لندن ـ وكالات
تستضيف قاعة موازييك للمعارض الفنية في لندن أول معرض منفرد في بريطانيا لأعمال الفنانة المصرية نرمين همام التي تقيم في القاهرة وتحاول بصورها تقديم قراءة جديدة للإنتفاضة المصرية.
تحصل الفنانة نرمين على الصور الفوتوغرافية والصور الثابتة من مقاطع فيديو من وكالات الأنباء والإنترنت عن أحداث الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك وتضعها على خلفيات غريبة مختلفة في محاولة لتحفيز المتفرج على إعادة التفكير فيما يراه وأن يولي اهتماما أكبر بتفاصيل لم يلحظها سابقًا.
في مجموعة من الصور أخفت نرمين همام مشاهد عنف الشرطة بمناظر طبيعية من اليابان وفي مجموعة ثانية وضعت صور أفراد قوات الأمن على خلفية مناظر للطبيعة البكر في مناطق استوائية.
وذكر عمر القطان عضو مجلس أمناء قاعة موزاييك في لندن، أن أعمال نرمين همام تنقل أمورًا جديدة لم تر من قبل إلى المتفرج الغربي.
وقال القطان الذي يتولى أيضًا تنظيم برنامج معرض نرمين همام في قاعة موزاييك: "هذا هو أول معرض في بريطانيا لنرمين همام بمفردها نحن فخورون بعرض هذه الأعمال هنا، وهذا أمر مهم أيضًا في اعتقادي، لأن المتفرجين في لندن وفي الغرب بصفة عامة، غمروا بأخبار ومعلومات عن أحداث العالم العربي في العامين الماضيين، مهم جدًا لأي مؤسسة ثقافية أو أي أمين للمعارض أو لكل من ينظم نشاطًا ثقافيًا أن يحاول مساعدة الناس على التفكير في تلك الأحداث بطريقة مختلفة، حتى يفهموها بقدر أكبر من العمق وليحاولوا أيضًا أن يروا ما يفعله الفنانون والكتاب والشعراء الموجودون هناك يراقبون وكيف يفكرون وكيف يرون ذلك العالم".
وذكرت نرمين همام أنها تسعى من خلال أعمالها إلى دفع المتفرج إلى التفكير والتساؤل عما إذا كان العالم يحتاج فعلاً إلى الحروب والقتل والجيوش.
وقالت الفنانة خلال مقابلة في منزلها في القاهرة: "أنا ما بقيتش أشوف. يعني أنا طول النهار التلفزيون شغال، مش شايفة، فيه صور عنف فظيعة برضه ما ينفعش أشوف لأن طول النهار موجودة، لما بأسافر برة (الخارج) بتخش محطة القطر، فيه تلفزيون عمال تتفرج على العنف دا.. بتقعد في مقهى فيه تلفزيون.. بتنزل في أي مقهى هنا في الشارع فيه تلفزيون.. بطلت أشوفه.. فقلت طيب.. أنا ح أجيب صور العنف دي وأطبعها صغير قوي عشان أخلي المشاهد يقرب ويضطر أن هو يبص. لأن هو مش عارف هو بيبص على إيه. هو بيبص على حاجة شكلها حلو وبعدين لما بيخش قريب قوي بيقول إيه دا.. إيه العنف الفظيع دا. فأنا أي طريقة أن احنا نبص على العنف اللي بيحصل لأن احنا بطلنا نشوف."
درست نرمين همام 45 عامًا في نيويورك وعملت أيضًا بنجاح في مجال السينما وذكرت أن أعمالها تلاقي في العادة قبولاً أكثر من النساء.
وقالت "يمكن ساعات الرجالة ما بتحبش الصور أكثر من الستات. يعني بتشوف الصور.. ليه انتي مش حاطة الرجل بعضلات وقوي وكل الكلام دا.. لأن دي طبعا حاجة.. الشغل دا برضه مستوحى من الأفيشيات بتاعة روسيا.. بحيث أن هم دائما لازم يوروا القوة مع العضلات مع الثورة والحاجات دي.. بس الحاجات دي مش حقيقي.. فلاحظت أن كثير قوي من الرجالة بيتضايقوا.. ليه مش شكلهم قوي.. ليه مش شكلهم.. ماسك البندقية بطريقة.. وعضلات.. وكل الكلام دا.. عشان احنا بني آدمين ودول صغيرين".
وتتهم جماعات حقوق الإنسان الرئيس المصري محمد مرسي بالسعي إلى تضييق الخناق على المنتقدين وقمع وسائل الإعلام.
ووصفت نرمين همام نفسها بأنها مصورة للواقع وذكرت أنها لا تخاف ممن يوجهون إليها الانتقادات.
ومع التغيرات الكبيرة التي ما زالت تجري في مختلف أنحاء الشرق الأوسط تدعو الفنانة نرمين همام المشاهد إلى النظر إلى الصورة من مسافة أكبر والتدقيق في تفاصيلها.
وتقول نرمين إنها تريد من المتفرج ألا ينظر إلى الجنود على سبيل المثال كجزء من جيش، بل كأفراد على وجوههم تعبيرات غريبة تدعو إلى التفكير.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر