الرباط - المغرب اليوم
"يا عيوش سير فحالك، التعليم ماشي ديالك"، و"الإدارة ها هي، والشراكة فينا هي"، و"المشاكل قائمة، والوزارة نائمة"، و"شوف وسمع، التعليم تيخلع"، و"هادي هي السكويلة، أربعة وخمسة في الطاولة"، شعارات ردّدها عدد من رجال ونساء التعليم، زوال اليوم، خلال مشاركتهم في وقفة احتجاجية بمقر المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخريبكة.
وجاء الشكل الاحتجاجي استجابة لمضامين بيان صادر عن ست نقابات وعدد من الجمعيات الوطنية لهيئة الإدارة التربوية، حيث أعلن فيه الغاضبون عن "عدم اكتفائهم بوقفة احتجاجية واحدة، بل سيتعدونها إلى خوض اعتصام للمسؤولين النقابيين والجمعويين الإقليميين داخل المديرية الإقليمية سيُحدد تاريخه لاحقا، وخوض إضراب إنذاري في القادم من الأيام".
وعن أسباب الاحتجاج، أشار البيان إلى "الارتباك والارتجال غير المسبوق للدخول المدرسي بإقليم خريبكة، نظرا للمشاكل التي تعيشها المدرسة العمومية والأحداث التي عرفها الإقليم نهاية الموسم الدراسي السابق من إعفاء ماكر لمدير ثانوية الإمام مالك الإعدادية من طرف المدير الإقليمي للوزارة بخريبكة، والهجوم الممنهج للدولة على المدرسة العمومية".
وطالب الموقعون على البيان بـ"سحب القانون الذي يستهدف ضرب مجانية التعليم"، محتجين في الوقت ذاته على "الخصاص المهول لهيئة الإدارة التربوية والحراس العامين والنظار ورؤساء الأشغال والملحقين التربويين في مجموعة من المؤسسات التعليمية، وخاصة ثانوية ابن ياسين والإمام مالك بخريبكة، وإعدادية الحسن الثاني وابن طفيل بوادي زم، وطارق بن زياد وأبي بكر ببولنوار"..
وطالبت النقابات والجمعيات في البيان ذاته بـ"الإدماج الفوري للأستاذات والأساتذة المفروض عليهم التعاقد في سلك الوظيفة العمومية"، مدينة في هذا الصدد "سلوكات المديرية الإقليمية بخريبكة في التكليفات المشبوهة وضرب الاستقرار النفسي والاجتماعي لهذه الفئة"، مطالبة بـ"فتح تحقيق شفاف لكل التجاوزات"، ومعلنة تشبّثها بالحركة الانتقالية المحلية، "من أجل إنصاف المتضررين من نساء ورجال التعليم بالإقليم".
وقال محمد مستولي، رئيس فرع إقليم خريبكة للجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الثانويات العمومية بالمغرب، إن "إجماع النقابات الست الأكثر تمثيلية وثلاث جمعيات وطنية على الاحتجاج جاء نتيجة للأوضاع التي يعيشها قطاع التعليم في الإقليم، خاصة ما يرتبط بالقرار الجائر في حق مدير ثانوية إعدادية، والخصاص في الموارد البشرية على مستوى أطر الإدارة، والحركة الانتقالية للإداريين التي لم يعلن فيها عن المناصب الشاغرة".
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "احتجاج اليوم يأتي تماشيا مع احتجاجات الشغيلة التعليمية بكاملها، بسبب الدخول المدرسي المرتجل، وباقي القرارات التي تمس المدرسة المغربية عموما"، مشيرا إلى أن ست نقابات وثلاث جمعيات "يمكنها وقف العمل التعليمي بالإقليم؛ لكنها ارتأت تنظيم شكل احتجاجي على شكل رسالة إلى مختلف المسؤولين في القطاع".
وفي المقابل، أوضح المدير الإقليمي للوزارة بخريبكة أن "الكل تابع الواقعة التي شهدتها ثانوية الإمام مالك الإعدادية بين أستاذ وتلميذة، وهو حدث مضرّ بصورة المدرسة المغربية والوطن بضفة عامة، ونظرا لقيام لجنة مركزية للمفتشية العامة بتفتيش بالمؤسسة المذكورة، تمّ تسجيل عدة نقط مرتبطة بالإخلال في التعامل مع الواقعة بالجدية اللازمة وعدم احترام المساطر الإدارية القانونية، وإضافة إلى اختلالات أخرى مرتبطة بالسير العادي للمؤسسة، وبالتالي تم إعفاء المدير في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة".
وعن باقي النقط المشار إليها في البيان، قال المسؤول ذاته إن "الخصاص في أطر الإدارة مشكل وطني، والمصالح الإقليمية للوزارة عملت على تدبير الملف في ظروف عادية، بناء على الموارد البشرية المتوفرة، من خلال تكليف أساتذة المواد غير المعممة وبعض الأطر الإدارية الأخرى لسدّ ذلك الخصاص إلى نهاية السنة"، مضيفا أن "الحركة الانتقالية الوطنية تمت بشكل عادي، وجرى الإعلان عن المناصب الشاغرة، لكن بالنظر إلى الخصاص في الموارد البشرية العاملة في هذا الإطار فإنه من الطبيعي أن تبقى بعض المناصب".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر