذائية الأكثر استخداما في العالم. إنها توفر الطعم الحلو دون السعرات الحرارية، وبالتالي تضاف إلى النظام الغذائي. ولكن، هناك قفزة هائلة في استخدام المحليات الاصطناعية في القرن الماضي، والذي يتزامن مع ارتفاع السمنة والسكري. وقد وجد باحثون إسرائيليون أن استخدام التحلية أدى إلى وجود جراثيم غير متوازنة، وهذا بدوره أثار خطر عدم تحمل الجلوكوز والتغيرات الأخرى المرتبطة بكل من مرض السكري والبدانة.

وبشأن تأثير المسكنات، فإن العقاقير المضادة للالتهابات مثل الأسبرين وإيبوبروفين قد تلعب أيضا دورا في التأثير على جراثيم الأمعاء الخاص بك. في دراسة نشرت في المجلة البريطانية للتغذية، أن كبار السن الذين لم يستخدموا هذا النوع من الدواء كان لديهم عدد أكبر من نوع جيد من البكتيريا الملبنة في الأمعاء.

وبخصوص العلاقة بين البكتيريا والضغط العصبي، فإنه يتم توصيل الأمعاء والدماغ عبر محور الدماغ القناة الهضمية الإشارات البيوكيميائية التي تحدث بين الأمعاء والجهاز العصبي، الذي يلعب دورا مهما في وظيفة الدماغ صحية. وقد أظهرت الأبحاث أن التعرض للمواقف المجهدة يمكن أن يعطل توازن البكتيريا، كما يقول الدكتور أرول. ولكننا أيضا بدأنا نفهم أن هذا يمكن أن يذهب بطريقة أخرى، حيث إن الميكروبيوتا الأمعاء الصحية والمتنوعة (في الفئران على الأقل في الوقت الراهن) تساعد في الاستجابة للضغط.

من خلال التأثير على التوازن وأنواع البكتيريا في الأمعاء، تظهر الدراسات أنه قد يكون من الممكن حتى خفض التوتر وتعزيز المزاج. لذا ينصح الدكتور أرول باستخدام تقنيات الاسترخاء للحد من التوتر وحماية جراثيم الأمعاء.

وهناك طريقة جيدة لزيادة مستويات البكتيريا الصديقة وهي تناول الأطعمة الغنية بالألياف، كما يقول خبير التغذية السيد هوبسون. ويعتبر البريبايوتكس هو نوع خاص من الألياف التي تحفز نمو البكتيريا بروبيوتيك في القناة الهضمية. يتم العثور على ألياف في الخرشوف والبصل والثوم والكراث والموز، وهو ما سيطلق عليه خبراء التغذية النشا المقاوم الموجود في الأطعمة مثل البطاطا الباردة والمعكرونة الباردة والشعير، سيكون له نفس التأثير أيضا.
هل نحتاج حقا إلى مكملات بروبيوتيك؟

المكملات بروبيوتيك عادة ما تحتوي على عدة سلالات مختلفة من البكتيريا وبالنسبة إلى كثير من الناس، ومع ذلك، فإن النظام الغذائي وحده لا يمكن أن توفر مستوى البكتيريا الحية التي نحتاج إليها للحفاظ على الأمعاء صحية، لذا ينصح الخبراء بعدة نصائح أولها اختيار المكمل الذي يحتوي على ما لا يقل عن 10 ملايين بكتيريا لكل وجبة وتناوله بانتظام. مكملات بروبيوتيك عادة ما تحتوي على عدة سلالات مختلفة من البكتيريا. واحد تلك المكملات سوبيربرو 50 (60 كبسولة). حيث إنه يحتوي على أكثر من 50 مليار بكتيريا من 4 سلالات مختلفة، بما في ذلك البكتيريا بيفيدوباكتريوم اللاكتيس التي من المعروف أن تنخفض مع التقدم في السن.​

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء يُؤكّدون وجود تأثير حاسم لـبكتيريا الأمعاء على زيادة الوزن علماء يُؤكّدون وجود تأثير حاسم لـبكتيريا الأمعاء على زيادة الوزن



GMT 02:21 2022 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

حافظ على نظافة الفم وسارع بعلاج أي خراج بالأسنان

GMT 23:35 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

أطعمة شائعة تدمر الذاكرة والتركيز وتسبب الخرف

GMT 07:15 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

كشف سبب مفاجئ للإصابة بالسكري والخرف والسرطان

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib