بومبينو يؤكّد أنّ الطوارق شعب حرّ والجذور الصحراوية تُجسّد الهوية
آخر تحديث GMT 10:01:38
المغرب اليوم -

"بومبينو" يؤكّد أنّ "الطوارق" شعب حرّ والجذور الصحراوية تُجسّد الهوية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

المغني الطارقي أومارا مُكْتار
الرباط - المغرب اليوم

يُجسّد الفنان الطارقي أومارا مُكْتار، الشهير بلقب "بومبينو"، صوت شعب الطوارق المحتجّ على أوضاع الظلم والاستبداد، المتمسّك بالحرية والمتشبّث بالهوية الصحراوية الأصيلة؛ وهو ما تعكسه موسيقى الشجن الصحراوية التي طوّرها "صوت السلام الطارقي".

ويكشف "بومبينو"، حيثيات انطلاقته الأولى، وسِمات موسيقى قبائل الطوارق، وطبيعة النمط المعيشي لـ"شعب التماشق"، فضلا عن رصده لأبرز النقاط المشتركة بين أمازيغ الصحراء الإفريقية الكبرى وأمازيغ شمال إفريقيا.

ويؤكد المغني العالمي أن "هوية الطوارق تعني التمسّك بالحرية، حيث يتميّز أسلوب عيش شعب الطوارق بالفرادة الكونية"، مبرزا أن "الجذور الصحراوية تجسد هويتنا"، خالصاً إلى أن "الطوارق والأمازيغ هما شعب موحد، كلاهما يعشقان الحرية، ويتقاسمان الثقافة نفسها".

وإليكم تفاصيل الحوار كاملا:

لطالما عُرف شعب "التماشق" (الطوارق)، الذي يستوطن الصحراء الكبرى، بالحفاظ على اللغة الأمازيغية منذ القدم إلى الوقت الراهن، بفعل انعزاله في الساحل الإفريقي. كما عُرف، أيضا، بالارتباط الوثيق بأوصال الصحراء الفسيحة، التي تعكس قيمة الحرية لدى الفرد "الطارقي". ما الذي تمثله "الهوية الطارقية" بالنسبة إليك؟

في نظري، هوية الطوارق تعني التمسّك بالحرية، حيث يتميّز أسلوب عيش شعب الطوارق بالفرادة الكونية، بالنظر إلى أنّنا شعب حرّ على الدوام منذ القدم، الأمر الذي انعكس على الشعب "الطارقي" الذي يحب الاستقلالية في العيش اليومي.

إن شعب الطوارق يحبّ الاستقرار في صحرائه الهائلة، وتقاسم هذه الحياة مع حيواناته بدون أي قيود من شأنها التأثير على نمط العيش الصحراوي؛ وهو ما يجعلني أقول –بالتأكيد- إنه أفضل نمط معيشي في العالم، لأنني أعشق الحرية.

بالحديث عن نمط العيش لدى قبائل الطوارق، نلحظ حضوراً مكثّفا لتيمة الصحراء في جميع أغانيك، التي طوّرت موسيقى الشجن الصحراوية (نوع موسيقي يشتهر به شعب الطوارق). ماذا تختزن موسيقى الطوارق القادمة من تخوم الصحراء الإفريقية الكبرى؟

الصحراء هي طريقتنا في الحياة، فالجذور الصحراوية تجسد هويتنا، بوصفنا شعب الطوارق الذي يُقيم في الصحراء الكبرى منذ القدم. لذلك، فإن مفهوم الصحراء يختزن قصة حياة هذا الشعب، لأن كل شيء بدأ من هناك.

تجوب قبائل الطوارق صحاري منطقتي الساحل والصحراء على مدى قرون، حيث كانت البداوة والترحال هي السمات الغالبة على مجتمع الطوارق، الذي دخل في صدامات متكررة مع الأنظمة السياسية التي مزّقت أوصال هذا الشعب الواحد، بعدما وجد الطوارق أنفسهم موزعين بين بلدان متعددة. كيف تُعزّز موسيقاك قيم الطوارق؟

يجسّد شعب الطوارق كل شيء في مختلف صنوف الموسيقى التي أُنتجها.. لنقل، إنه يعكس هوية الأغاني التي ألّفتها طوال السنين المنصرمة.

حظيت جميع ألبوماتك الغنائية بإقبال عالمي منقطع النظير، بفعل الأسلوب الموسيقي الفريد الذي يمزج بين "الريغي" و"الرّوك" و"البلوز"، مع إضافة لمسة الإيقاعات الموسيقية التقليدية، ما جعلك تتمتع بشهرة تتعدى الحدود الجغرافية للصحراء الإفريقية. كيف تُسحر عشاق الموسيقى في العالم؟

أرى أن سبب نجاح كل أعمالي الموسيقية عبر العالم، وإن كانت اللغة التي أتحدّث بها غير مفهومة، يرجع إلى الإيقاعات الموسيقية، وما يتعلق، كذلك، بطريقة التفاعل مع الجمهور في الساحة الفنية.

أحب الموسيقى، وأعشق هتاف الجمهور في الحفلات الموسيقية، وأستمتع بالعزف وسط الجمهور الغفير الذي يحضر من أجل الاستماع بألبوماتي الموسيقية، لأن الموسيقى، بالنسبة إليّ، تبقى شغفاً يسكنني منذ طفولتي.

يقترن حضور "بومبينو" في المهرجانات والحفلات بحمله لآلة "الغيتار"، التي اقتادتك من مواقع الغناء المحلية والإقليمية (شمال وغرب إفريقيا) إلى كبريات المهرجانات الموسيقية في العالم، وتسجيل ألبومات جديدة في مجموعة من المدن الأمريكية. لا شك في أن لك قصة حميمية مع آلة "الغيتار"، فما هي؟

"الغيتار" هو حياتي كلّها، حيث بدأت العزف على هذه الآلة منذ صغر سنّي. ويعود شغفي بها إلى سنوات التسعينيات التي اندلعت فيها الحركات الثورية بكل من مالي والنيجر، فنشأت حركة تمرد واسعة من لدن شعب الطوارق.

خلال تلك الفترة، كان هناك موسيقيون كُثر يبدعون أغان متنوعة ذات نفس ثوري، من أجل تشجيع هؤلاء المقاتلين الشباب الذين ناضلوا ضد جميع أشكال الظلم التي راح ضحيتها شعب الطوارق؛ لعل أبرزهم عبد الله أومبادوغو.

لقد ألهمتني هذه الفعاليات الموسيقية، رغم أنني لم أسمع الأغاني التي أدوها، بحكم صغر عمري. ففي هذه الفترة الصعبة، فرّ أبواي إلى الجزائر، التي تعلمت فيها العزف على "الغيتار"؛ لكن طموحي بالعودة إلى النيجر دفعني إلى تطوير مهاراتي الشخصية، والعزف بطريقة مهنية في حفلات الزواج، فكانت هي بداية مشواري المهني.

يجذب نمط الغناء الطارقي أمازيغ شمال إفريقيا، ضمنهم المغرب، حيث تحظى الفرق الموسيقية المنحدرة من الصحراء الإفريقية الكبرى ترحيبًا كبيراً، بالنظر إلى الهوية المشتركة، والدفاع عن القضية الموحدة. ما تعليقك؟

الطوارق والأمازيغ هما شعب موحد، كلاهما يعشقان الحرية، ويتقاسمان الثقافة نفسها. النقطة المشتركة بين أمازيغ الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا هي حبّنا للصحراء والحرية، لأنهما يشكلان أسلوب حياتنا بصفة عامة.

قد يهمك ايضا

ردود أفعال غاضبة بعد إقصاء" اللغة الأمازيغية من الحضور في بطاقة التعريف الوطنية

ندوة تفاعلية في وجدة حول حوسبة اللغة الأمازيغية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بومبينو يؤكّد أنّ الطوارق شعب حرّ والجذور الصحراوية تُجسّد الهوية بومبينو يؤكّد أنّ الطوارق شعب حرّ والجذور الصحراوية تُجسّد الهوية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib