الرباط ـ المغرب اليوم
قال المخرج المغربي نسيم عباسي إن السينما المغربية تشهد تطورا ملحوظا، يسنُده وجود المركز السينمائي المغربي، الذي يقدم دعما حقيقيا عبر 3 دورات في السنة، "وهي ميزة لا توجد في باقي الدول".
واعتبر عباسي، في تصريح لجريدة هسبريسا الإلكترونية على هامش المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور، أن السينما المغربية، مع ذلك، تعاني من خلل كبير يتمثل في عدم وجود استثمارات خاصة، سواء على مستوى التوزيع أو الإنتاج، أو القاعات السينمائية.
وضرب المتحدث أمثلة دولٍ كمصر والهند وأمريكا وفرنسا، والتي تعتبر فيها السينما صناعة قائمة بذاتها، موضحا أنها تطورت بسبب وجود مستثمرين خواص في القطاع، "بخلاف المغرب الذي تعتمد فيه السينما اعتمادا كليا على دعم الدولة".
وعبّر مخرج فيلم "ماجد" عن أسفه لغياب الاستثمار في الثقافة والفن المغربيين؛ موردا: "بالفن يمكن أن نربي الأجيال ونساهم في الوعي والتوعية، ونبعد الشباب عن التطرف الديني وغيره، لأن الثقافة هي غذاء العقل، بينما لا تُستثمر رؤوس الأموال لدينا إلا في غذاء المعدة، كالمطاعم والمقاهي".
ولم يخفِ نسيم عباسي كونَ مجموعة من المخرجين المغاربة لا يوفّقون أحيانا في أعمالهم، مضيفا: "هذا موجود في العالم كله، وهو طبيعي في الأمور التي تتعلق بالإبداع؛ فمن بين 19 فيلما في السنة يمكن أن نحصل في الأخير على 3 أو 4 أعمال جيدة في المُجمل، وهي التي توفّق في ملامسة هموم الناس ومشاكلهم بطريقة جيدة".
وأوضح المخرج المغربي أن السيناريو قد يكون جيدا مثلا، لكن الإخراج غير موفق، أو العكس، أو قد يكون الرهان على الممثلين في غير محله، ما ينزع صفة التوفيق عن هذه الأعمال.
وعودةً إلى موضوع الاستثمارات السينمائية الخاصة في المملكة، أكد عباسي أن عدم استثمار الخواص في هذا المجال يساهم كثيرا في ضعف الجودة، لأنه يعني غياب المنافسة.
وبخصوص القاعات السينمائية في المغرب، قال عبّاسي إن عددها غير كافٍ بالمرة، موردا أن أغلب القاعات السينمائية الموجودة في البلاد "تم الاستثمار فيها من طرف أجانب، وبالضبط الفرنسيين؛ أما رجال الأعمال المغاربة فلا يستثمرون أبدا في هذه القطاعات، وهو أمر مؤسف ومؤلم"، وفق تعبيره.
ودعا صاحب فيلم "عمّي" المستثمرين إلى بناء القاعات السينمائية في المراكز التجارية، وألا يكتفوا ببناء العمارات والمقاهي، مستنكرا عدم وجود وعي ثقافي لدى هؤلاء.
إلى ذلك اعتبر المتحدث أن المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور أصبح من أهم المهرجانات الوطنية، وزاد موضحا: "كنت حاضرا في الدورة الأولى من المهرجان، والآن وأنا أتواجد في الدورة السابعة فوجئت بالمستوى الذي وصله إليه المهرجان.. أنا سعيد بتواجدي هنا لأن أصولي من الريف ولو أنني مقيم في المحمدية حاليا".
وعبّر عباسي في آخر حديثه عن رغبته الشديدة في تحقيق حلم تصوير فيلم بمدينة الناظور، "رغم عدم وجود دور سينما بها"، معبرا أيضا عن إعجابه باحترافية القائمين على المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر