تقدم نفسها على أنها "كابوس ترامب"، وتسير بخطى ثابتة نحو المنافسة على مقعد المقاطعة الرابعة بمجلس النواب الأمريكي في ولاية ماساتشوسيتس الواقعة في الشمال الشرقي للولايات المتحدة.
هي الأمريكية المغربية إحسان ليكي، التي هاجرت إلى "بلاد العم سام" حينما كانت تبلغ عشرين سنة؛ لكنها الآن أضحت أحد الأصوات التقدمية الصاعدة في الحزب الديمقراطي، المدافعة عن توفير التغطية الصحية للجميع، ومجانية التعليم بالإضافة إلى إصلاح نظام العدالة الجنائية.
وأعلنت ليكي عن رفضها لأي تمويل يأتي من الشركات الكبرى أو جماعات الضغط، واكتفائها بالمساهمات القادمة من المانحين الصغار "Small Donors"، وهي بذلك تحتذي بنهج عدد من السياسيين الأمريكيين الذين أضحوا يرفضون أي مساهمات من الشركات، كما هو الحال بالنسبة للسيناتور بيرني ساندرز وعضو مجلس النواب أليكساندريا أوكازيو كورتيس.
تقول ليكي، عبر منصتها الرقمية، إن "هذا الترشح يهدف إلى إعادة السلطة للطبقة العاملة والمهاجرين والأقليات العرقية غير البيض، وغيرها من الفئات التي تم إبعادها عن العملية السياسية".
هاجرت الشابة المغربية الأمريكية إلى الولايات المتحدة في سن العشرين، ولم تكن تحمل سوى حقيبة صغيرة؛ لكن أحلامها قادتها لتكون أول فرد من عائلتها يحصل على شهادة جامعية.
وبعد سنة 2008، دفعها التزامها السياسي إلى الدخول في الحملة المناهضة بـ"فساد شركات وول ستريت"، كما تقول، وتدافع عن الطبقات الفقيرة في المجتمع الأمريكي.
اقتصاد أخضر وتفكيك للشرطة
بتصفح برنامجها الانتخابي، سيكون "تمرير خطة اقتصادية خضراء" أحد أبرز أولوياتها في مجلس النواب، إذ تورد بأنها ستكافح من أجل مواجهة التغيرات المناخية وتبشر باقتصاد يحفظ مصالح الجميع.
وفي هذا السياق، يورد موقع حملتها الرسمية أنها "ستناضل من أجل توفير رعاية صحية للجميع، تشمل الرعاية طويلة الأمد، والصحة العقلية، بالإضافة إلى طب الأسنان والبصر والإنجاب، وهذه كلها أمور ليست مجانية في نظام الرعاية الصحية الأمريكي، فلا بد للفرد أن يتوفر على عمل يمنحه التأمين الصحي؛ في حين أن أصواتا تقدمية أمريكية لا تزال تطالب مجانية الرعاية الصحية للجميع، كما هو الحال بالنسبة إلى إحسان ليكي.
وتتبنى السياسية الصاعدة شعارات الحركة الاحتجاجية الحالية، والتي تناهض ممارسات الشرطة الأمريكية وتدعو إلى إصلاح نظام العدالة الجنائية، إذ تتعهد بالعمل على تمرير تشريعات تحول الميزانية والاتفاق من أقسام الشرطة لصالح المجتمعات الهشة. ويعد ذلك أحد أبرز المطالب التي ترفعها الاحتجاجات منذ وفاة المواطن الأمريكي جورج فلويد على يد الشرطة في ولاية مينيابوليس.
وعلى غرار بقية الأصوات التقدمية الأمريكية، تدعو ليكي إلى ضرورة اعتماد ما تسميها "سياسة حدود إنسانية" وإنهاء حالات الفصل الأسري التي تعرضت لها عدد من الأسر في الحدود الجنوبية مع المكسيك، متعهدة بـ"النضال من أجل ولايات أمريكية ترقى إلى المثل العليا وتطلعات المهاجرين الحالمين بالمجيء إلى أمريكا"، يورد برنامجها الانتخابي.
وفيما يؤكد البرنامج الانتخابي على ضرورة الترحيب بالمهاجرين وطالبي اللجوء، يتعهد كذلك بالعمل من أجل تعبيد الطريق أمام المهاجرين غير النظاميين، من أجل تسوية أوضاعهم القانونية والحصول على الجنسية الأمريكية.
أما فيما يخص قضية "الحالمين" أو المهاجرين غير النظاميين الذين جاؤوا إلى الولايات المتحدة وهم أطفال، يتعهد برنامج ليكي الانتخابي بالعمل على إقرار قوانين تمنحهم الجنسية؛ فيما يدعو البرنامج كذلك إلى "إلغاء جهاز الهجرة والحدود وكذلك تفكيك وزارة الأمن الداخلي".
وبالنسبة لقضايا التعليم، تدعو إحسان ليكي إلى إقرار تمويل جديد للمدارس الحكومية، ورفع الأجور الخاصة بالأساتذة، بالإضافة إلى إلغاء ديون طلبة الجامعات، وكذا اعتماد مجانية التعليم في الجامعات العمومية.
ومن المنتظر أن تقام الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي خلال فاتح شتنبر المقبل في ولاية ماساتشوستس، إذ تواجه إحسان ليكي 8 مرشحين ديمقراطيين آخرين خلال هذه الاستحقاقات. وفي حال تمكنها من الفوز بهذه الانتخابات، ستشارك في الانتخابات العامة خلال الثالث من نونبر؛ وهو التاريخ الذي سيشهد الانتخابات الرئاسية أيضا.
قد يهمك أيضَا :
مارك زوكربرغ يُدافع عن "فيسبوك" أمام الكونغرس وسط انتقادات من المشرعين
وزير أوباما وكلينتون يصرّح بأن اقتصاد أميركا محل شكوك
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر