سيئول - المغرب اليوم
غادرت رئيسة كوريا الجنوبية السابقة بارك كون-هيه قصر الرئاسة في سيول أمس الأحد، بعد يومين من تأييد المحكمة الدستورية لقرار البرلمان الكوري بإقالتها من منصبها على صلة بقضية فساد عرفت إعلاميا باسم "راسبوتين".
وعقب مغادرتها القصر الأزرق (مقر الرئاسة الكورية الجنوبية)، قرأ متحدث بيانا قدمت من خلاله بارك اعتذارها "لعدم تمكني من الإيفاء بواجبي حتى النهاية"، مضيفة أنه "على الرغم من أن المسألة ستستغرق وقتا، أعتقد أن الحقيقة ستظهر في النهاية".
وقبل هذه اللحظة، التزمت بارك الصمت المطبق ولم تعترف بحكم المحكمة الدستورية التي أيدت قرار إقالتها من منصبها على رأس الدولة.
وعادت الرئيسة السابقة (65 عاما) لمنزلها الواقع جنوبي العاصمة الذي كانت تقطنه منذ عام 1990 وحتى 2013 حين فازت بانتخابات الرئاسة وأصبحت أول إمرأة تحكم هذا البلد الاسيوي.
ونقلت شاشات التلفزيون بثا مباشرا لموكب الرئيسة المقالة من القصر الأزرق لمنزلها حيث تجمهر مئات المؤيدين لها حاملين أعلام كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، فيما طوق نحو ألف من عناصر الشرطة الكورية المبنى لمنع وقوع أي مواجهات، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (يونهاب).
ومنذ الإعلان عن قرار المحكمة الدستورية يوم الجمعة الماضي، تورط مؤيدو بارك الذين يعتبرون إقالتها مهزلة حاكها اليسار، في أعمال عنف ومواجهات مع الشرطة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وسقوط العديد من الجرحى، في الوقت الذي احتفل فيه الآلاف برحيلها.
لذلك، طالبت أحزاب المعارضة بارك بالاعتراف علنا بحكم القضاء من أجل تخفيف حدة الانقسام والمواجهات بين مؤيديها ومعارضيها.
وأيدت المحكمة الدستورية قرار البرلمان الذي أجاز توجيه الاتهام ضد بارك في التاسع من ديسمبر الماضي، بتهم السماح لصديقتها تشوي سون-سيل، المعروفة باسم "راسبوتين" بالتدخل في شؤون الدولة والتواطؤ معها لابتزاز الأموال من الشركات المحلية والتقاعس عن أداء واجباتها أثناء كارثة غرق عبارة عام 2014 أودت بحياة أكثر من 300 شخص.
وعقب إقالة بارك، باتت كوريا الجنوبية مجبرة على الدعوة لانتخابات رئاسية في غضون 60 يوما، ويتولى خلال هذه الفترة رئيس الوزراء هوانج كيو آن رئاسة الدولة بشكل مؤقت.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر