يتزامن يوم غد الاثنين 8 ماي 2023، مع ذكرى ميلاد ولي العهد المغربي الأمير مولاي الحسن، الذي يكمل عقده الثاني ويصبح أكثر نضجا باتت ملامح واضحة للعيّان في المناسبات التي شارك فيها على الصعيد العام ، أو في المناسبات الخاصة التي برزت فيها مهاراته وإهتمامه بالعمل العام مع ما يبعثه ذلك من مؤشرات كشفت قدرة ولي العهد على الإستفادة من تنقيات العصر والتكنولوجيا التي وضعت شباب وشابات البوم في مرحلة متقدمة عن نظراءهم من أبناء الأجيال السابقة التدين فاتهم اللحاق بركب التكنولوجيا وتقنيات العصر للإستفادة منها في خدمة بلادهم .
ولا شك أن مشاركة وريث العرش الملكي المغربي فيما ينتظره من أنشطة ومناسبات في المستقبل. ساكون مناسبة يمارس فيها ولي العهد الأمير مولاي الحسن دوره على أكمل وجه في عدد من الوقائع والأحداث ، أكثر دقّة مّما قام به من مهام لاقت بشكل لافت إعجاب المغاربة، من خلال عدد من المشاهد المصوّرة التي أظهرت جزءا من شخصيته العاكسة لأصول وتقاليد المؤسسة الملكية العريقة بالمغرب.
مهمة ملكية
خروج ولي العهد الأمير الشاب إلى الشارع للاحتفال بإنجاز “أسود الأطلس” في مونديال “قطر 2022″، شكل نقطة مهمة في تقريب وتقديم صورته للمغاربة كواحد من أبناء الشعب الذين يفرحون بشكل كبير بإنجاز المنتخب الوطني، كما أن هذه الصور والفيديوهات المنشورة تبين جانبا من اهتماماته الشخصية، التي يمكن أن تجدها عند غيره من الشباب.المحلل السياسي محمد شقير اعتبر أن “إعداد ولي العهد من الأهداف المركزية للمؤسسة الملكية، من أجل الاستمرارية وتهيئة القائم على شؤون الحكم وإدارة شؤون الدولة، حيث الملك يمثل الحلقة الرئيسية ودينامو المنظومة السياسية بحكم الصلاحيات التي يتمتع بها”.
وأضاف شقير، في تصريح، أن إعداد ولي العهد يعتبر من “المهام الرئيسية والانشغالات الأساسية للملك في إعداد خلفه”.وتابع شقير: “المراسم التي تحاط بها ولادة ولي العهد تبرز الأهمية، ومن تم يبدأ العمل على تكوين الملك المستقبلي، سواء من خلال إدخاله المعهد المولوي أو عبر إعداده وتهيئته للمأمورية الأساسية التي سيقوم بها، وبالتالي يتم إخضاعه لمجموعة من المراسم، حتى كيفية الجلوس وطريقة المشي على البساط الأحمر”.
صرامة وانضباط
وزاد شقير قائلا: “جسد ولي العهد يتم إخضاعه منذ البداية لهذه الطقوس، التي تعتبر طقوس الدولة ويجب عليه أن يتبعها بشكل صارم، بحيث إن هذه المراسم تعتبر شيئا شبه مقدس، ويبقى أساسيا في نظام الدولة”.كما اعتبر شقير أن “ولي العهد يتعلم كل أساليب التعامل، وينبغي أن يهيأ لممارسة السلطة بتلقين يسهل كيفية توجيه الأوامر”، مبرزا أن التنشئة تركز أيضا على “إبراز ولي العهد بنوع من الكاريزمية، وتعتبر أهم محدد لشخصية الأمير”.
وزاد المحلل السياسي ذاته: “يحضر ولي العهد أشغال المجلس الوزاري، ويتتبع كيفية إدارة الملفات والتعامل مع الوزراء، وتسند إليه بعض الملفات كي تتم تهيئته للبت في مثلها، فضلا عن تكليفه ببعض المهام داخل المغرب أو خارجه، والإشراف على بعض التظاهرات، ومع تقدمه في السن يتم إعداده بالتدريج للمهمة المناسبة له بمقتضى الدستور، أو بإعمال العرف، أو وفق نظام الحكم في المغرب”.
حضور متزايد
“الحضور المتزايد لولي العهد في الفضاء العمومي يندرج في إطار الإعداد المتواصل للمهام والمسؤوليات، سواء المستقبلية المرتبطة بوراثة العرش، أو بحكم ولاية العهد وما تتطلب من تولي ما يسند إليه، خصوصا وأنه أتم سن العشرين (الفصل 44 من الدستور)”، هذا ما يعتقد به إسماعيل حمودي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.
وأفاد حمودي، ضمن تصريح، بأن الحضور المتزايد لولي العهد يؤكد “المنحى الذي سار فيه والده، الملك محمد السادس، أي الانفتاح والقرب والتفاعل مع الشعب وقضاياه”، معتبرا أن حضور ولي العهد الأمير مولاي الحسن في الاحتفالات بالإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي في كأس العالم “قطر 2022″، إلى جانب الحشود التي خرجت إلى الشارع، تأكيد على ذلك.
واعتبر حمودي أن خروج الملك محمد السادس وولي العهد للاحتفال بمنتخب كرة القدم، والتقاط صور مع المواطنين والتجول بين الناس، “كلها مواقف تعزز التماسك والقرب والتواصل، بل حتى الاحتضان المتبادل بين الملكية وعموم المواطنين، وهو تفاعل عفوي وتلقائي يعكس درجة القرب والتواصل القائم بين الملكية والشعب المغربي”.
وسط الشعب
ويرى حمودي أيضا أن ولي العهد الأمير مولاي الحسن أظهر في سلوكه مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في حفل إحياء ليلة القدر من رمضان الفائت بالدار البيضاء، حرصه على “تقاليد البروتوكول الملكي المعمول بها، ووعيه بدوره ومكانته كولي للعهد”.وتابع: “هذه المشاهد تعكس صورة جزئية لما يمكن أن يكون عليه ملك المستقبل، الذي يدرس حاليا في بلده وليس في أوروبا أو أمريكا، وبين أبناء وطنه من شرائح ومناطق مختلفة، ويعيش شبابه مثل باقي أقرانه”، مؤكدا أن “هذا المسار سيؤهل وريث العرش كي يكون مواطنا منفتحا، يعيش وسط الناس على منوال العديد من الملكيات التي كسرت الحواجز غير الضرورية”.
وختم حمودي تصريحه قائلا: “إدراك ولي العهد سن العشرين، الذي يوافق الفصل الأخير من دراساته في سلك الإجازة بالتعليم العالي، يجعل منه شخصا مؤهلا للقيام بكافة المسؤوليات والوظائف والأدوار التي يمكن أن تسند إليه من قبل الملك أو تخول له بمقتضى الدستور والقانون”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ولي العهد مولاي الحسن ينبه وزير الأوقاف لخطإ جسيم على الهواء
الأمير مولاي الحسن و لالة خديجة يتجولان في مراكش
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر