الرباط - وسيم الجندي
زار الملك محمد السادس، اليوم، عددا مِن المواقع التاريخية التي خضعت للترميم في إطار الشطر الأول من مشروع التأهيل الحضري لحي الملاح، الذي أضحى يحمل اسم "حي السلام" في المدينة القديمة لمراكش.
وتعكس زيارة الملك لهذه المواقع الحرص على صيانة الطابع المعماري للمدينة القديمة لمراكش، والنهوض بهذه الحاضرة التاريخية، التي تعدّ إحدى الوجهات السياحية الأكثر زيارة في المملكة. كما تنسجم، تمام الانسجام، مع المقاربة الرامية إلى تثمين الرأسمال اللامادي، أحد أهم محددات غنى الأمة.
وهكذا، زار الملك محمد السادس الساحات العمومية "سيدي أحمد الكامل" و"القزادرية" والسويقة"، والفندقين العتيقين "مولاي مصطفى" و"التومي"، إلى جانب "سويقة الملاح"، وهي المواقع التاريخية التي يشكل ترميمها جزءًا من البرنامج الشامل للتأهيل الحضري لحي الملاح الذي رصد له مبغا ماليا إجماليا قدره 194 مليون درهم.
كما يروم هذا المشروع الرائد، الرامي إلى تأهيل حي الملاح، وتحسين ظروف عيش ساكنته، وتعزيز البنيات التحتية الأساسية، والذي بلغت أشغال إنجازه نسبته 65 في المئة، القيام في إطار الشطر الثاني، بترميم الساحة العمومية الميارة، والبرج (مخزن للحبوب)، والفندقين العتيقين "التازي" و"صولوبان"، علاوة على إنجاز أربعة تجهيزات اجتماعية للقرب مخصصة للأشخاص المسنين والنساء والشباب وأطفال الحي.
يأتي مشروع التأهيل الحضري لحي الملاح، أيضا، في إطار المحافظة على المكون اليهودي للهوية المغربية وهو يعكس قيم التسامح والانفتاح التي ميّزت على الدوام المملكة المغربية.
ويقوم المشروع الشامل للتأهيل الحضري لحي الملاح على معالجة البنايات المهددة بالانهيار، وهدم البنايات الآيلة للسقوط التي يتعذر تدعيمها أو إصلاحها، وإعادة تهيئة الساحات العمومية، وتأهيل الأزقة والفنادق والمحلات التجارية، وإعادة بناء بعض المحلات التجارية، وتجديد الأسقف الخشبية، وتعزيز المدارات السياحية، وتزيين الواجهات.
ويهدف هذا المشروع الذي يعد ثمرة شراكة بين وزارة السكنى وسياسة المدينة (التمويل)، وولاية جهة مراكش- آسفي وجماعة مراكش ومجموعة العمران (الإنجاز المنتدب للمشروع)، الارتقاء بجمالية المشهد الحضري، وتحسين ظروف اشتغال التجار، واجتثاث البنايات غير اللائقة، كما يتوخى الحفاظ على بعض المهن المهددة بالاندثار، والنهوض بالمنتوجات المحلية للصناعة التقليدية، وتعزيز تنظيم وهيكلة القطاع.
ويندرج البرنامج الشامل للتأهيل الحضري لحي الملاح، في إطار تنفيذ المخطط التنموي "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، الذي كان الملك قد أعطى انطلاقته في 6 يناير 2014، والذي يروم بالخصوص، تعزيز الجاذبية الاقتصادية للمدينة الحمراء، وتدعيم مكانتها كقطب سياحي عالمي، وتحسين مؤشرات التنمية البشرية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر