الرباط _المغرب اليوم
تتمتع ممارسة الرياضة بأهمية كبيرة للمرأة أثناء الحمل؛ حيث إنها تحميها من بعض المخاطر مثل سكري الحمل وتجلط الدم وتسمم الحمل. ولتحقيق الاستفادة المرجوة ينبغي ممارسة الرياضات المناسبة لهذه الفترة الحرجة، مع ممارستها باعتدال ودون مبالغة. وقالت سوزانه فيبر، أخصائية أمراض النساء والطب الرياضي الألمانية، إن الحمل دائما ما يرتبط بالمخاطر، الأمر الذي يمكن مواجهته من خلال ممارسة التمارين الرياضية الصحيحة، على سبيل المثال يمكن لممارسة الرياضة أن تمنع الزيادة المفرطة في الوزن وسكري الحمل وتسمم الحمل. الحد من التجلط والاحتباسويمكن أيضا تقليل خطر الإصابة بتجلط الدم من خلال ممارسة الرياضة، كما أن الرياضات المائية أو السباحة المعتدلة تساعد على وجه الخصوص في منع احتباس الماء المرتبط
بالهرمونات. كما تساعد الرياضة على تنشيط نظام القلب والأوعية الدموية، وهو ما يترتب عليه إمداد العضلات جيدا بالدم وتظل العظام والمفاصل في حالة جيدة، وبالإضافة إلى ذلك تعمل الرياضة على تحسن حالة التمثيل الغذائي للأم، وهو ما يمهد الطريق لحياة صحية أفضل للطفل. وتسهم الرياضة أيضا في تدريب الحجاب الحاجز، وهو أهم عضلات التنفس لدى الإنسان. وهذا يساعد على التعامل بشكل أفضل مع ضغوط الحمل والولادة، ولتزويد الطفل بالأكسجين بشكل جيد، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي أيضا على المرأة بعد الولادة. ومن جانبها قالت ماريون سولبريزيو، عالمة النفس الألمانية، إن الرياضة لا تعزز فقط الأداء البدني للمرأة، بل النفسي أيضا؛ فممارسة الرياضة أثناء الحمل تساعد على اكتساب المزيد من الراحة النفسية والرضا والشعور بالسعادة، كما
يمكن في كثير من الأحيان التخفيف من أعراض الاكتئاب من خلال ممارسة الرياضة. وتنصح فيبر المرأة، التي لم تمارس الرياضة من قبل، بزيادة كثافة وتكرار ومدة التدريب تدريجيا، والاعتماد في هذا على المشورة الطبية حتى لمن يمارسن الرياضة بشكل احترافي، مع العلم أن مرة واحدة في الأسبوع ستكون رائعة لتنشيط الوظائف الحيوية، ومرتين في الأسبوع لمدة 60 دقيقة من التدريب ستكون أفضل. رياضات ممنوعة وبدورها أشارت سوزانه كوين، طبيبة أمراض النساء وأخصائية الطب الرياضي الألمانية، إلى أن بعض الرياضات ممنوعة على الحامل مثل ركوب الدراجات في المناطق الوعرة والتزلج والملاكمة أو الرياضات الاحتكاكية بشكل عام قدر الإمكان؛ لأنه بالإضافة إلى مخاطر الإصابات، فإن بعض خيارات العلاج أثناء الحمل تكون محدودة
أو مرتبطة بمخاطر أعلى. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على النساء الحوامل تجنب الجري السريع أو القفز وما يسمى بالرياضات عالية التأثير مثل الاسكواش أو الكرة الطائرة أو كرة القدم؛ حيث يمكن لمثل هذه الرياضات أن تشكل ضغطا هائلا على استقرار المفصل وقاع الحوض، الأمر الذي قد يترتب عليه سلس البول أو عواقب أخرى طويلة المدى. وهناك رياضات مناسبة مثل المشي الشمالي (باستخدام العصي) والتمارين الرياضية المائية واليوجا والبيلاتس. ويشدد الأطباء على ضرورة طلب المشورة المتخصصة من رياضيين، فعلى سبيل المثال عند ممارسة تمارين تقوية العضلات يجب تقليل الوزن بشكل كبير والتركيز على التكرار، مع عدم استهداف مجموعة من العضلات دون غيرها. ويمكن التعرف على شدة التمرين الصحيحة من خلال إمكانية التحدث أثناء التمرين وعدم الشعور بآلام في العضلات في اليوم التالي، مع مراعاة الحالة الفردية لكل جسم والاستجابة لما تشعر به الحامل أثناء التمرين ومراقبة النبض أثناء ممارسة الرياضة. وللعلم يجب أن يكون الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب بين 135 و150 بحسب العمر ومستوى اللياقة.
قد يهمك ايضا
حمية غذائية يقلّل تناولها أثناء الحمل من خطر إصابة الأطفال بالسمنة
دراسة ترصُد أنّ إجهاد الأم أثناء الحمل قد يصيب الطفل بمشاكل
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر