وسط ساحة تاريخية بمدينة أوترانتو الإيطالية نصبت ثلاث خيام صحراوية ضمت وسطها صورا وكتبا تبرز الأوراش والمشاريع التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة، وأخرى مبرزة لتاريخ المنطقة.
المبادرة التي تقف وراءها سفارة المملكة المغربية بإيطاليا، بتعاون مع وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، جاءت على هامش المهرجان الدولي لصحافيي المتوسط، المنظم من طرف "Giornalisti del Mediterraneo"، والذي بلغ دورته العاشرة، واختار المغرب ضيف شرف السنة الحالية.
وحضر الافتتاح الرسمي للخيام الصحراوية حسن أبو أيوب، سفير المملكة المغربية بروما، وPierre Paulo Carddi ، عمدة المدينة السياحية، زيادة على عدد من الصحافيين الإيطاليين والأكاديميين، وسفراء عدد من الدول العربية والأوروبية، وشخصيات أخرى.
الدبلوماسي المغربي اعتبر في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن المبادرة أتت في الوقت المناسب، وأضاف: "رغم أن الحوار كان متواصلا مع الإعلام الإيطالي، الذي تغير خلال السنوات الأخيرة في طريقة معالجته لقضايا المغرب والمنطقة المغاربية وإفريقيا، إلا أنه كان لزاما أن نتحاور معهم في عمق دارهم وبثقافتنا".
وشدد حسن أبو أيوب على أن الخيام المنصوبة في أهم ساحة بالمدينة الساحلية هي "لمحة تاريخية وحضارية"، وزاد: "نريد من خلالها تبيان التعدد الثقافي والهوياتي للمغرب، ونبين ما نشاركه مع هذا البلد الأوروبي والمتوسطي، ولنبرز الجانب الحساس جدا للأزمة التي تمر منها شعوب ودول البحر الأبيض المتوسط، وضرورة إعادة النظر في مشروع الاندماج وفي مشروع تهدئة الأجواء وإعادة السلم في هذه المنطقة".
واسترسل المتحدث ذاته: "من الضروري أن نفتح نقاشا جديدا مبنيا على مبادئ جديدة لمعالجة أمور تعدد الكيانات المتوسطية. نحن أمام تحديات لا يمكن أن نواجهها لوحدنا، لكن جماعة يمكن أن نخرج بحلول ناجعة وأن نضع القطار المتوسطي على سكته الصحيحة".
وأكد السفير أنه من خلال المبادرة تمت معالجة موضوع القضية الوطنية الأولى بعيدا عن الألغاز والرموز، مردفا: "استعنا بالصور والصوت والبشر، وأبرزنا أنه لا داعي لأطروحات واهية عن القضية الوطنية، إذ إن الداخل إلى الخيمات سيعرف أن الموضوع مفتعل، وأن الادعاءات المروجة لا أساس لها".
واعتبر أبو أيوب أن نشاطا مشابها كان من المستحيل القيام به في إيطاليا قبل عشر سنوات، وزاد موضحا: "بفضل مجهودات الملك محمد السادس وتبصره في الدبلوماسية المتجددة والقوية، وبفضل ما قمنا به من عمل طيلة سنوات، تمكنا من تغيير النظرة والتأسيس لتعاون مشترك مبني على الثقة والتطلع لما فيه صالح الشعبين".
Pierre Paulo Carddi، عمدة المدينة المستقبلة للتظاهرة، قال في تصريح لجريدة هسبريس: "إننا سعداء باستضافة هذه المبادرة التي تم التنسيق من أجل إخراجها مع سفير المملكة المغربية بروما منذ مدة"، مشددا على أنها فرصة للتعرف على ثقافة مغربية، وفرصة لإبراز الوجه الحقيقي للمغرب.
وزاد العمدة: "هدفنا الأساسي ليس هذا الحدث فقط، بل التأسيس لتنسيق مشترك في المجال الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي أيضا. نرغب في العمل بشكل متواصل مع المملكة المغربية".
ونوه المسؤول بالمدينة الشاطئية بأن أوترانتو تقع في وسط حوض البحر الأبيض المتوسط، مستطردا: "نحن مدينة جامعة للثقافات، وجامعة لمختلف حضارات المتوسطي، ونريد أن نواصل في هذا العمل الثقافي بالأساس"، وأضاف: "نحن مدينة متوسطية أكثر من كوننا مدينة أوربية، وما يجمعنا بالمتوسطي أكثر مما يجمعنا بشمال أوروبا".
وأعلن عمدة أوترانتو أنه تلقى دعوة من سفير المملكة المغربية لزيارة مدينة الداخلة والمشاركة في منتدى كارنس مونتانا، معبرا عن سعادته بذلك، ومعتبرا أنها فرصة للتعرف على الثقافة المغربية والصحراوية، والبحث عن سبل التعاون المثمر، مؤكدا أن المجهود الذي بذله سفير المغرب سيساهم بقوة في تعزيز العلاقات بين البلدين.
وقدمت للزوار الإيطاليين والسياح من دول أخرى لوحات فنية من الفلكلور الغنائي الصحراوي، كما قدمت لهم كؤوس شاي على الطريقة التقليدية للأقاليم الجنوبية للمملكة.
وتتواصل أيام المهرجان الدولي لصحافيي المتوسطي بعقد لقاءات وورشات سيؤطرها الدبلوماسي حسن أبو أيوب، والصحافي المغربي بإيطاليا زهير الواسيني، وصحافيون قادمون من الداخلة والعيون.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر