متخصصون يناقشون ضرورة تمييز المسلمين بين السياسة والدين
آخر تحديث GMT 19:48:11
المغرب اليوم -

متخصصون يناقشون ضرورة تمييز المسلمين بين السياسة والدين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - متخصصون يناقشون ضرورة تمييز المسلمين بين السياسة والدين

دار الحديث الحسنية
الرباط ـ المغرب اليوم

قال أحمد الصادقي، أستاذ الفلسفة بدار الحديث الحسنية، إن الدين في التجربة الإسلامية لم يكن في أصله ونصه مشرعا للدولة، وأضاف في ندوة نظمت بمؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، اليوم السبت، أن العلاقة بين الديني والسياسي تمتد في تاريخ الاجتماع الإسلامي ولازمت تاريخ العرب والمسلمين منذ أن قامت دولة تاريخية.

ووضّح الصادقي في قراءة لكتاب "الدولة والدين في الاجتماع العربي الإسلامي"، لكاتبه عبد الإله بلقزيز، المفكر المغربي، أن السبب في نمو العنف هو "امتزاج السلطانية والكولونيالية في نشأة الدولة الوطنية، ما تسبب في تشويهها وبالتالي إضعافها، وامتزاجُ الديني بالدُّنيوي في العقليات"؛ وهو ما أدى إلى كون "الدين لم يعد يطلب لنفسه بل لمصلحة فريق معين، وتحوله من دين أمة إلى دين طائفة"؛ إضافة إلى التركيز على "الجهاد الذي يضعف السياسة لأنها تصبح ركام إدانات يتبادلها المتخاصمون بينهم، بينما السياسة حرب بوسائل غير حربية وغير دموية من أجل تفادي سفك الدماء، ورَدع من لا يريد سلمية الاجتماع".

ويُقسّم بلقزيز حسب الصادقي أنماط الدولة إلى ثلاثة؛ "أولها الدولة المتماهية مع الدين أو الدولة الثيوقراطية، وثانيها الدولة التي تقيم شرعيتها على الدين، والثالثة هي الدولة المحايدة مع الدين أو العَلمانية؛ وهي دولة لا تستغل الدين ولا تتماهى معه ولا تكون عدوة له، بدلا عن العَلْمَانوية التي يريد البعض أن يجعل فيها العلمانية عدوة للدين".

ووصف المتحدث الحركات الإسلامية بكونها "حركات حزبية ومذهبية لا تقيم إلا فهما أحاديا للدين والدولة؛ وترى أن خارجه لا يوجد إلا رجس للعلمانية التي لا تقيم عداء للدين بل للتمذهب الذي يخنق السياسة"، ثم أجمل قائلا: "من ينادي بالدولة الإسلامية مخالف للصواب تماما لأن مثل هذه الدولة لن تُنْتج إلا العنف".

كما يرى عبد الإله بلقزيز حسب مداخلة الصادقي أن "لكل حركة سياسية الحق في استلهام الدين، لكن دون أن تتحدث باسمه، وهو ما يضفي عليها طابع النسبية"، مشدّدا على أن المدنية لا تكون إلا باستقلال مجال العقائد عن مجال المصالح، وضرورة احترام النظام الديمقراطي.

وذكر عبد السلام الطويل، رئيس تحرير مجلة الإحياء، بدوره أن الرأسمال الديني المشترك لا يمكن لأحد الهيمنة عليه، محذّرا في هذا السياق من النتائج الوخيمة للخلط بين الإسلام والسياسة، لأن هذا سيتسبب في النيل من الإسلام نفسه المكوّن لهذه الجماعات البشرية.

كما ذكّر الباحث المغربي بأن المشروع النبوي في المدينة تشكّل فيه الاجتماع السياسي على مفهوم الأمة لا الملة، لاعتباره المسيحيين واليهود وبعض القبائل التي لم تحدد إيمانها والمشركين أمة من دون الناس.

وبيّن المتدخل أن الرسول في تأسيسه لدولة المدينة لم يركن لسلطته الدينية، بل اعتمد "وثيقة دستورية تقر بالتعددية الدينية والقبلية؛ وهو ما تجاهلته أدبيات الحركة الإسلامية ولم تنتبه إليه إلا في وقت قريب، ولكن ليس بالعمق الكافي".

واستشهد الباحث يونس رزين، من جهته، بتقسيم بلقزيز لأنواع الدول؛ وتفريقه بين الدولة الدينية التي يكون فيها تماه مطلق وزواجٌ مقدس بين الدولة والدين؛ مثل الذي قاده قسطنطين بهدف ضبط الدين، والدولة المُتَأَدْيِنَة التي تبرر في لحظات معينة الفعل السياسي باسم الدين، والدولة التي يريدها بلقزيز، وهي الدولة العلمانية اللادينية أو المحايدة تُجاه الدين، والتي لا يجب أن تحدُثَ بفصل قيصري بين السياسي والديني لأن هذا سيؤدي إلى ظهور أحزاب تتكلم باسم الدين كما في النموذج الأتاتوركي.

وأضاف رزين أن بلقزيز يرى أن "الخطابات الإحيائية الإسلامية قطعت مع الإصلاحية الإسلامية التي تعيد إحياء الفترة النبوية"، موضحا أن هذا يتبين في "رغبة الإصلاحيين في الاستفادة من الآخر، بينما لم يعترف الإسلام الحزبي بهذا الآخر، وفي فقه السياسة الشرعية التي صُنفت فيها الاجتهادات في الدولة والسياسة في مناخ الفقه، ثم أصبحت الدولة والمجتمع من أمور الإيمانيات وأخضعت لذهنياتهم".

واسترسل الباحث بأن الإسلام السياسي "حركة معكوسة لما يجب أن يكون عليه التقدم؛ وتبحث عن التقدم في الماضي لاعتباره أعلى ما وصل إليه الجميع"، وزاد: "الإسلام السياسي لا يعترف بالتاريخ، بل ينسفه للعودة إلى الفترة النبوية؛ ولا معنى بالنسبة له للزمن والتاريخ"، مؤكدا على ضرورة الإصلاح الديني، من منظور بلقزيز، الذي يقوم على استلهام الدين دون فرضه، واستقلال العقائد عن مجال المصالح، واحترام الديمقراطية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متخصصون يناقشون ضرورة تمييز المسلمين بين السياسة والدين متخصصون يناقشون ضرورة تمييز المسلمين بين السياسة والدين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
المغرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 18:33 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

نقاش فلاحي يجمع المغرب وإسبانيا

GMT 06:29 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منفذة هجوم كاليفورنيا تعلمت في مدرسة دينية باكستانية

GMT 21:33 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة السوداء خيار كلاسيكي للرجل الأنيق

GMT 00:08 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

تعرفي على حيل لزيادة مساحة "الغرف الضيقة"

GMT 08:16 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز المعالم السياحية في مدينة صوفيا البلغارية

GMT 09:01 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على Sorento الجديدة كليا من كيا

GMT 09:51 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بيع حجر "أحجية القمر" في مزاد علني بنصف مليون دولار

GMT 07:14 2015 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الاعتداء على امرأة محجبة في محطة لمترو الأنفاق في فرنسا

GMT 19:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

شريف عامر يستضيف عمرو موسى في برنامج "يحدث في مصر" الثلاثاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib