الرباط -المغرب اليوم
دراسة في أحداث السيرة ووقائعها وأحكامها وحِكَمها، تحضر في كتاب جديد عنوانه “في رحاب السيرة النبوية”، صدر بتزامن مع ذكرى المولد النبوي، للباحث فؤاد بلمودن، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة.وفيما يقرب 200 صفحة، يقدم هذا الكتاب الصادر عن مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات، والمتاح الاطلاع عليه رقميا، مدخلا عاما لدراسة السيرة، مبينا مصادرها وخصائصها وأهميتها، قبل الحديث عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، ثم في مرحلة الهجرة، فمرحلة توطين الدعوة، وصولا إلى دفاعها عن نفسها، وانتشارها، و”تحولها إلى الأفق العالمي لتكون دعوة للإنسانية جمعاء”.
وكتب عبد الباسط المستعين، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة محمد الأول بوجدة، أن هذا الكتاب قد صيغ في “قالب تعليمي ممتع وسلس” راعى فيه كاتبه “الاختصار والتبسيط، واستجلى من خلاله أبرز الأحداث وعمدتها، منبها لنفائسها وجليل مقاصدها، مستهلا عمله بجملة من القواعد والإضاءات المنهجية”
وتابع الباحث في تقديمه لهذا المؤلف الجديد، قائلا: “بهذا العمل يكون الكاتب قد وفّر على الباحثين في السيرة النبوية الوقت والجهد عبر تمكينهم من زبدة وقائعها جاهزة، واضعا إياها في متناول الراغبين في استكشاف معالمها وحقائقها”.
وقال الباحث فؤاد بلمودن إن السيرة النبوية “واحدة من أعظم سير التاريخ البشري على الإطلاق، إذ تدور وقائعها حول حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما عرفته من أحداث ومواقف”.
وذكّر الكاتب بالاهتمام الكبير للمسلمين بهذه السيرة، وعملهم على العناية بها رواية وتدوينا وتنقيحا، مما “أسهم في حفظها وتبليغها للأجيال اللاحقة؛ قصد الاستفادة منها والانتفاع بها، بالنظر لأهميتها العلمية والعملية للمسلمين جميعا”.وأوضح الباحث أن السيرة النبوية “لا تقتصر على سرد الأحداث والمواقف المتعلقة بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم”، بل “تعمل على سرد وقائع وقصص، تتعلق بحياة الكثير من الأشخاص الذين كانوا جزءا من الواقع الاجتماعي والتاريخي لمجتمع السيرة النبوية، سواء كانوا أصحابا ورفاق درب، أو خصوما وأعداء لدعوته”؛ فـ”كلهم يشكلون جزءا من مشهد تاريخي يحبل بالدروس والعبر والمآثر والمواقف المشهودة”.
ويرى بلمودن أن المسلمين اليوم “بحاجة ماسة للرجوع إلى السيرة النبوية قراءة واستيعابا واقتداء وتمثلا لقيمها السامية، على ضوء متطلبات العصر وتحدياته، للإسهام في نهوض الأمة، واستعادتها لرقيها وشهودها الحضاري في العصر الراهن”.ويمزج هذا المؤلف بين الدراسة الوصفية والدراسة المنهجية للسيرة؛ لـ”تتبع أحداث السيرة ووقائعها البارزة، وفق تسلسلها التاريخي (…) مع توخي الإيجاز”، و”لفت النظر إلى ما تنطوي عليه من دروس وعبر، وما تحبل به من أحكام وفكَر، تتعلق بفقه السيرة وفكرها، والتنبيه إلى بعض القضايا الإنسانية والظواهر الاجتماعية لأجل الدراسة والتفكر والاقتداء”.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر