هكذا قضى سي عبد الرحمان آخر أيامه قبل الرحيل في صمت
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

هكذا قضى "سي عبد الرحمان" آخر أيامه قبل الرحيل في صمت

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - هكذا قضى

عبد الرحمان اليوسفي قائد مرحلة التناوب التوافقي
الرباط - المغرب اليوم

كان سي عبد الرحمان مواظبًا على قراءة الكتب والجرائد بشكل يومي، لكنه في الفترة الأخيرة صام عن ذلك"، هكذا تحدث قيادي من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن آخر أيام سي عبد الرحمان اليوسفي، قائد مرحلة التناوب التوافقي.

حتى وهو طريح الفراش، كان "سي عبد الرحمان"، كما يناديه الاتحاديون والمقربون منه، لا ينهي يومه إلا وقد اطلع على كتب يغذي بها روحا مخضرمة، ويواكب تحولات البلد في كل المجالات عبر العناوين الصحافية. من يلج منزله في حي بوركون وسط الدار البيضاء، يجده منهمكا في المطالعة، تارة يقلب صفحات كتاب، وتارة أخرى يطلع على مقالات الجرائد الوطنية والدولية.

في الأيام الأخيرة، خصوصا قبل عشرة أيام، لم يعد نقيب المحامين السابق بطنجة، الذي قضى عمرا من الزمن مقاوما للاستعمار، ومناضلا من أجل البناء الديمقراطي متحديا لكل الظروف، قادرًا على إمساك الكتاب والقراءة كما كان. هنا يحكي واحد من المقربين قائلا: "أدركنا أن سي عبد الرحمان ليس على ما يرام، وأن فراقه صار قريبا".

كان خليفة عبد الرحيم بوعبيد على رأس حزب القوات الشعبية، في الفترة الأخيرة، وخصوصا منذ بداية الحجر الصحي الذي نهجته السلطات الحكومية بسبب تفشي وباء كورونا، يعاني من أعراض صحية عديدة، جعلت وضعه يزداد تدهورا يوما تلو الآخر، رغم حرص المقربين منه على تأكيد استقرار وضعيته.

يحكي مصدر الجريدة أن اليوسفي جرى نقله خلال هذه المدة صوب المستشفى ثلاث مرات، وكان كل مرة يغادر فيها المصحة، عائدا إلى منزله، يبعث الاطمئنان في نفس زوجته "هيلين"، وكذا المقربين منه وأقاربه الذين كانوا يتواصلون معه بشكل مستمر.

لكن الوضع الصحي لـ"أكبر تاجر السلاح"، كما قدمه الراحل الحسن الثاني لولي العهد آنذاك، تدهور أكثر، ليتم نقله مجددا صوب مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بالحي الحسني، وهنا كان المقربون منه يدركون أنه لن يعود مجددا صوب منزله، وكذلك كان.

خلال آخر أيامه بالمستشفى، عاش الصحافي السابق ورئيس تحرير يومية "التحرير"، التي أسسها إلى جانب الفقيه محمد البصري، أوقاتا عصيبة وهو يخضع للعلاج، خصوصا أنه يعاني مشاكلَ في التنفس إلى جانب المسالك البولية، ناهيك عن كونه يعيش برئة واحدة منذ الخمسينيات، دون نسيان معاناته مع مرض السرطان، بالإضافة إلى جلطة دماغية إبان فترة حكومة التناوب.

في هذه الفترة وكعادته، كان الملك محمد السادس حريصا على تتبع صحة الوزير الأول الأسبق، الذي استطاع أن يسكن قلوب جميع المغاربة بمن فيهم معارضوه، حتى فارق الحياة عن عمر يناهز 96 سنة.

ظل سي عبد الرحمان "الحكيم"، كما نعاه الملك محمد السادس، عاشقا للوحدة والصمت وزوجته "هيلين"، ليغادرنا في صمت دون ضجيج. اختار القدر أن يفارقنا رجل استثنائي في زمن ليس كالأزمان، إذ لم ينقل إلى مثواه الأخير في جنازة مهيبة تليق برجل دولة من طينة اليوسفي.

قد يهمك ايضا

نقابة الصحافة المغربية تتقدَّم بواجب العزاء في وفاة عبدالرحمان اليوسفي

وفاة المناضل التاريخي الكبير الأستاذ عبدالرحمان اليوسفي عن 96 عامًا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا قضى سي عبد الرحمان آخر أيامه قبل الرحيل في صمت هكذا قضى سي عبد الرحمان آخر أيامه قبل الرحيل في صمت



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib