الرباط ـ المغرب اليوم
لم يُمهِلِ القدَرُ شارل أزنافور فرصة تحقيق أمنيته الاحتفال بعيد ميلاده المائة على المسرح؛ فـ"ما كل ما يتمنى المرء يدركه"، حتى ولو كان راكب السفينةِ صاحبَ الرائعة ذائعة الصيت "La Bohème" أو "البوهيمية".
أزنافور، أهم مغن للمنوعات في القرن العشرين حسب مجلة "Time"، حطّ رِحَالَهُ بدنيا الناس هاته قبل 94 سنة بباريس، وأسْلَمَ نفسه لِنَوم أبدي الإثنين فاتح أكتوبر.
وقد أطْرَبَت أنغامُ هذا الفنّان مسامعَ العالم طيلة ستّين سنة، وبلغ صداها العالمَ العربيَّ والمغاربي. وهذه بضع من المحطات التي التقت فيها خُطى شارل أزنافور بتراب المنطقة وأُناسِها:
أزنافور بالمغرب
أوّل جولة فنية لشارل أزنافور بالمغرب كانت بمدينة الدار البيضاء سنة 1954. وحسب التعريف الذي يقدمه موقع تطبيق "آي تيونز" الموسيقي، ذائع الصيت؛ فإن انطلاقة أزنافور على المستوى العالمي كانت بعد هذا الحفل الفني الذي كان للجمهور ردَّة فعل إيجابية تُجاهه، وهو ما جعله مُتصدّرا، فأصبح من السهل عليه بالتالي أن يجد ارتباطات أفضل بفرنسا.
استراحة بمراكش
سبق لشارل أزنافور أن قطن بمراكش بملكيّة اقتناها سنة 2003. وصرّح المغني الفرنسي في هذه الفترة بأن "المغرب بلدٌ طيّب يعيش فيه المغاربة الوَدُودُون جدا، والمثقفون، الذين يريدون تلبية رغبات الناس".
واستدرك معربا عن أمله في "ألا يكسر السياح الذي يتوافدون على المملكة هذا النوع من التفاهم باعتقادهم أنهم في بلد مهزوز، لأن لديهم المال".
أزنافور يغني بـ"القبايلية"
غنّى المغني الباريسي من أصل أرميني للحب بلغات متعدّدة، من بينها الفرنسية، والأرمِينية، والإنجليزية، والروسية، والإسبانية، والإيطالية؛ وأدّى سنة 2017 أغنية "البوهيميا" (La Bohème) بكل من اللغتين القبائلية والفرنسية. وعرفت هذه النسخة المُعدّلة من الرائعة العالمية انتشارا واسعا بالعالم المغاربي.
"البوهيميا" تفتتح موازين
توشّح شارل أزنافور بالعلم المغربي في افتتاح الدورة 16 من مهرجان موازين، وصرّح بأنه عندما تلقى دعوةً للغناء بالمغرب لم يفكر ولم يتردّد بل قال: "نعم".
وأضاف المغني الفرنسي الراحل في التصريح نفسه أنه عندما عَلِم أنه سيُحْيي الحفل بالعاصمة الرباط قال إن هذا أفضل؛ "لأنها مدينة أود أن أتعرف عليها أكثر؛ لأنني في الغالب أزور الدار البيضاء، ومراكش، وفاس".
أزنافور والأميرة سلمى
ظهر المغني الفرنسي سنة 2017 إلى جانب الأميرة سلمى بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، في جولة فنية من أجل التعرّف على لوحات بابلو بيكاسو، الرسام والنحات الإسباني، التي كانت معروضة بالمغرب.
أزنافور وفيروز!
عبّر شارل أزنافور في السنوات السابقة عن عزمه الغناءَ مع فيروز، صوتِ لبنانَ الملائكيّ، وجدّد عزمه هذا في مؤتمر صِحافي سبق إحياءَهُ حفلا بالعاصمة اللبنانية بيروت السنة الماضية 2017.
وأراد أزنافور أن يغني هذه الأغنية الثنائية باللغة العربية؛ ولو اضْطرَّه هذا إلى تعلُّم هذه اللغة، وهو ما لم يتحقّق في السنوات الماضية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر