القاهرة - المغرب اليوم
لا تزول الآثار النفسية للختان مهما مرت السنوات بل تتفاقم كلما كبرت البنت وشعرت أن شيئا ينقصها، ليست كمثل باقي البنات، يجتاحها إحساس بالدونية والنقص، وهذا الإحساس قد يظل ملازما لها حتى بعد الزواج، وإذا كانت هناك مشاكل كثيرة فى العلاقة مع زوجها فإنها تظل ترجئ عدم التوافق فى العلاقة إلى الختان وتصدر إحساسها بالنقص للزوج ولبيتها ولأطفالها.
«ا فتحت الملف لتتحدث مع أطباء علم النفس عن تأثير هذه الممارسة على البنات قبل وبعد الزواج وفى مرحلة الطفولة وإحساسهن بأهلهن وما يحملنه من مشاعر سلبية تجاههم.. ولماذا يكسر الأهل عين ابنتهم ويخلقون عندها شعور بالنقص لماذا لا يهتم الأهل باكتساب ثقة بناتهم بدلا من عداوتهن وتقطيع أجسادهن؟
فى البداية تقول منى جابر إخصائية الطفولة المبكرة والإرشاد الأسرى: «رغم اعتقاد الأهل بأن عملية الختان سوف تنساها الطفلة فى الكبر إلا أنه من خلال دراسة أجريتها على ١٠٠ سيدة فى إحدى المناطق العشوائية (فى الأعمار ما بين ٣٥ : ٥٠) ممن تعرضن لعملية الختان فى الصغر أكدن أنهن مازلن يتذكرن هذا اليوم وكأنه يحدث الآن.
ولعل ما يثير الدهشة هو أن من يصر على عملية الختان هن الأمهات و كأنه نوع من تدوير القهر اللاشعورى وهنا نجد أن لسان حال الأم تقول لابنتها «ستشعرين بالألم الذى شعرت به».
ومن الآثار النفسية لعملية الختان: «الطفلة دائما ما تشعر بعدم الثقة خاصة أنه من خلال حكايات البنات والأمهات عبرن عن أن عملية الختان حدثت بعد حصولهن على هدية من الأهل مثل فستان جديد أو عروسة أو أثناء احتفال لا تعلم الطفلة سببه، الأمر الذى جعلهن يقعن فى دائرة الصراع بين حب وكره الأهل، فكيف للذى يحبنى أن يؤذينى أو يخدعنى».
«شعور الطفلة بالخزى من جسدها وأنه شىء يستحق العقاب، وقد يستمر هذا الشعور معها فى الكبر ويتطور لتشعر بالخزى والعار من نفسها».
وتواصل جابر: «ترسخ عملية الختان لدى الطفلة فكرة أن جسدها ليس ملكاً لها بل هو ملك لوالديها ثم ملك لزوجها من بعدهما وهم من لهم القدرة على التصرف فى هذا الجسد حتى وإن وصل الأمر لبتر جزء منه. شعور الطفلة الدائم بالإحباط وعدم الكفاءة، خاصة أن الطفلة فى حالة ما إذا كانت عملية الختان عند طبيب تشعر بأنها لم تستطع أن تحمى نفسها أو جسدها، فى حين إذا ما كانت العملية من خلال القابلة (الداية) فإن الطفلة عادة ما تحاول الإفلات منهم دون جدوى، الأمر الذى يرسخ لديها الاعتقاد بالإحباط.
الدكتورة نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع ترى أن «الختان جريمة بكل المعايير ويترتب عليها عواقب الجريمة بكل أركانها فهو اعتداء على أنوثتها، فقضية الختان هى نوع من الاستعباد تواكبت مع ظهور الرق والعبودية وفيها من القسوة والظلم كثيرا والختان هو سبب لفشل العلاقات الزوجية فهى ثقافة عقيمة لصالح الرجل»، نادية رضوان تتعجب من الأمهات اللاتى يسقن بناتهن لنفس القدر وكأنها تنتقم وتريد أن تعيد نفس التجربة مع بنتها.
وتشير رضوان إلى أن نساء هذه الطبقة ليس لديهن (إيجو) أى صورة الذات فهى لا ترى من نفسها امرأة تستحق المتعة والسعادة هى نفسها ترى نفسها مجرد إناء للمتعة.
وترى أن البنات اللاتي تعرضن لذلك لا يأخذن موقفا من أمهاتهن، إلا في النادر ويتوقف ذلك على درجة وعى البنت وثقافتها لكن يترك الموقف كله تأثيرا على حياة البنت.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر