تعرف على رد نبيه بري للسفير البريطاني بشأن حزب الله
آخر تحديث GMT 15:56:01
المغرب اليوم -

تعرف على رد نبيه بري للسفير البريطاني بشأن "حزب الله"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تعرف على رد نبيه بري للسفير البريطاني بشأن

السفير البريطاني
بيروت - المغرب اليوم

بحث كثير في الداخل عن خلفيات الخطوة البريطانية بحظر «حزب الله» ووضعه بجناحيه السياسي والعسكري، على لائحة الإرهاب، وعمّا أوجب اتّخاذ هذه الخطوة في هذا التوقيت بالذات.

كثيرون رصدوا ردّ فعل «حزب الله» حيال هذه الخطوة، لكنّ الحزب، وكما هو واضح آثر الصمت، فخطوةٌ كهذه، كما يقولون في الحزب، ليست مفاجِئة له، بل هي متوقعة في أيّ وقت، بالنظر إلى تماهي الموقف البريطاني الدائم مع السياسة الأميركية، وكذلك مع موقف أعداء الحزب بدءاً بإسرائيل وصولاً إلى دول أخرى في الشرق والغرب.

وفي كل الأحوال يضيف هؤلاء، لن يكون لهذه الخطوة أيُّ تأثير على الحزب، شأنها شأن الموقف الأميركي والإسرائيلي وموقف بعض الدول العربية وغير العربية التي تصنّف الحزب إرهابياً، فجلّ ما فيها أنّ بريطانيا بهذه الخطوة تلتحق بمحورٍ، هي فيه أصلاً.

في التقييم السياسي والديبلوماسي للخطوة البريطانية، أنها ليست مفاجئة، وابنة لحظتها، بل هي خطوة يجري إنضاجها أشهر في بريطانيا، وتحديداً من قبل دوائر وزارتي الخارجية والداخلية البريطانيتين، وبالتالي كانت متوقعة قبل الآن، وهي في الواقع تنطوي على عنصر مفاجأة يكمن في التحوّل في الموقف البريطاني، وخصوصاً أنّ بريطانيا تاريخياً، كانت تعتمد سياسة مغايرة عمّا تنحى اليهم اليوم، إذ إنها كانت حريصة على أن تقدّم انطباعاً على أنها قادرة على التواصل مع الجميع، بحيث تُبقي الشعرة قائمة مع جميع الجهات ولا تكسر نهائياً وتقفل كل الأبواب، على غرار الأميركيين، بمعنى أنها كانت تُمسك العصا من وسطها في تعاطيها مع الجميع وتترك باباً للتواصل والكلام المباشر.

ومن هنا، بريطانيا هي التي اخترعت ما يُسمّى بالجناحَين السياسي والعسكري لـ«حزب الله»، فمن جهة حظّرت الجناح العسكري، وأرضت بذلك إسرائيل وحلفاءَها، وأما الجناح السياسي فلم تقاربه بل تركت قنواتِ التواصل قائمة معه، وثمّة في السنوات الماضية العديد من المحطات الحوارية بين بريطانيا و«حزب الله».

وبحسب هذا التقييم، فإنّ الخطوة البريطانية من شـأنها أن تُفقد بريطانيا قدرة التواصل التي تمتعت بها في السنوات الماضية، وبالتالي من الصعب الحديث عن ربح بريطاني من خلف هذه الخطوة. لا على مستوى الخارج، ولا على مستوى الداخل البريطاني.

ففي ظاهرها تبدو متماهية مع الموقف الأميركي ضد «حزب الله»، وهذا ليس بالأمر الجديد، لكنها في جوهرها تبدو منطلقة من بُعد داخلي بريطاني أكثر ممّا هي هجوم على «حزب الله»، إذ تشكل هذه الخطوة «نطفة» توتر سياسي داخل بريطانيا بين المحافظين وحزب العمال.

وهو ما كشفت عنه صحيفة «التايمز» اللندنية، المعروفة برصانتها، التي قالت صراحة، بعد إعلان وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد «أنّ القصد من القرار البريطاني هو تسليط الضوء على تعاطف رئيس حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين مع الجماعات المعادية لإسرائيل»، والذي، أي كوربين، سبق له أن وصف «حزب الله» في العام 2015 بالصديق.

علماً أنّ حزب العمال رفض خطوة الحكومة البريطانية وطالب وزير الداخلية البريطاني بتقديم الأدلّة التي تبرّر قرارَه توسيع حظر «حزب الله» ليشمل جناحه السياسي، وتصنيفه كمنظمة إرهابية».

وقال المتحدث باسم الحزب إنه «لم يتمّ بعد تقديم أدلّة كافية لتبرير قرار جاويد بفرض عقوبات على الجناح السياسي للمنظمة، فيجب على وزارة الداخلية أن تُثبت أنّ هذا القرار اتُّخذ بشكل موضوعي وغير متحيّز، وأنه واضح وجديد».

على أنّ التقييم السياسي والديبلوماسي للخطوة البريطانية، يدرجها أيضاً في سياق استثماري تسعى اليهم الحكومة البريطانية، إذ إنّ هذه الخطوة تتزامن مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهذا الخروج سيرتّب على بريطانيا تحديات وأعباء، لذلك هي من خلال هذه الخطوة تخاطب الولايات المتحدة الأميركية أولا، وكذلك بعض الدول التي تمتلك إمكانية أن تساعد بريطانيا على أن تعوّض الأضرار أو الخسارات التي ستُمنى بها جراء خروجها من الاتحاد الأوروبي، بمعنى أنها تريد أن تعوّض في السياسة ما قد تخسره في الاقتصاد جراء هذا الخروج.

واللافت للانتباه في موازاة هذا التقييم، ما يتمّ تداولُه من كلام منسوب إلى مستويات سياسية رفيعة المستوى في لبنان، يشير إلى أنّ مسؤولين لبنانيين، وعلى رغم النبرة الحادة لقرار حظر «حزب الله»، تبلّغوا من جهات بريطانية بأنّ بريطانيا ستُصدر قرارَ الحظر، لكن هذا لا يمنع لاحقاً من أن تُبقي بريطانيا على قناة تواصل مع «حزب الله».

واللافت للانتباه اكثر، هو أنّ لبنان كان في جوّ القرار بداية الأسبوع الجاري، وقبل إعلانه من قبل وزير الداخلية البريطاني، وتولّى السفير في بيروت كريس رامبلنغ إبلاغ المسؤولين اللبنانيين، وكانت له محطة مهمة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث حضر السفير إلى عين التينة الاثنين الماضي، وسلّم بري كتاباً خطياً رسمياً من الحكومة البريطانية، حول حظر الجناحين السياسي والعسكري لـ«حزب الله» وتصنيفه منظمة إرهابية.

خلال التسليم، توجّه السفير البريطاني إلى بري قائلاً: إنّ بريطانيا، قررت هذا الأمر، وسيصادق عليه مجلس العموم البريطاني قريباً. ولن يكون لهذا القرار تأثير على علاقة بريطانيا مع الدولة اللبنانية، ولا على العلاقة مع الحكومة والوزارات اللبنانية، هو إجراء محصور بـ«حزب الله».

ردّ بري: أفهم من كلامك، سعادة السفير، أنك تبلغني مسبقاً بقرار، يُفترض أن يصادق عليه مجلس العموم، وهذا المجلس حتى الآن لم يصادق عليه بعد؟

بدت على السفير البريطاني علاماتُ استفسار، إلّا أنّ بري أكمل قائلاً: أريد أن أستوضح أمراً وأطرح سؤالاً، لنفرض أنّ هذا الموضوع تمّ عرضُه على مجلس العموم البريطاني، ولم يصوّت عليه على نحو ما تريده الحكومة البريطانية، فهل معنى ذلك أنكم ستعودون إلى الوضع السابق، بمعنى أن تفرّقوا بين ما تعتبرونه الجناحَ العسكري لـ«حزب الله» والجناحَ السياسي؟

السفير البريطاني: نعم

فقال بري: في الحقيقة الأمر يدعو إلى العجب، فكيف تبادرون إلى إبلاغ قرار عن مجلس العموم البريطاني، فيما هذا المجلس لم يصوّت عليه بعد، وكيف تتكلمون كحكومة بريطانية نيابة عن مجلس العموم قبل أن يصوّت عليه برفضه أو قبوله، ألا يعني ما تقومون به أنكم تستبقون قرار مجلس العموم؟

السفير البريطاني: من حيث الشكل، معك حق، ولكنّ إقرارَه مضمون في مجلس العموم!

فأكمل بري: نحن في لبنان، لا تستطيع الحكومة اللبنانية أن تتجاوز مجلس النواب بشكل قاطع، وأيّ مشروع قانون أو اقتراح قانون وحتى ولو كان إقراره مضموناً ومعروفاً مسبقاً، لا تستطيع الحكومة أن تسوّق على أنه صار نافذاً وتتصرف بموجبه قبل أن يصوّت عليه مجلس النواب، ولو أقدمت الحكومة قبل تصديقه على اتّخاذ خطوات سابقة لإقراره، فأنا شخصياً كرئيسٍ لمجلس النواب، أخربُ الدنيا.

لم يعقّب السفير البريطاني، فيما أكمل بري: سعادة السفير، هذا الكتاب الذي تبلّغني إياه، مردود من حيث الشكل، وفي أيّ حال، أنا لا أعتبر أنه وصلني الآن، بل أعتبر أنه يصلني فعلاً عندما يصادق عليه مجلس العموم عندكم.

السفير البريطاني: هذه خطوة كما قلت، لا تؤثر على لبنان.

بري: طالما الأمر كذلك لماذا تبلغوننا بها؟

خلاصة تقييم بري لهذه الخطوة، أنهم لا يبلغوننا كلبنان، بل هم يبلغون الأميركيين

قد يهمك أيضَا :

سياسيو لبنان يأملون تجنب الحديث عن قرار بريطانيا بشأن "حزب الله"

السفير البريطاني يزور فرع الشؤون الإسلامية في القصيم

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على رد نبيه بري للسفير البريطاني بشأن حزب الله تعرف على رد نبيه بري للسفير البريطاني بشأن حزب الله



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ملفات ساخنة على طاولة لجنة بطاقة الصحافة المهنية في المغرب
المغرب اليوم - ملفات ساخنة على طاولة لجنة بطاقة الصحافة المهنية في المغرب

GMT 11:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
المغرب اليوم - ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
المغرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 06:41 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 06:21 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 20:32 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ختام المهرجان

GMT 07:32 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

GMT 14:51 2023 الثلاثاء ,28 آذار/ مارس

هيفاء وهبي بإطلالة رمضانية أنيقة وراقية

GMT 20:12 2022 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تويتر تبحث أزمة توثيق الحسابات

GMT 03:18 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

أهم توقعات العرافة البلغارية الراحلة بابا فانغا لعام 2019

GMT 04:10 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشفي أروع الفنادق الأنيقة والمميزة في ميلانو
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib