بعد تخفيف عدد من الولايات اجراءات العزل ،يظهر إن أميركا على وشك العودة إلى الحياة الطبيعية مجددا وإن بشكل نسبي ، في الوقت الذي قال فيه خبراء إن ارتداء الكمامات وبعض القيود المجتمعية الأخرى يمكن أن تظل مستمرة مع الناس لسنوات قادمة، وفق ما ذكرت صحيفة اندبندنت.
و تخفف الولايات من أوامر الاغلاق و البقاء في المنازل، وتشجع الشركات على العمل بجزء من موظفيها ، بينما يحذر مسئولو الصحة من أن البلاد لا تزال تفتقر إلى إمكانات الفحص الواسع اللازمة.
قال خبراء إن موجة ثانية مميتة من تفشي الفيروس يمكن أن تضرب الولايات المتحدة بشكل أكثر صعوبة، مع تراجع إجراءات السلامة المعمول بها حاليًا لمنع الاصابة بمرض كوفيد19 مرة أخرى.
وأصيب أكثر من مليون شخص في الولايات المتحدة بكوفيد 19، وتوفي أكثر من 60 ألف شخص بسبب المضاعفات الناتجة عن المرض، وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضًا من الأعداد قد تتضاعف ويصبح عدد المصابين نحو 2 مليون.
وفي هذا، يرفع المحللون تقديراتهم لعدد القتلى المتوقع، مع إمكانية تزايد الأعداد بشكل كبير.
واعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن المزيد من الناس سيموتون بسبب تفشي الفيروس.
وأمام ذلك، تطالب الهيئات الصحة بأن تظل الأسواق والأعمال مغلقة حتى تسجل الحالات انخفاضًا واضحًا، إلى جانب توسيع عمليات الفحص .
لكن يبدو أن الولايات المتحدة تتجه لتخفيف الحظر وفتح الأسواق، مع تساؤلات، تقول كيف يمكن أن يكون تعود الحياة والناس معرضون للإصابة بالفيروس.
وللأمر جوانبه التي قد تستمر لسنوات، حيث قالت الباحثة والمستشارة الطبية الأمريكية، سارالين مارك : "لقد حاولنا جميعًا تصور ما قد يبدو عليه عالمنا بعد الوباء. نحن نتكيف ونتطور . أعتقد أننا سنتكيف خلال الأشهر والسنوات القادمة حتى يكون الحذر جزء من نمط حياتنا".
توقعت مارك ، التي تواجدت لبعض الوقت في آسيا بعد تفشي مرض الالتهاب الرئوي الحاد ( سارس ) عام 2003 ، أن تتخذ الولايات المتحدة على الأرجح العديد من الإجراءات نفسها التي اتخذتها المجتمعات في الصين والدول الآسيوية الأخرى في أعقاب الفيروس المميت.
وأضافت "بدأ الجميع يرتدون كمامات بشكل طوعيي" ، مضيفة أن ماكان في البداية مفهومًا "غريبًا للناس في أنحاء آسيا، تحول إلى أمر اعتيادي بعد حين، وصار الآسيويون حتى قبل وباء كورونا المستجد بسنوات طويلة يرتدون الكمامات"
وتابعت: "الآن ، نحن جميعًا نتكيف مع هذا الوضع، و لا أرى أن الأمر قد ينتهي في وقت قريب".
وأشارت الطبيبة والباحثة إلى فائدة الأمر في بعض النواحي ، حيث أفادت الاحتياطات الإضافية والاجراءات الوقائية من لبس الكمامات واستخدام المطهرات ولبس القفازات بانخفاض كبير فى معدل إصابات الانفلونزا وغيرها من الفيروسات.
ولفتت الطبيبة "سواء كنت مريضًا أم لا ، فإن قناع الوجه يخبر الناس بأنك تتخذ الاحتياطات اللازمة للسلامة ، وتحذرهم من ضرورة الحفاظ على وجود مسافة بينك وبينهم ".
وأضافت: "إذا رأينا شخصًا يسعل أو يعطس ، ستتوقف قلوبنا. سيكون من الصعب تغيير ذلك لفترة. لكن سوف تتكيف أجسامنا لتكون قادرة على حماية أشخاصها . وقد يتغير الأمر مع الأجيال ويصبح الفيروس مستوطنًا ".
وكأثر سلبي أيضأ ، يمكن أن ترتفع معدلات الطلاق في الأشهر القادمة ، وفقًا للمعالجة النفسية وخبيرة العلاقات ليزا براتمان ، التي قالت للإندبندنت : "أنا محامين متخصصيين في حالات الطلاق، قالوا إن الحالات ارتفعت في الأشهر الماضية".
ولفتت إلى الأمر بقولها "ما لاحظته في الأسابيع الماضية هو أن بعض الأزواج صاروا أكثر قربا وأكثر حميمية، بينما كان آخرون على النقيض".
كما حذرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أن سلطات الطوارئ المستخدمة خلال جائحة فيروس كورونا "يجب ألا تكون سلاحًا يمكن أن تستخدمه الحكومات في قمع المعارضة والسيطرة على السكان وحتى إدامة وقتهم في السلطة" .
وتواجه حقوق الإنسان - وخاصة حقوق المرأة - تراجعات كبيرة، حيث صارت تفرض العديد من الولايات في أمريكا ودول أخرى، موانع قاسية لمنع النساء ، ومن الوصول إلى العيادات الطبية للإجهاض.
أخيرًا وليس آخرًا، توقع البعض أن تغير كورونا نظام المحاكم الأمريكية لأجيال مع تأثير سلبي محتمل على حقوق الإنسان اعتمادًا على نتائج انتخابات 2020.
قد يهمك ايضا :
الولايات المتحدة تسجّل قفزات جديدة في وفيات "كورونا" بعد التراجع الأخير
التفاصيل الكاملة لدراسة "انتظرها العالم" بين "كورونا" وضوء الشمس
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر