أكد فرانسوا تاجان، الرئيس المنتدب لدار “أركتوريال” الفرنسية المرموقة لبيع التحف الفنية بالمزاد، أن صاحب جلالة الملك محمد السادس تمكن من إعطاء دينامية حقيقية للفعل الثقافي والفني بالمغرب.
وأشاد تاجان عاليا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش المزاد العلني المقرر إقامته في 30 دجنبر الجاري بمراكش، بالموازاة مع باريس وبمبادرة من دار “أرتكوريال”، بهذه الدينامية التي أضفاها جلالة الملك على المتاحف والمؤسسات الثقافية والفنية، وكذا على الأماكن والمواقع التاريخية التي تم ترميمها وفتحها للعموم، مشيرا إلى أنها تشكل “دينامية حقيقية للموروث” الذي تعتزم المملكة المغربية تكريسه، وذلك من منطلق الفخر الذي تنهله من إبداعاتها المتواصلة على مدى قرون، وبفضل الخبرة الفنية لفنانيها وحرفييها.
وأوضح أن دينامية الموروث التي رعاها جلالة الملك استمرت في التطور منذ 2011 تحت إشراف المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمملكة.
وأضاف تاجان “لقد حفزنا ذلك على النهوض بالفن وسوقه التجارية، على اعتبار أن سوق الفن هي المكافأة على الموهبة الفنية والحرفية في أي بلد، ولهذا السبب أردنا المشاركة في حركة أرتكوريال الأكثر اتساعا”. وقال “تتمحور الفكرة حول تطوير نشاطنا”، مذكرا بأنه ومنذ سنة 2011، نظم أرتكوريال باريس عدة أنشطة بالمغرب، لاسيما بمدينة مراكش، “وذلك بغية عرض لوحات معينة أو إقامة معارض قبل الشروع في البيع بالعاصمة الفرنسية.
وأضاف “أدركنا تدريجيا، أن هناك انتظارات كبيرة، حيث يتزايد عدد هواة جمع التحف الفنية في المغرب. كما لمسنا تذوقا للفن المعاصر، لاسيما الفن المغربي المعاصر”.
وحسب تاجان “فمن الجوانب التي استأثرت باهتمامنا في هذه المقاربة هو أن العيش في المغرب يعني بالضرورة القرب من الإبداع المغربي المعاصر، والإبداع الإفريقي المعاصر في نطاقه الأوسع”.
في هذا السياق، أكد أن الفن الأفريقي المعاصر يعد حاليا مجالا مهما للنشاط الفني، حيث يتم تنظيم العديد من معارض الفن المعاصر حول هذا الموضوع في مختلف عواصم العالم، من قبيل نيويورك ولندن وباريس، مشيرا إلى أن القارة الأفريقية مليئة بفنانين موهوبين للغاية، بما في ذلك الفنانين المغاربة.
وتعتزم “أرتكوريال”، من خلال فرعها في المغرب، تطوير مبيعاتها من اللوحات الشرقية والفن الأفريقي المعاصر. كما تهدف إلى تنظيم مبيعات المجموعات التي تسلط الضوء على خبرة وغنى الفنون الزخرفية المغربية (الصياغة، والسيراميك، والأثاث، والمنسوجات، والمجوهرات أو الأعمال الفنية…).
وأبرز تاجان أن “هذا أحد الأسباب التي دفعتنا إلى الاستقرار في المغرب، إذ ننظم بيع القطع الأكثر كلاسيكية (مثل اللوحات الشرقية)، كما ننظم عملية لبيع الفنون الزخرفية في المغرب كي تحضى بالعلامة التجارية (صنع في المغرب)”، مما يظهر بجلاء أن للمغرب خبرة قديمة ومتوارثة وتراثا هائلا لا يقدر بثمن.
وقال في هذا الصدد، إن عمليتي البيع ستتمان في 30 دجنبر بفندق المامونية بمراكش تزامنا مع باريس، مما سيتيح للباريسيين المشاركة في المزاد، كما سيتيح للزوار المغاربة أن يشتروا مقتنياتهم بالدرهم.
وأكد أنه “كان من المهم للغاية بالنسبة إلينا أن نسمح للعديد من هواة جمع التحف الفنية المغاربة المشاركة في هذه المزادات دون إلزامهم بالشراء أو تسديد ثمن مشترياتهم بالأورو”. وأكد السيد تاجان أن دار “أرتكوريال” تعتزم كذلك المشاركة وتوحيد الطاقات من خلال هذه الحركة الفنية “الجماعية” والمتطورة للغاية في المغرب، وذلك عن طريق “أسبوع مراكش للفن”.
وتابع “نتوفر في السنة الثالثة على دليل صغير يضم عددا معينا من المعارض والمؤسسات والمتاحف التي لديها، في احتفال نهاية السنة، برنامج مثير للاهتمام. وبفضل هذا الدليل الصغير يتمكن الهواة وجامعوا التحف الفنية من التعرف على الكثير من الأشياء الجميلة التي يمكن رؤيتها واكتشافها في المجال الثقافي والفني”.
وخلص تاجان إلى أن “أرتكوريال لديها نصيبها من المساهمة في عمل أسس له من قبل، إنما نريد أن نساعد في تسريع الأمور وجعل الفن والإبداع يرتقيان أكثر” عبر العالم.
يذكر أن “أرتكوريال” أعلنت، في أكتوبر الماضي، عن افتتاح فرع تابع لها بالمغرب في أفق تطوير مبيعاتها من اللوحات الشرقية والفن الإفريقي المعاصر، وهما تخصصان مهمان لدار “أرتكوريال” في علاقتها المباشرة مع القارة الإفريقية.
ويقع هذا الفرع في الحي الشتوي بمراكش، ويديره فريق مغربي، وسيكون مسؤولا كذلك عن تنظيم مبيعات المجموعات، مما سيسلط الضوء على غنى الفنون الزخرفية المغربية في مجالات واسعة مثل السيراميك والأواني الزجاجية والأثاث والمنسوجات والمجوهرات وحتى الأسلحة القديمة.
ونظمت دار “أرتكوريال”، عددا كبيرا من المعارض والمبيعات في المملكة، منذ سنة 2011، وذلك موازاة مع مدينة باريس.
قد يهمك ايضا
قاطنو المساكن العسكرية بالحسيمة يراسلون الملك
إسماعيل ولد الشيخ يُشيد بدعم الملك محمد السادس لطلبة ونُخب موريتانيا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر