حفل لتسليم الدكتوراه الفخرية لعلَم طبي وأكاديمي مكسيكيّ استقبلته المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط، الثلاثاء، بحضور وزير التعليم العالي، ورئيس جامعة محمد الخامس، وأمين سر أكاديمية الحسن الثاني للعلوم، وسفيرة دولة المكسيك.
وإضافة إلى منح جامعة محمد الخامس الدكتوراه الفخرية لإنريكي لويس كراو ويشرز، رئيس الجامعة الوطنية المستقلة للمكسيك، أعرق وأكبر جامعات البلاد، شهد صباح الثلاثاء توقيع اتفاقياتي شراكة أكاديمية بين هذه المؤسسة وجامعة الرباط.
الباحث والأكاديمي وجراح العيون كراو ويشرز، الحاصل على الدكتوراه من جامعة فلوريدا الأمريكية، فضلا عن كونه رئيسا لأكبر جامعات المكسيك، هو عضو الأكاديمية الأمريكية لطب العيون، وسبق أن ترأس المجلس المكسيكي لطب العيون، وجمعية البلدان الأمريكية للتخصص نفسه، إضافة إلى عضويته في الأكاديميات الطبية لإسبانيا، والمملكة المتحدة وفرنسا وكاتالونيا، وعضويته في مجلس إدارة معهد سرفانتس الثقافي الإسباني.
إنريكي لويس كراو ويشرز، الحاصل على سبع شهادات دكتوراه فخرية سابقا، تعد الشهادة التي قدمتها له اليوم جامعة محمد الخامس بالرباط الأولى التي يتسلمها من جامعة في إفريقيا، والمنطقة المغاربية والعربية.
لجنة منح الدكتوراه الفخرية، التي أشرت على تقديمها لهذا الأكاديمي والجرّاح، بعد موافقة وزارة التعليم العالي وتأشير وزارة الخارجية والتعاون، تكونت من وزير التربية الوطنية السابق والرئيس السابق لجامعة محمد الخامس السويسي الطيب الشكيلي، وكاتبة الدولة السابقة المكلفة بالثقافة وسفيرة المغرب السابقة لدى اليونسكو والعميدة السابقة عزيزة بناني، والوزير السابق ورئيس جامعة الحسن الثاني عين الشق بالبيضاء السابق عزيز حسبي، والمندوب الوزاري السابق المكلف بحقوق الإنسان والأمين العام للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الأكاديمي المحجوب الهيبة.
وكان الحفل مناسبة تحدث فيها لويس كراو ويشرز عن زيارته الأولى للمغرب قبل 45 سنة، قائلا: “ذُهِلتُ لما وجدت مغربا حديثا، متطورا”، ثم تحدث عن التطور المستمر الذي لمسه في زيارته الأخيرة، وحرصه “بعدما أسرته البلاد” على إحضار أحفاده في زيارته هذه ليكتشفوا المملكة.
وتطرق المكرّم إلى “التشابه الكبير بين المكسيك والمغرب” من حيث الجغرافيا والتنوع، والتاريخ، وتابع متحدثا عن “التاريخ المشترك لثمانية قرون على الأقل”، عبر أثر المغارب في شبه الجزيرة الإيبيرية الذي انتقل إلى المكسيك عبر إسبانيا، وزاد: “يجمعنا التاريخ، وما لا يحصى من التأثيرات الثقافية، وهذا جسر بيننا”؛ كما تطرق للتحديات المشتركة للبلدين التي تجب مواجهتها، وخاصة الهجرة، وما يواجهه المهاجرون من البلدين من “حواجز، وتمييز عرقي”.
كما تحدث المكرّم عما يجمع جامعتي المكسيك والمغرب من “تفاهم، وحديث، وانشغال بالتنمية”، وسعي إلى “التبادل والتعاون أيضا”.
وفي حديثه عن المستقبل، عبر الحاصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة محمد الخامس عن أمل التعاون في مجالات الاهتمام المشترك، وزيادة التعاون الأكاديمي العالمي، والولوج العالمي إلى المعلومة، واحترام حقوق الإنسان في مختلف المناطق.
من جهته تطرق محمد الغاشي، رئيس جامعة محمد الخامس، عما يمثله هذا التكريم من استمرارية لتقليد هذه الجامعة في تكريم شخصيات عالمية بصمت على مسار وحضور مميز في العلم والمعرفة والسياسة والاقتصاد والفنون.
واسترسل الغاشي متحدثا عن “المسار العلمي المتميز” للمكرم، “في التدريس، والبحث العلمي، والممارسة الطبية الصّرفة، جراحا للعيون”، كما تحدث عن كرسيين يجمعان الجامعتين، بالمغرب والمكسيك، من بينهما كرسي فاطمة المرنيسي، والآفاق الرحبة للتعاون والتبادل بين الجامعتين.
وزير التعليم العالي، عبد اللطيف الميراوي، أبرز بدوره ما يعكسه هذا التكريم حول “مستوى العلاقات الجيدة بين البلدين”، وتوقف عند تشابه المغرب والمكسيك في كونهما جسرا في مجالهما الجغرافي، سواء بين إفريقيا والعالم العربي وأوروبا، أو بين الأمريكَتَين.
وبعد التطرق لقيم حفل التتويج بالدكتوراه الفخرية التي عنوانها “العرفان، والتكريم، والامتنان”، رأى الميراوي في هذه المناسبة “اعترافا بإنريكي لويس كراو ويشرز، والاعتراف عبره بكل الفاعلين في المكسيك”، في سبيل “دعم الروابط الأخوية المتميزة التي تجمعنا، وانتظاراتنا من أجل مستقبل أفضل”.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر