عرض في رمضان هذه السنة على القناة الأمازيغية المسلسل الدرامي والتاريخي “بابا علي” ، بمشاركة نخبة من الفنانين الأمازيغ، وتدور أحداث المسلسل حول رجل بسيط فاطن الذكاء، في تفاعله مع مجتمعه المصغر (الدوار) وذلك في قالب كوميدي، المسلسل من تنفيذ شركة “وردة فيزيون”، وإنتاج القناة الثامنة، وحظي المسلسل بنسب مشاهدة عالية أثناء بثه في القناة الأمازيغية، كما لازال يحظى بنقاش النقاد وإحتفاء الجمهور، وفي هذا الصدد وتسليطا للضوء على المسلسل وأصدائه وتفاعلات الجمهور، تحاور جريدة هبة بريس الإلكترونية، أحد ابطال المسلسل، الفنان “لحسن جكار” المعروف ب “إزم” نسبة لدوره في ذات المسلسل. حيت يستعرض الفنان السوسي تجربته مع السينما والمسرح المغربي ، وبدايته الأولى فوق الركح وأماما كاميرات المخرجين، وفيما يلي نص الحوار:
س : بداية حذتنا عن مسار لحسن جگار وبدايات دخوله لمجال التمثيل ؟
أولا أشكر بريس على متابعة أعمالنا ودعمها المعنوي ؛ ولا أخفيكم أنني جد سعيد أن أحظى بشرف الحوار مع مؤسسة إعلامية تهدف لإعطاء دفعة وإضافة نوعية وصحية للمجال الصحفي و الإعلامي ببلادنا .أما بالنسبة لبداية دخولي لمجال التمثيل فكان ذلك مند الصغر خصوصا أن والدي رحمه الله تعالى كان يمارس فن احواش و “تنضامت” أي الشعر ومنه عرفت الفن و رغم أنني أحب الكتابة و الرواية والأدب ، إلا انني اتجهت نحو التمثيل ؛ و كأن شيئا بداخلي يدفعني نحو اقتحام هذا المجال ؛ فقد كنت أشاهد التلفاز كثيرا وخاصة الأفلام و المسلسلات المصرية و السورية و الأجنبية و العروض المسرحية التي تبتها القناة المغربية آنذاك رغم صغر سني ؛ وأشخص تلك المشاهد مع أصدقائي في المدرسة و في دوارنا بجماعة “تيغمي” بإقليم تزنيت، و الجميع يشهد بموهبتي ومن هنا كانت البداية ……
أما عن مساري الفني فكان فريدا من نوعه، فبعد أن كنت أبحث عن صقل موهبتي و التكوين في المجال و البحث عن المعاهد و نوادي المسرح لأحظى بتكوين اكاديمي في المجال …. تمكنت من ذلك رغم مجموعة من العراقيل و الصعاب، و توجهت إلى مدينة ورزازات حيث وجدت التكوين و التطبيق العملي، بالمشاركة في أعمال أجنبية وإكتساب التجربة حيت تعلمت الكثير ؛ وبعد عودتي منها حملت نظرة أخرى وحب أكبر للسينما والفن بما في ذلك الجانب التقني الذي إشتغلت عليه هو الآخر، لأن الممثل أو المشخص الذي تلقى تكوينا في الجانب التقني يستطيع أن يتأقلم مع جميع الظروف ؛ و لحسن حظي أني اخترت الإستقرار بعد عودتي من ورزازات في مدينة أكادير، لمتابعة الدراسة وحتى أكون قريبا من شركات الإنتاج المتواجدة بالجهة، حيت تعيش جهة سوس آنذاك إنتعاشة كبيرة في إنتاج أفلام vcd ، وأعتبرت أن الفرصة سانحة ، لكي يتعرف علي الجمهور السوسي، وفعلا هذا ما حصل حيت أتيحت لي عدة فرص وشاركت في العديد من الأعمال كممثل و كتقني.
س : شهدت مشاركة لحسن جگار في مسلسل “بابا علي” الذي حظي بنسب مشاهدة عالية في رمضان الماضي تنويها كبيرا كما وسبق ذكره، حدثنا عن المسلسل وكيف تم إختيارك للانضمام لطاقمه وكيف كان إنطباعك وأنت تشاهد سيل التعليقات والتنويهات بالمسلسل وبأدائك فيه ؟
فعلا مسلسل “بابا علي” كان من بين أنجح الإبداعات الرمضانية لهذه السنة، وأنا جد فخور كوني واحدا من المشاركين في المسلسل سواء في الجانب التقني ك” régisseur de plateau” ، أوالجانب الفني كمشخص دور “ازم ” الذي ترك بصمته وأحبه الجمهور، وأعطى للمسلسل إضافة ممكن أن تجعلها استثنائية، لأنه ربما هذه أول مرة يشاهد الجمهور شخصية من ذلك النوع في الأعمال الدرامية الأمازيغية، و الحمدلله نجحت الى حد كبير في أدائها وإيصالها للجمهور، ونجاحها يتجلى في العديد من الرسائل و التعليقات الايجابية التي تصلني في مواقع التواصل الإجتماعي أو في شهادات المتابعين والنقاد .
فجميع تلك الشهادة الغالية التي أعتز بها أيما إعتزاز وأتشرف أن أكون ممن يساهمون في تطوير التشخيص الأمازيغي بالخصوص و المغربي عامة و السير به نحو المزيد من التحديث والإشعاع تجعلني أعمل على بذل مجهودات أكبر كل سنة نحو المزيد من العمل والتفوق ، و مساهمتي هذه السنة في المسلسل ليست إلا نتيجة لسنوات من التواجد في الميدان وصقل للموهبة والعمل الدؤوب الذي نجني ثماره اليوم، .فالأشياء العظيمة لا تأتي بالصدفة و لابد لها أن تأخذ الكثير من الوقت حتى تنضج وتكتمل.
بالنسبة لنجاح المسلسل فذلك يعود في نظري لعمل الجميع بدون إستثناء فالجميع ترك بصمته بكل حب وبكل مصداقية بدأ بالشركة المنتجة ، و المخرج و الطاقم التقني و الفني و الجمهور و ساكنة المنطقة التي تم فيها تصويلا مشاهده، و لا ننسى جانب مهم هو الآخر وهو السيناريو الذي عاد بنا إلى الزمن الجميل ؛ أما عن سؤالكم كيف تم اختياري فالجواب أنه حالفني الحظ كون مدير الإنتاج و مخرج المسلسل “مصطفى أشاوور”، وقع إختيارهم علي بحكم معرفتهم بقدراتي جيدا ويؤمنون بها سواء كمشخص أو كتقني فحينما إحتاجو لمن سيتولى أمر تشخيص دور ازم لم يفكرو طويلا وأسندوا لي تلك المهمة .
كما أن نجاح هذا المسلسل هو رسالة واضحة إلى كل غيور وكل مسؤول، كل واحد من موقعه أنه حان الوقت للدفع بعجلة الفيلم و السينما الامازيغية إلى الأمام و رد الاعتبار للفنان الامازيغي من خلال الرفع من عدد الانتاجات على مدار السنة وانتزاع حقه في الإعلام العمومي إسوة بباقي الانتاجات الدرامية والفنية لباقي القنوات العمومية الأخرى .
س: كيف تنظرون للسينما والفن الأمازيغيين وواقع الفنان الأمازيغي وماهي تحديات تطويرهما ؟ إن الفن الأمازيغي وخاصة السوسي، ورغم كل الإكراهات التي يعرفها الجميع، يسجل سنة بعد سنة تطورا ملحوظا، إن سواء على مستوى الإنتاج أو الوسائل أو الجودة وحتى في الأداء، لكن يجب أن نثير مسألة أساسية فالأمر يرجع في كثير من الأسباب إلى قتالية وصمود وتضحيات الفنان والمنتج الأمازيغي، فحجم الدعم ضئيل، و قلة الإنتاجات تحد من إمكانيات التطور أكثر، وتبقى مجهودات الوزارة مهمة ومشكورة عليها لكن محدودة، ولا تصل إلى المستوى الدي نطمح إليه.
قد يهمك ايضا:
قافلة "ثقافة الإعتراف" تحيي ذكرى رويشة وأوعرفة وأولغازي وأكنوز
فنانون يكشفون عن ما يعاني منه الفن الأمازيغي في أغادير
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر