الرباط - المغرب اليوم
منذ بدء الحجر الصحي المنزلي الذي فرضته السلطات المغربية، حققت المواعيد الكبرى للقنوات التلفزية العمومية نسب مشاهدة قياسية لتتبع مُستجدات فيروس كورونا المستجد.
وساهمت المواكبة الإعلامية من قبل القنوات الوطنية، منها "الأولى" و"الثانية"، في تحقيق أرقام قياسية لنسب متابعة نشراتها الإخبارية، حسب ما كشفت عنه الأرقام الصادرة عن مؤسسة "ماروك ميتري" لقياس نسب المشاهدة.
واحتلت نشرات الأخبار باللغة العربية الرتبة الأولى في نسب المشاهدة، لا سيما أنها تستضيف مسؤولين وفاعلين في مجالات الصحة والوقاية من الوباء العالمي ومسؤولين حكوميين ومحليين، وغيرهم من الفاعلين الذين يقدمون توجيهات ونصائح يأتي في مقدمتها الالتزام بحالة الطوارئ الصحية.
محمد فكري، أستاذ باحث في التواصل، اعتبر أنّ القنوات التلفزيونية تمكنت من التصالح مع الرأي العام المغربي، عبر مواكبتها لتداعيات فيروس كورونا المستجد، مُحققة بذلك نسب مشاهدة عالية فاقت ما كانت تحققه قبل انتشار الجائحة.
وأبرز الباحث المغربي، ضمن تصريح لهسبريس، أنّ "وباء كورونا أكد مرة أخرى الحاجة الماسة الى إعادة الاعتبار للخدمة العمومية في الإعلام، وذلك بتثمين دورها في الإخبار والتثقيف والتوعية والترفيه"، وأضاف أن "تقدير المُشاهد المغربي للنشرات المغربية والبرامج المخصصة لمُتابعة مستجدات الوباء والتدابير المُواكبة له وتقديمها بالدارجة المغربية، جعل هذه اللحظة الإعلامية بوابة للتصالح مع القنوات الوطنية".
تبسيط المعلومات والتحسيس بخطورة الوباء والتوعية بطرق الوقاية منه، يسترسل فكري، عوامل ساهمت في تجديد الثقة في الأطقم الإعلامية "التي تحولت إلى نجوم وحديث مواقع التواصل الاجتماعي، بتميز كفاءتها المهنية وإسهامها بوعي في تنوير المشاهد المغربي".
كما دفعت إجراءات الحجر الصحي المغاربة إلى اللجوء إلى مشاهدة التلفاز لوقت أطول مقارنة مع الأيام العادية؛ إذ وصل معدل الساعات التي يقضيها المشاهد المغربي أمام التلفاز إلى 5 ساعات و59 دقيقة، فيما كان المعدل يتراوح في الأيام العادية بين 4 ساعات و4 ساعات ونصف الساعة، حسب ما أعلنت عنه مؤسسة "ماروك متري".
وكشفت المؤسسة ذاتها في أرقامها الخاصة بالفترة ما بين 18 و24 مارس الجاري أن الإقبال على المسلسلات التركية عرف ارتفاعاً مُقارنة بالأيام العادية.
وعلق الناقد الفنّي محمد الإبراهيمي على ذلك بأن "علاقة المشاهد المغربي بالأعمال الدرامية المدبلجة ليست علاقة اليوم، لكن الظرفية الصحية التّي يعيشها المغرب بسبب الوباء والتزام الأسر بالحجر الصحي، عامل ساهم في ارتفاع هذه النسبة".
وفسّر الإبراهيمي إقبال المغاربة على الأعمال الدرامية والبرامج الترفيهية خلال هذه الفترة الزمنية، ببحث المُشاهد المغربي عن منتوج إعلامي يُخفف القلق والتوتر الذي تعيشه الإنسانية جراء تداعيات انتشار الفيروس من جهة، ومن جهة أخرى التشبث بالقنوات الوطنية لمتابعة المُستجدات على خلاف الأيام العادية التّي تعرف هجرة المشاهد المغربي نحو القنوات الأجنبية.
قد يهمك ايضا
وصلات القنوات التلفزية بشأن فيروس "كورونا" لا تتكلم الأمازيغية
مغاربة يُطالبون وزارة الأوقاف بإذاعة خطبة الجمعة بالقنوات العمومية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر