بورقية تؤكد أن التاريخ الهادئ بين إفريقيا والصين يوحد مصير الإنسانية
آخر تحديث GMT 12:25:42
المغرب اليوم -

بورقية تؤكد أن التاريخ الهادئ بين إفريقيا والصين يوحد "مصير الإنسانية"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بورقية تؤكد أن التاريخ الهادئ بين إفريقيا والصين يوحد

رحمة بورقية، عضو أكاديمية المملكة المغربية
الرباط - المغرب اليوم

قالت رحمة بورقية، عضو أكاديمية المملكة المغربية، إنّ التاريخ الذي يربط الصّين بإفريقيا تاريخ هادئ؛ لأن الواقع الإفريقي لم يشهد احتكاكا حادّا بهذا البلد، وهو ما رأت فيه الأكاديمية المغربية نقطة للمصير المشترك، لأن تاريخ العلاقة بالصين لا يشكل عبئا ثقيلا على ذاكرة الشعوب، ولا يوقظ مشاعر الكراهية، والدعوة للنسيان، مما يسهل "مشروع وحدة المصير".

واستشهدت بورقية، الاثنين، في محاضرتِها الافتتاحية للدّورة السادسة والأربعين لأكاديمية المملكة المغربية، المعنونة بـ"الصّين أفقا للتّفكير" بالعبارة التي استعملها الرئيس شي جين بينغ، قبل وصوله إلى رئاسة بلده، وهي "الحلم الصيني"، وأضافت أنّه بمجرد وصوله إلى الرئاسة عمل على أن يكون ما يحكم تعاون الصين مع الدول الأخرى، في إطار العولمة، هو "وحدة مصير الإنسانية"؛ لأن "مصير كل أمة مرتبط ارتباطا وطيدا بمصير الدول الأخرى"، وفق تعبير الرئيس الصّيني.

وزادت عضو أكاديمية المملكة قائلة إنّ احترام الصّين للشّعوب يرشِّحُها لتكون قوة أخلاقية، وأضافت أنّ "وحدة مصير الإنسانية" تضفي طابعا إنسانيا على العولمة، قبل أن تستدرك قائلة: "لكن نعلم أنّ في مجالات المواقع الجيوسياسية والسياسات والمصالح الاقتصادية، تتحطّم أحيانا المثل العليا، في عالم تتخلّله الصراعات السياسية والإثنية، والهوياتية، والبيئية، وكل ذلك يعيق وحدة مصير الإنسانية".

وترى بورقية أنّه على الرغم أن الملاحظين تفاجؤوا بصعود الصّين وإحداثها تقلّبا في الاقتصاد العالمي، فإنّ المؤرّخين يقولون إن الصين التي تبدو أنها تستيقظ اليوم لم تكن دائما نائمة، وزادت: إسهام الصين في العلم والمعرفة يقتضي إعادة كتابة تاريخ العالم والسّردِ الغربي الذي وضع الحضارات الشرقية في دائرة النسيان.

وأكّدت الأكاديمية المغربية، في محاضرتها الافتتاحية، أنّ الحضور الصيني يهدد دونَ شكّ العلاقة الأوروبية الإفريقية، وأضافت: هناك من يقرّ بأنّ الحضور الصيني أضحى عاملا بديلا للوجود الأوروبي في التنمية الافريقية، ويقوم على مقاربة مبتكِرَة وغير مسبوقة، أمام بعض التقديرات التي تقدّم الصين على أنّها "تنّين يلتهم العالَم"، قبل أن تذكر أنّ "المهم هو نهج سياسة اقتصادية واضحة، في مصلحة الشعوب".

واسترسلت بورقية منتقدة "أطروحة افريقيا الضحية"، لكونها "لا تنسجم مع وعي إفريقيا التنموي والفكري، بالاستناد على مفكرين ومثقفين ونخبة واعية، قادرة على تقييم علاقتها مع الدول الأخرى، وتحاور أطروحات الغرب اليوم، ومجتمع مدني ديناميكي يسمع صوتها في المحافل الدولية، وشباب يريد إسماع صوته في برامج التنمية"، وأشارت إلى ما يشاهَد من "تنام لتوجُّه إفريقي لتملُّكِ التفكير في قضايا التنمية".

واستحضرت المحاضِرَة "طموح القارة اليوم في تقديم نموذج بديل للتنمية والتعاون"، ورأت أنّ هذا الطّموح يعني أنّ إفريقيا يتعين عليها خلق نموذج تنموي جديد، وعلاقات تعاون تلائم العصر الجديد، بين الشعوب، لإضفاء طابع إنساني وعادل على العالَم، مضيفة أنّ التّقارب الصيني المغربي يتمّ في سياق جديد، تطالب فيه الشعوب قادتها بقيادة علاقات أكثر إنصافا، والاستفادة من المعارف العلمية والتقنية للشركاء، لا تصدير المواد الأولية فقط.

وفي عالم غيَّرَت فيه الصين وجه العولمة، وتقاسمت فيه القطبيةَ مع الولايات المتحدة الأمريكية، تقول بورقية إنّ على الصين تقديم نموذج تعاون جديد مع إفريقيا، وأن يسعى التّبادل بينهما إلى معرفة الآخر، ويندرج في إرادة المعرفة المتبادلة، لأن المعرفة مبدأ موحِّد؛ مما يعني أنّ على الصينيين والأفارقة التّعرّف على بعضهم البعض، والعمل على الترجمة، لأن "الاهتمام بالثقافات الأخرى هو السبيل لتقبل تعدد الثقافات الإنسانية، والنفاذ إلى الرموز الثقافية الضرورية لبناء التواصل مع الآخر".

وبعد خروج إفريقيا من "الليل الطويل" للفترة الاستعمارية التي عطّلت مسيرتها نحو التنمية، هي والصّراعات الاثنية الدّامية، والتي لم تعد علاقتها بالإنسان الإفريقي بالرّفاه عليه ولم تصن كرامته، تذكر رحمة بورقية أنّ الصّين السّاعيةَ إلى الموارد الطاقية الحيوية وإفريقيا التي تريد تعزيز بنياتها التحتية لهما فرصة إمكان العمل لـ"تحقيق مشروع وحدة المصير"، بنموذج بديل للتنمية، والتعاون الدولي، في عالم جديد.

 

قد يهمك ايضا
رحمة بورقية تؤكد أن التلاميذ ليسوا متساويين اجتماعيًا
رحمة بورقية تؤكد أن اللغة العربية لها دور إيجابي في الاندماج العائلي للمهاجرين

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بورقية تؤكد أن التاريخ الهادئ بين إفريقيا والصين يوحد مصير الإنسانية بورقية تؤكد أن التاريخ الهادئ بين إفريقيا والصين يوحد مصير الإنسانية



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:37 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد منطقة اليورو ينمو في الربع الثالث بـ 0.4%

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 10:53 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مصطفى خاطر ينشر صور من كواليس مسلسل "طلقة حظ"

GMT 22:15 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

"الأوريس" المفتاح السحري لأفخر العطور الرجالية في الشتاء

GMT 23:17 2023 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك الإفريقي يتعهد بدعم ضحايا زلزال الحوز

GMT 06:52 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

المغرب يسعى لاقتناء صواريخ "باتريوت" الأمريكية

GMT 11:18 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

باستوري ينوي الرحيل إلى إنترميلان الإيطالي

GMT 17:46 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة كيا سيراتو 2016 في المغرب

GMT 01:19 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الناقد العراقي رسول محمد رسول يعلن عن آخر اصداراته الأدبية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib