الرباط - المغرب اليوم
أثار فيروس كورونا المستجد (2019-nCoV) -أو وفق التسمية الجديدة "كوفيد 19" (COVID-19)- حالةً من الرعب والفزع حول العالم، بعد أن اجتاح ما يقرب من 30 بلدًا ومنطقة في قارات مختلفة، وتخطت حالات الإصابة به 45 ألف شخص، مات من بينهم أكثر من 1000 فرد ، معظمهم في الصين، التي اندلع فيها المرض نهاية ديسمبر الماضي.
وحتى اللحظة، لا يزال العالم عاجزًا عن التوصل إلى لقاح أو عقار فعّال للوقاية أو العلاج منه، لذا تبقى التوصيات وتدابير التحكم في انتشار العدوى الملاذ الوحيد والآمن حتى الآن لمنع انتشار عدوى فيروس "كوفيد 19".
وينتقل "كوفيد 19" عادةً لدى البشر من إنسان إلى آخر، في أثناء فترة حضانة الفيروس التي تبلغ 27 يومًا، عبر الرذاذ الملوث، أو الأيدي الملوثة، أو السطوح الملوثة بالفيروس.
لكن ما هو الوقت الذي يستغرقه "كوفيد 19" على الأسطح مثل مقابض الأبواب أو طاولات الأسرة في المستشفيات؟ وما الأساليب الفعّالة التي يمكن استخدامها لتطهير هذه الأسطح، وقتل الفيروس لوقف انتشاره بشكل فعال؟
فقد قال البروفيسور جونتر كامبف، من معهد الصحة والطب البيئي في جامعة جرايفسفالد، وقائد فريق البحث: "نظرًا لعدم توافر علاجات محددة لفيروس "كوفيد 19" ، سيكون الاحتواء المبكر والوقاية من الانتشار ضروريين لوقف التفشِّي المستمر للمرض، والسيطرة على هذا المرض المعدي".
وعن طرق انتشار الفيروس، أضاف المتحدث أنه "يمكن أن ينتشر عن طريق الأيدي والأسطح الملوثة بالعدوى، والتي يجري لمسها بشكل متكرر. في المستشفيات، يمكن أن تكون مقابض الأبواب، على سبيل المثال، بالإضافة إلى لوحات مفاتيح الهواتف الثابتة، وطاولات وإطارات الأسرّة وغيرها من الأشياء الموجودة في محيط المرضى، والتي غالبًا ما تكون مصنوعةً من المعدن أو البلاستيك".
وتابع: "ركزنا في دراستنا المرجعية على دورة حياة الفيروس على الأسطح الملوثّة، وطرق مكافحة العدوى عبر المطهرات التقليدية المختلفة، في محاولة لاحتواء انتشار المرض، الآخذ في الازدياد حول العالم".
"كامبف" أشار إلى أن الدراسات السابقة، ركزت على النسخ المختلفة لفيروس كورونا التي ظهرت بداية من عام 2003، وكانت النتائج متشابهة من حيث الانتشار وطرق مقاومة العدوى على الأسطح الملوثة، لذلك نفترض أن تنطبق هذه التوصيات على النسخة الجديدة من الفيروس؛ لأنه ينتمي إلى الالعائلة نفسها من "كورونا".
ونوه بأن "انخفاض درجة حرارة الجو، وارتفاع نسبة الرطوبة في الهواء يزيدان من عمره على الأسطح، وهو ما ينطبق على "سارس" و"كورونا" الشرق الأوسط".
إستراتيجية المكافحة
وللوصول إلى نتائج هذه الدراسة المرجعية، راجع الفريق نتائج آخر 22 دراسة أجريت في هذا الإطار، لتحديد الوقت الفعلي لمكوث عائلة "كورونا" على الأسطح التي لا يتم تطهيرها باستمرار، وكذلك الإستراتيجية الفعالة لمكافحة الفيروس، عبر عوامل الإبادة البيولوجية باستخدام المطهرات الكيميائية التي تقتل الفيروس، خاصةً في مرافق الرعاية الصحية.
واكتشف الباحثون أن فيروس "كورونا" المستجد، مثل فيروس (سارس)، ومتلازمة (MERS) يكن أن يظل نشطًا ومُعديًا على الأسطح المعدنية أو الزجاجية أو البلاستيكية الملوثة بالعدوى لمدة تصل إلى 9 أيام في المتوسط في درجة حرارة الغرفة التي تتراوح بين 15 و20 درجة مئوية في المتوسط.
لكن في المقابل، إذا انخفضت درجة حرارة الأسطح الملوثة إلى 4 درجات مئوية يمكن أن يظل الفيروس نشطًا حتى 28 يومًا، في حين تنخفض درجة العدوى إذا تراوحت حرارة الأسطح بين 30 و40 درجة مئوية.
أما بالنسبة للمطهرات الفعالة للقضاء على الفيروس، فقد أظهرت الاختبارات التي أُجريت على محاليل التطهير المختلفة، أن المطهرات التي تحتوي على مركبات "الإيثانول" (تركيز 6-71٪) أو "بيروكسيد الهيدروجين" (تركيز 0.5 ٪) أو "هيبوكلوريت الصوديوم" (تركيز 0.1 ٪) فعالة ضد فيروسات الكورونا.
ووفقًا للدراسة، فإنه إذا جرى تطهير الأسطح والمناطق الملوثة بالعدوى بالتركيزات المناسبة لهذه المطهرات، فإنها تقلل من أعداد فيروسات كورونا المعدية من مليون جسيم مُمْرِض إلى 100 فقط في غضون دقيقة واحدة.
في المقابل، أظهرت الاختبارات أن هناك محاليل تطهير أخرى أثبتت أنها أقل فاعليةً في مكافحة عدوى "كورونا"، وهي مركبات "كلوريد البنزالكونيوم" (تركيز 0.05-0.2٪) ومركبات "كلورهيكسيدين دي جلوكونات" (تركيز 0.02٪).
وقد يهمك أيضا" :
السلطات المغربية ترحل إيطاليًا للاشتباه في إصابته بـ"كورونا"
تعرف على الأطعمة التي لا يجب تناولها قبل النوم
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر